أعلى

 

تختلف علاقتك بالمدن في كل زيارة عن الزيارة التي سبقتها، فعندما تتعرف إلى المدينة عن قرب مع دليل سياحي محلي فإن نظرتك بالتأكيد ستتغير، وسينفتح باب الفضول لديك على الكثير من المفاتيح، عندما تصحبك أول دليل سياحي متخصص بالطعام والشراب في مدينة غالواي الايرلندية، وهي شينا ديجنم التي تمارس هذا العمل منذ عامين بعدما عادت للاستقرار في مدينتها الأم، بعد فترة إقامة في فرنسا. على الساحل الغربي لإيرلندا تقبع بهدوء مدينة غالواي. في العادة لا يكون الهدوء صديق المدينة، فهي تضج بالضيوف والسياح والزوار والمهرجانات الكثيرة. الكثير عربياً ربما سمع بها لكونها واحدة من محطات التوقف في سباق فولفو للمحيطات حيث تتحول المدينة ومينائها إلى خلية نحل لا تهدأ، وتكاد لا تتعرف على المكان بعد زيارته في وقت لا تكون يخوت سباق المحيطات متوقفة فيه. في شارع المتاجر التقت «البيان» والوفد الصحفي الذي يزور غرب إيرلندا بدعوة من هيئة السياحة الايرلندية وطيران الاتحاد بمضيفتنا شينا. غير بعيد كان تجمع لمأكولات الشارع (يقام في عطلة نهاية الأسبوع) حيث بدأت الجولة، كما كانت الفترة التي زرنا فيها غالواي متزامنة مع مهرجان المحار الشهير (Galway International Oyster Festival) حيث كان أحد بائعي المحار التقليديين محطة من محطات الطعام التي توقف الوفد عندها. بدأت شينا عملها مع السياح المتكلمين بالفرنسية، ثم طورت الفكرة لتشمل المتحدثين بالإنكليزية، خصوصاً مع وجود العديد من المهرجانات في المدينة في موسم السياحة الصيفي، إلا أن هذا لم يتركها دليلاً سياحياً موسمياً، إذ طورت الفكرة لتكون ملائمة لجميع المواسم، حيث تقوم في الفترات الممطرة (وهي كثيرة وتستمر حوالي 10 شهور في السنة)، بجولة في مطاعم المتاحف والاماكن التي قلما تخطر في بال السياح. أما الميزة الأبرز فهي أن الجولة السياحية اللذيذة التي تقوم بها في وقت ما لا تتكرر في وقت آخر، إذ أنها سرعان ما تعد برنامجاً مختلفاً حسب المناسبة أو الموسم أو تغير قوائم الطعام في المطاعم التي تجول فيها مع ضيوفها. ت

 

حرص شينا على راحة ضيوفها حيث تكتفي بجولة واحدة في اليوم، لترك الوقت مفتوحاً أمام السائحين والراغبين بالتقاط الصور التذكارية والتجول بحرية في الجوار، كما أن برامجها مرنة بحسب المتطلبات التي ترغب في تجريبها، أو التي تفضل تحاشيها كي لا تضيع وقتك. يختلف البرنامج السياحي بحسب الأيام لدى شينا، ففي حالة فريقنا الإعلامي كان توقيت وجودنا في غالواي متقاطعاً مع مهرجان المحار الشهير، وكذا مع سوق مأكولات الشارع الذي يقام في عطلة نهاية الأسبوع، مما يجعل الخيارات محكومة بأيام الزيارة. وفي الواقع يشكل "مهرجان مأكولات الشارع" مناسبة جميلة جداً للتعرف على التنوع الكبير الذي يضم مأكولات من العالم كله. حيث تتذوق الطعام الهندي على يد شيف متخصص وله عشاقه، أو تختار الحبوب المسلوقة، أو السوشي الياباني، أو حتى الفلافل، إضافةً إلى وجود محال بيع هدايا تذكارية معظمها مصنوعة يدوياً، كما يمكن اختيار المربيات المصنوعة في المنزل بطريقة تخلو من السكر، أو أن تختار الدوناتس المحلى الخارج طازجاً من المقلاة. طبعاً أهم شرط لتستمتع بهذه الجولة التي بدأت في الحادية عشرة ظهراً، ألا تخضع لمغريات الفطور الإنكليزي الشهي، ومن المفضل أن تحرص على وجبة ثقيلة في عشاء اليوم الأسبق حتى لا تكون شهيتك مفتوحة بشكل كبير منذ الصباح الباكر، لأنك بهذا ستفوت على نفسك مذاقات ربما لم يخطر ببالك تذوقها. بالتأكيد يمكنك ترك بعض المحطات ويظل في جعبة شينا الكثير، كما صار في حالتنا واعتذرنا عن تناول طعام الغذاء للتنوع الكبير وتم الاكتفاء في المحطة الأخيرة بالطبق الترحيبي قبل أن نودع شينا في ذلك اليوم المشمس. يخصص موقع صحيفة البيان زاوية خاصة بعنوان مطبخ العالم يتم فيها نشر دراسات وأبحاث عن اهتمامات الشعوب، ومقابلات مع أبرز الطهاة وتنشر فيها أبرز الأطعمة والمأكولات بتوقيع أشهر الطهاة العرب والعالميين.