أعلى




أسهمت الطفرة الاقتصادية والتنمية الشاملة في الموارد والبنيات وترسية وإنجاز العديد من المشاريع العملاقة بإمارة الفجيرة، في تطور القطاع السياحي بشكل كبير حتى باتت الإمارة التي تطل على خليج عمان والمحيط الهندي مقصداً مهماً ووجهة مميزة للسياحة الداخلية والخارجية، خاصة وان الفجيرة تعد استثناء وتحوز العديد من القلاع والحصون، بالإضافة إلي سلسلة جبلية، كما يقع في نطاق جغرافيتها مسجد البدية الأثري أقدم المساجد تاريخياً على مستوى المنطقة، إلي جانب القرى التراثية ومتحف الفجيرة، والفنادق ذات الفئات المختلفة، والمراكز التجارية، إضافة إلى شواطئ مفتوحة وممتدة تصل لمسافة 70 كيلومتراً تشكل شرطاً لازماً للسياحة البحرية فضلاً عن مكونات مهمة للسياحة الدينية والبيئة، وبنيات تحتية أسهمت في جذب السياح والزوار إلي الإمارة . وأوضح سعيد عبد الله السماحي مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار أن قطاع السياحة بالفجيرة ينمو بشكل مدروس متزامناً مع الطفرة الاقتصادية التي تنتظم الإمارة، ويتماشى في الوقت نفسه مع خطط حكومة الفجيرة على مراحل حسب العرض والطلب .

وأشار إلى أن الفجيرة اهتمت كثيراً بالقطاع السياحي من خلال إنجاز حزمة من المشاريع التطويرية في مجال البنيات الأساسية، حيث قامت بترميم الكثير من القلاع والحصون التي تشكل عامل جذب للسياح والزوار، وتعتبر من أكثر إمارات الدولة الذاخرة بالقلاع والحصون مثل قلعة وحصن الفجيرة وقلاع وحصون البثنة، ومسافي، والحيل، وأوحلة، وأحفرة، ودبا، وسكمكم، وحبحب. ولفت إلى أن القلاع والحصون مفتوحة للجمهور والسياح، وأن هنالك عمليات تطوير وتجويد للخدمات يجري تنفيذها على قدم وساق أبرزها معالجة العجز في توفير مرشدين سياحيين باعتبارها معضلة تؤرق الهيئة نسبة لعزوف المواطنين الواضح عن العمل في المهنة لقلة عائدها المادي، مشيراً إلي تنسيق يتم حالياً مع دائرة الأشغال والزراعة لتعبيد طرق تؤدي إلي عدد من القلاع والحصون مثل قلعة البثنة وسكمكم ودبا ومسافي. وقال إن الإمارة تحوز مسجد البدية الأثري الذي يعد أكبر وأقدم مسجد على مستوى المنطقة حيث تم ترميمه وتطويره، كما تم اكتشاف مواقع أثرية جديدة في مسافي والبدية ودبا والغوب وسكمكم يجري العمل حالياً على عمل سياج لها وترميمها على مراحل حسب الأولوية. وأضاف أن قرية الفجيرة التراثية تعد مكوناً سياحياً جاذباً حيث توفر للزائر كافة المعلومات عن حياة المواطنين في الماضي من حيث المساكن والمهن كالزراعة والصيد وتصوير حياة الناس في الماضي من حيث المجالس والثقافة الغذائية، وتم مؤخراً ترميم القرية وصيانتها، فيما تجري التحضيرات حالياً للاحتفال السنوي باليوم العالمي للتراث االذي سيقام في ال 23 من الشهر الجاري بالقرية .

20 فندقاً بالإمارة

بدوره قال أحمد إبراهيم درك رئيس قطاع السياحة بهيئة الفجيرة للسياحة والآثار إن قطاع الضيافة ساهم بشكل أساسي في تطوير السياحة بالإمارة بعد أن ارتفع عدد الفنادق بالإمارة إلى 19 فندقاً في أعقاب افتتاح فندق ملينيوم الفجيرة مطلع الشهر الجاري بعدد 221 غرفة فندقية زاد على أثرها عدد الغرف الفندقية إلي 2892 غرفة قادرة بدورها على فك الاختناقات التي تشهدها الإمارة في الأعياد والعطلات الرسمية، باعتبارها مقصداً لكثير من السياح. وأشار إلى أن قطاع الفندقة شهد تطوراً كبيراً خاصة في الفنادق فئة 5 نجوم لتواكب التطور والطفرة الهائلة في قطاع الضيافة وانتعاش السياحة الداخلية والخارجية، مؤكداً أن الفجيرة تملك 8 فنادق من فئة 5 نجوم، و5 فنادق من فئة 4 نجوم، ومثلها من فئة 3 نجوم، وفندق واحد من فئة النجمتين، في وقت بلغ عدد نزلاء الفنادق بالفجيرة العام الماضي نحو 710 آلاف نزيل، فيما بلغ عدد الشقق الفندقية الناشطة بالإمارة 30 شقة تضم 693 شقة مختلفة الأنواع في مدينتي دبا والفجيرة .

مشاريع جديدة

وتابع رئيس قطاع السياحة بالفجيرة هنالك مشاريع مستقبلية ستسهم بدورها في تعزيز النهضة السياحية بالإمارة، حيث باشرت حكومة الإمارة العمليات التحضيرية لتنفيذ مشروع نادي الفجيرة الشاطئي على كورنيش وشاطئ الفجيرة في مساحة تبلغ 15 ألف متر مربع، مخصص للفنادق القائمة في مركز المدينة، ويوفر المشروع المتوقع الانتهاء من أعماله الإنشائية في غضون عامين خدمات أحواض سباحة للأطفال والكبار وحوض مياه علاجية من مياه البحر ومطاعم فئة 5 نجوم ومناطق لألعاب الأطفال ومنطقة مخصصة للعائلات وأخرى للنساء، المشروع بعد تصديقه من الحكومة الآن قيد الدراسات الهندسية. وأضاف: هنالك مشروع قرية الماسة السياحية المقرر البدء في تشييده مطلع الشهرالمقبل بتكلفة 250 مليون درهم، سيمثل مشروع القرية السياحية في مارينا الفجيرة، واجهة السياحة البحرية في إمارة الفجيرة، ويعد المشروع الذي ينفذ في مساحة تبلغ 250 ألف متر مربع داخل نادي الفجيرة للرياضات البحرية، من أكبر المشروعات السياحية على الإطلاق في إمارة الفجيرة، وتضم قرية الماسة السياحية منتجعاً للفنادق غير الشاطئية في الفجيرة، ونافورة راقصة بالموسيقى، ومجمع مطاعم عالمية، ومقاهٍ عربية وغربية وغيرها من متطلبات سياحية، ومن المتوقع افتتاح المشروع نهاية العام المقبل. وتابع قائلاً: إلى جانب مشروعي النادي السياحي وقرية الماسة السياحية، هنالك مشروع افتتاح فندق الشعفار المتوقع بحسب المالك نهاية العام الجاري مشيراً إلى أن التأخير الذي لازم افتتاحه يعود إلى المستثمر نفسه خاصة وأن الفندق يعد الفندق الشاطئي الثاني في مدينة الفجيرة في ظل حاجة الفجيرة الماسة لفنادق شاطئية، حيث يضم الفندق المتوقع افتتاحه نهاية العام الجاري 360 غرفة فندقية و115 شقة فندقية وصالة أفراح تسع ألف شخص بالإضافة إلى نادٍ صحي في 8 طوابق بالقرب من نادي الفجيرة للرياضات البحرية .

4 مراكز تجارية كبرى

ولفت درك إلى أن افتتاح 4 مراكز تجارية خلال ال3 سنوات الماضية أسهم في تطور القطاع السياحي، وخلق تنافسية عالية لجهة تقديم خدمات متميزة للزوار من حيث المطاعم الفاخرة ومناطق الألعاب، وغيرها من خدمات يحتاجها السائح والزائر، بدا افتتاحها بمركز سنشري مول ثم سيتي سنتر الفجيرة واللولو سنتر، وأخيراً مول الفجيرة الذي سيتم افتتاحه الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن هنالك مول جديد سيتم افتتاحه في منطقة العقة السياحية في المستقبل القريب سيسهم بشكل فعال في استقطاب السياحة الداخلية والخارجية، خاصة وأن منطقة العقة تعد منفذاً سياحياً مهماً بالإمارة، حيث تضم عدداً من الفنادق من فئة 5 نجوم، ويوفر المول الجديد للزائر متطلباته فضلاً عن الخدمات التي تقدمها المراكز للسياح في فصل الصيف حيث يفضل كثير من الزوار المراكز التجارية باعتبارها وجهة مفضلة .

سياحة علاجية ودينية

أكد رئيس قطاع السياحة بالهيئة أن الفجيرة طرقت باب السياحة العلاجية من خلال مبادرات مستشفي الشرق التابعة لمجموعة الفجيرة الوطنية، حيث استثمر المشفى في فنادق المجموعة نوفتيل وسيجي الدجيار والديار للشقق الفندقية لتنشيط السياحة العلاجية بالتعاون مع الإدارة العامة للاقامة وشؤون الأجانب بالفجيرة. كما اهتمت حكومة الفجيرة بجانب السياحة الدينية، حيث من المتوقع أن يشكل مسجد الشيخ زايد بعد افتتاحه منارة إسلامية شامخة ومركزاً دينياً ومقصداً سياحياً متميزاً باعتباره ثاني أكبر مسجد بالإمارات، والأكبر على مستوى المنطقة ويحاكي المساجد التركية في عمارتها العثمانية فتنتشر القباب لتغطي أجزاء كبيرة من المسجد، ويقع المسجد في قلب مدينة الفجيرة على الشارع الرئيسي والذي يعد مدخلاً للقادمين إلى إمارة الفجيرة، ويتسع لنحو 28 ألف مصّل. كما تحوز إمارة الفجيرة مقومات السياحة البيئية متمثلة في محمية وادي الوريعة الوحيدة على مستوى الدولة التي تتمتع بالتنوع البيولوجي وجريان الوادي بالمحمية طول العام رغم شح الأمطار بالمنطقة. وانضمت المحمية إلى قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية المعروفة باسم "قائمة رامسار" بعد استكمال كل الشروط والمتطلبات اللازمة لذلك، وأصبحت بذلك ثاني منطقة أراضٍ رطبة بدولة الإمارات تضمها القائمة بعد محمية رأس الخور للحياة الفطرية بدبي .

السياحة البحرية

أكد درك أن السياحة البحرية بالفجيرة تعد من القطاعات المهمة، خاصة في ظل الطلب العالي على مستوى العالم للسياحة البحرية، ويعد نادي الفجيرة للرياضات البحرية مركزها، وبات قبلة لممارسة الصيد البحري والغوص من خلال وجود مركزين للغوص يتوافران على خدمات متميزة إلى جانب توفير النادي لخدمات النزهة البحرية عبر قوارب حديثة وقوارب تراثية، إضافة إلى تخصيص النادي لأكثر من 200 موقف لليخوت وتوفير خدماتها من صيانة وغيرها من خدمات إلى جانب المطاعم القائمة بالنادي من فئة 5 نجوم .

شارع الشيخ خليفة

وقال درك إن افتتاح شارع الشيخ خليفة منذ نحو 4 سنوات اختصر المسافة بين الفجيرة ودبي إلى 50 دقيقة إلى جانب إعادة هيكلة وتطوير الشوارع الداخلية بالإمارة ما أدى إلى انتعاش السياحة بالإمارة، حيث زادت نسبة الإقبال على المكونات السياحية بالفجيرة بعد افتتاح شارع الشيخ خليفة بنسبة 40% .