شرم الشيخ تحتضن زائريها على شواطئ الجمال
سائحون من جميع الجنسيات يقصدون جنوب سيناء، ليس فقط من أجل شمسها الدافئة ورمالها الذهبية وبحرها اللازوردي، بل أيضاً من أجل زيارة معالمها المقدسة ورموزها الدينية. فسيناء بقعة مقدسة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، ما جعل معالمها من أهم عوامل الجذب السياحي في مصر، ومن بين هذه المقدسات دير القديسة كاترين الذي يرجع إنشاؤه إلى القرن الرابع الميلادي، ويقع عند سفح جبل موسى في سيناء، ويشمل الكنيسة الرئيسية التي أنشأها الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس الميلادي، وقد بنيت على الطراز الملوكي ذي الأقسام الثلاثة، وتتألف من قدس الأقداس والهيكل والرواق، وكذلك كنيسة «العليقة» المقدسة التي تقع خلف كنيسة الدير الرئيسية، كما توجد في دير سانت كاترين مكتبة تُعَد الثانية في الأهمية، على مستوى العالم، بعد مكتبة الفاتيكان لناحية عدد محتوياتها وقيمة مخطوطاتها النادرة التي تقارب 3500 من أهم المخطوطات في العالم، وبمختلف اللغات، كما يوجد المسجد بمحيط الكنيسة الكبرى، وقد شُيِّد في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله في القرن الحادي عشر، والمكان كله يرمز إلى المحبة والإخاء الديني في مصر. كذلك، يوجد متحف الدير الذي يضم مجموعة نادرة من الأيقونات تصل إلى 2000 أيقونة، وتُحفظ به الهدايا التي أرسلها ملوك وحكام العالم المسيحي من صلبان وكؤوس وتيجان ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة، وأيضاً النجف المطلي بالذهب، ويقع هناك جبل موسى الذي تتوَّج قمته على ارتفاع 2285 متراً، بكنيسة صغيرة ومسجد، كما يحرص الزائرون على تسلق الجبل لمشاهدة شروق الشمس، ويسمى جبل المناجاة، حيث كلم الله (سبحانه) نبيه موسى (عليه السلام)، في الوادي المقدس «طوى»، بالإضافة إلى شجرة العليقة، والتي يطلق عليها «الشجرة المباركة» التي كانت تضيء للنبي موسى كي يتوجه إلى الوادي المقدس.
يوجد دير السبع بنات الذي يقع في وادي فيران وبه بقايا كنيسة عتيقة أقيمت على أنقاضها كنيسة جديدة، وتعد جباله العالية بألوانها وأشكالها المتباينة، من أجمل جبال العالم، وهناك مقام النبي هارون في وادي الراحة «كاترين»، ومقام النبي صالح على بعد 10 كيلومترات من سانت كاترين، ومعبد سرابيط الخادم الذي أقامه الفراعنة في منطقة الرمالة شمال شرقي أبو زنيمة، ويعود إلى الأم الفرعونية المقدسة «حتحور». تعج شرم الشيخ، وجنوب سيناء عامةً، بسياحة بيئية واعدة، يبذل المسؤولون جهوداً كبيرة لجعلها مركز استقطاب لأفواج السائحين من أرجاء العالم، فهي غنية بالمحميات الطبيعية التي تبلغ 34 في المئة من مساحة جنوب سيناء، بينها محمية رأس محمد وتبلغ مساحتها 480 كيلومتراً مربعاً، وهي تحتوي - إلى جانب الآلاف من الأسماء النادرة والأحياء المائية المتميزة - ينابيع مياه دافئة وحيوانات مثل الوعل النوبي وطيور النورس والنسر العُقابي واللقلق والبلشون بأنواعه، بالإضافة إلى نباتات برية وأشجار المانجروف على اليابسة، كذلك محمية سانت كاترين التي تتميز باحتضانها العديد من أنواع الزواحف والطيور النادرة، ومحمية «نبق» أكبر المحميات الساحلية على خليج العقبة، وتتجاوز مساحتها 600 كيلومتر مربع، وتقع بين مدينتي شرم الشيخ ودهب وتتميز بحياة برية غنية بالحيوانات والقوارض والزواحف النادرة وأشجار المانغروف التي تتخذها الطيور أعشاشاً لها، وهناك محمية في أبو جالوم التي تقع على خليج نعمة بين شرم الشيخ وطابا، وتعد من أكثر المحميات في مصر جمالاً وروعة.