ماريوت القاهرة قصر لإبهار إمبراطورة !!
القاهرة - البيان: بعيداً عن منطقة السويس في مصر، والتي تتصدر هذه الأيام عناوين الصحف العربية والعالمية، مع الافتتاح المجيد للقناة الجديدة وتوسعة القديمة؛ ثمة في القاهرة مكان ساحر يرتبط تاريخه بشكل وثيق بهذه القناة، منذ زمن بعيد. اليوم يحمل هذا المكان المتواجد في منطقة الزمالك الراقية، اسم "ماريوت القاهرة وكازينو عمر الخيام"، الذي يعود تاريخه إلى عام 1869 عندما أمر الخديوي اسماعيل ببناء هذا القصر ليبهر إمبراطورة فرنسا أوجيني، إحدى زوار حفل افتتاح قناة السويس الأولى. ويبدو أن تواريخ العزيمة دوماً ما تعيد نفسها في أرض موسومة بالعزيمة وحب أبنائها ووفائهم لها، قد يطرح السؤال: ما هي القصة الكاملة التي كانت بطريقة مباشرة خلف تشييد هذا الإرث المعماري الذي يعتبر اليوم أحد وجهات الضيافة الأرقى في مصر؟
الفكرة الأولى
كانت فكرة ربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر عن طريق ممر مائي طوله 200 كم يسمح للسفن بالسفر ما بين أوروبا والهند في مسافة 7000 كم، قد طرحت لأول مرة على الخديوي محمد علي حاكم مصر في عام 1805. تراجع محمد علي عن تنفيذ الفكرة حينها نظراً لما واكب تلك الفترة الزمنية من صراع محموم بين قوتين عظميتين وهما إنجلترا وفرنسا، حيث لم يكن يرغب في اساءة فهم تلك الخطوة لحساب إحداهما. أما حفيده سعيد باشا فقد أعجب بالفكرة بعد توليه الحكم في 14 يوليو 1854. وبعد خمس سنوات وفي إبريل 1859 بدأت أعمال حفر القناة التي يمكن أن تعد أهم القنوات البحرية الصناعية استراتيجياً في العالم، واستمرت حتى توفي سعيد باشا عام 1863 تاركاً الحكم لأخيه الأصغر الخديوي إسماعيل. ونظراً لارتفاع تكلفة المشروع على الدولة المصرية، تم إصدار 400 ألف سهم بسعر 500 فرنك لكل منها. وتم الانتهاء من المشروع في نوفمبر عام 1869، حيث قامت الشركة العالمية لقناة السويس والتي تم تشكيلها من قبل فرديناند دي ليسبس في عام 1858 بإدارة القناة. وكقائد شديد الطموح يسعي لإعادة أمجاد الدولة المصرية إلى ما كانت عليه تلخصت فلسفة الخديوي اسماعيل في مقولته عام 1879 حيث قال: "إن بلادي لم تعد في أفريقيا، نحن الآن جزء من أوروبا. ولذلك فمن الطبيعي بالنسبة لنا التخلي عن الطرق السابقة لدينا واعتماد نظام جديد يتفق مع الظروف الاجتماعية الخاصة بنا."
قصر الجزيرة
بمناسبة افتتاح القناة أقيم احتفال أسطوري بغرض إبهار الضيوف من الملوك والأباطرة. وتم تشييد "قصر الجزيرة" الملكي بأمر من الخديوي إسماعيل حاكم مصر لاستضافة المدعوين لحفل الافتتاح وذلك بتكلفة ثلاثة أرباع مليون جنيه مصري في ذلك الحين. يعكس الطراز المعماري للقصر شغف الخديوي بالعمارة الكلاسيكية الحديثة والمنتشرة في أوروبا، حيث استعان بكل من المهندس النمساوي فرانز يوليوس (فرانز بك فيما بعد) ودي كورل ديل روسو (الذي صمم أيضاً قصر عابدين) لتصميم القصر. وتم التعاقد مع الألماني كارل فون ديبيتش للتصميمات الداخلية حيث كان مسؤولاً عن تصميم وتصنيع أقمشة الأثاث والستائر وجميع الديكورات الداخلية. قام الخديوي إسماعيل بدعوة أباطرة وملوك أوروبا ومن بينهم الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث، والتي أراد إبهارها بعدما اختارها لتكون ضيفة الشرف التي تقوم بافتتاح الحفل. بنى الخديوي إسماعيل القصر المترف و زينه بعناية ليكون نسخةً طبق الأصل من مقر إقامة الإمبراطورة أوجيني بقصر توليرى في باريس. ضم تشييد قصر الجزيرة مجموعة من المهندسين والفنانين والحرفيين من مختلف الجنسيات. وفي عام 1868 كان القصر جاهزاً. على مر السنين، أقيمت الاحتفالات الشهيرة في القصر، بما فيها حفل زفاف ابني الخديوي إسماعيل، والذي استمر 40 يوماً، وحفل زفاف ابنة رئيس الوزراء النحاس باشا في الثلاثينيات من القرن الماضي، وحفل زفاف جلالة الملك فاروق وجلالة الملكة ناريمان في أحد المراكب النيلية قبالة القصر.
من قصر إلى فندق
منذ أن تحول القصر إلى فندق، تغيرت ملكية القصر عدة مرات. في عام 1879، وتحت اسم فندق قصر الجزيرة، تم مصادرته من قبل الدولة بسبب الديون المتراكمة حيث تم ضم الفندق إلى شركة الفنادق المصرية. في عام 1919، تم بيع القصر إلى حبيب لطف الله، أحد الأعيان السوريين الذين استقروا بالقاهرة. وفي عام 1961 وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، تم تأميم القصر ليصبح اسمه فندق عمر الخيام. وفي السبعينيات تم نقل إدارة القصر لشركة ماريوت العالمية، والتي قامت بترميم القصر وتجهيزه بجميع وسائل الراحة التي تناسب فندق خمس نجوم، كما أضافت إليه برجين حديثي البناء تم افتتاحهما عام 1982 بسعة 1087 غرفة وجناح.
السعة والمطاعم
يتألف الفندق من 20 طابقاً وأكثر من 1000 جناح وغرفة فاخرة، بشرفات خاصة، وسط ستة أفدنة من الحدائق المطلة على نهر النيل. ولإقامة استثنائية تحتوي الغرف على أسرة فخمة، وخدمة أنترنت WIFI عالية السرعة، وأحواض استحمام وخزانات ومطابخ صغيرة في كل أجنحة النزلاء. ويقدم الفندق مجموعة متنوعة من أشهى المأكولات في 14 مطعماً يشمل خيارات من المطبخ الفرنسي و الياباني وغيرها. وتشمل الخدمات كازينو بمستوى عالمي ونادي صحي وحمام سباحة مغطى ومفتوح وملاعب تنس. كما يضم الفندق مساحة كبيرة لقاعات الاجتماعات والتي تستوعب مجموعات تتراوح ما بين 10 إلى أكثر من 1000 شخص في مساحة 35553 قدم مربع من أرقى قاعات الاجتماعات و الحفلات في القاهرة. ويتميز الفندق بموقعه على النيل مباشرة، وبقربه من المتحف المصري، دار الأوبرا ومناطق الجذب في القاهرة.
خيار مثالي للزفاف
بأجوائه الأسطورية وتسهيلاته، بات الفندق مقصداً رئيسياً لأرقى حفلات الزفاف في المجتمع القاهري والمصري، أو حتى قاصديه من العالم العربي الراغبين بذكريات لا تنسى. وأخيراً، وفي أمسية ملكية ساحره وبتعاون بين الفندق ماريوت القاهرة ومؤسسات مبتكرة مثل "ميزون يحيى" و"فلاور باور" "ويور غريس" والمصممة المصرية ياسمين يحيى وتحت شعار "زواجنا في ماريوت القاهرة" عرضت مجموعة من عشر فساتين مذهلة لخريف وشتاء 2015.