فندق رويال منصور أيقونة المغرب المعمارية
عادة ما تبدأ تجربة السائح لأي فندق منذ لحظة دخوله الفندق ولكن الأمر يختلف عند اختيارك فندق رويال منصور أفخم الفنادق المغربية في مدينة مراكش، فالتجربة تبدأ منذ لحظة وصول الزائر إلى مطار كازابلانكا حيث يحصل الزائر لفندق رويال منصور على معاملة (كبار الشخصيات). فهو لا يحتاج أن يقف في طابور المسافرين القادمين للمدينة ولا يحتاج للانتظار لاستلام حقيبة سفره من المكان المخصص لاستلام الحقائب حيث يتولى مسؤولون في المطار تخليص كل هذه الإجراءات، فيما تنتظر الزائر سيارة فخمة خارج المطار لتُقله لمدينة مراكش المغربية والتي تبعد نحو 3 ساعات ونصف الساعة عن مدينة كازابلانكا. فندق رويال منصور يقع في مدينة مراكش وهو بحق أيقونة معمارية فريدة، فبناؤه مستوحى من الهندسة المغربية التقليدية الموجودة في شمال أفريقيا وإسبانيا والبرتغال ويقوم على الأشكال المتماثلة والكلاسيكية، الفندق صمم. كما لو أنه موقع تاريخي ألغيت فيه كل معايير الفنادق فالزائر لرويال منصور يدخل الفندق يشعر بأنه يدخل إلى قصر تُحترم فيه قواعد الهندسة المغربية، خلال تجاولنا كوفد إعلامي لفندق رويال منصور قيل لنا بأن بناءه استغرق 3 سنوات ونصف السنة فيما شرع في بنائه 3 آلاف عامل عملوا دون توقف بشكل يومي ليصل إجمالي من شرعوا في بنائه لنحو مليون عامل. والناظر إليه يقرأ الفن في كل جدرانه فالسقوف والجدران منحوتة وتتدلى المعلقات النحاسية المحفورة والتي أبدعتها تصميمات الفنان المغربي العالمي يحيى قطبي إلى جانب تشكيلة غنية من الكريستال تضيء حجرات الفندق، كما يفترش الرخام الأبيض والأزرق والأسود والأخضر أرضيات الفندق. فيما يفتح سقف البهو الرئيسي للفندق أذرعه معانقا سماء مراكش مما يجعل ديكور رويال منصور يحاكي كل حواس الزائر له.
موقع
هو أشبه بمدينة في قصر ويقع في أجمل موقع في مدينة مراكش بالقرب من الكتيبة وساحة الفناء. قصر يروي بفضل جدرانه وأراضيه وينابيعه قصة براعة المعرفة المغربية. رويال منصور يقع على مساحة 3.5 هكتارات وهو محاط بأسوار وبوابات ورياض وحدائق معلقة. فيما تتجلى عبقرية التصميم المميّز للفندق في سلسلة معقّدة من الأنفاق تحت الأرض، ترتبط بكل أجنحة الفندق التي تبلغ 53 رياضا تحيط بكل منها أشجار النخيل العملاقة والينابيع بحيث يمكن للمستخدمين فقط الدخول إليها، مما يضمن أكبر قدر ممكن من الخصوصية وحرية التحرّك للضيوف، الرياض يبدأ بغرفة واحدة وصولا إلى الرياض الرئاسي المؤلف من 4 غرف والذي يشكل أعلى مستويات الفخامة.
صمت
ربما أكثر ما أدهشني في فندق رويال منصور إلى جانب كونه أيقونة معمارية فريدة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، هو ذلك الصمت الذي يغرق في المكان رغم كثرة الموظفين العاملين فيه والذين يتحركون فيه وكأنهم غير مرئيين والسبب هو الطبقة السفلية من البناء والتي يصح تشبيهها بالمدينة القابعة تحت المدينة من أجل تأمين الهدوء والسكينة في رياض الفندق. فيما وضعت المخازن في الطبقة السفلية كي يظل التواصل مع الرياض مستمرا بطريقة خفية. رغم الفن المعماري العريق الذي يعكس الفنون الإسلامية العريقة إلا أن رويال منصور تبنى التكنولوجيا فالأمر لا يحتاج سوى لكبسة زر واحدة كافية ليشتعل الحطب في المدفأة شتاء وكبسة زر أخرى. وربما تلك الخصوصية التي يوفرها الفندق لنزلائه ما جعلته المكان المفضل لرؤساء ووزراء وللعديد من المشاهير ونجوم العالم. ليصلك الشاي المغربي المعروف والحلويات المغربية الشهيرة في دقائق معدودات أما في فصل الصيف فيمكن للزائر للفندق الاستمتاع بالمسبح الذي يعتلي الرياض الذي يقطنه الزائر للفندق والمؤلف من ثلاثة طوابق.
حدائق
وتبدو الحدائق المحيطة بالرياض والمنتجع الصحي مثل علب المجوهرات الثمينة التي تحفظها بإحكام، ينطلق الزائر بذهول كبير نحو فسحة من السعادة، والتي تنتظر ليكـتـشف خباياها. وتسبح في الهواء العليل نسمات عطرة من أريج الزهور الغرائبية التي تملأ المكان، لتثير كافة الحواس. وعلى مد البصر، تتناغم صورة خيالية من الألوان المتناسقة والمبهجة، إذ يزخر الغطاء النباتي بتنوّع لا مثيل له من الورود وأشجار البرتقال والجهنمية، إلى أزهار القرنفل والداتورا، والتي تنمو وتتفرّع بين تراكيب ملوّنة وملفتة من الأجزاء المبنية من السيراميك والأحجار والبلاط، الخ. وتتداخل الألوان فيما بينها لتصبح وكأنها مسرحية فنية من الأضواء المنعكسة والمتباينة. إن التفاعل اللامتناهي للظلال يؤدي إلى إعادة رسم هذا المشهد الخلاب للأفق، بحيث يتبدّل شيئاً فشيئاً حسب التغير في اتجاه وسرعة الرياح، وأيضاً وضعية الشمس وحدة إشعاعها. وإذا ما أراد الزائر للفندق أن يقضي أوقاتا ثمينة فبإمكانه التوجه لمكتبة الفندق المشيدة من أعمدة خشب البوص الذي يرمز إلى الفكر، بما في ذلك الثقافة والفنون والعلوم المغربية. ولتأجيج الخيال وأحلام اليقظة، يتم فتح السقف بالكامل لإطلالة مميزة على أفق مدينة مراكش.