أعلى

 

تتميز خدمة «آي مسيج» IMESSAGE بشركة «آبل» للرسائل بخاصية جديدة تتيح إرسال رسائل سمعية للأصدقاء والاستماع لها عبر البرنامج نفسه المستخدم مع الرسائل النصية. والملاحظ أن كثيرا من التطبيقات تتميز بخصائص مشابهة، بما فيها «واتساب» و«وي تشات»، وهناك أيضًا الميكروفون العادي الذي أخبرني البعض بأنه الأساس الذي قامت عليه هذه الأجهزة الثرية بتطبيقاتها المتنوعة التي نملكها اليوم. وفي نهاية الأمر، إن كنت راغبا في الحديث إلى شخص ما، فليس عليك سوى محادثته هاتفيًا. من بين التطبيقات الجديدة المرتبطة بـ«راديو الميدان» المعروف باسم «ووكي توكي» WALKIE - TALKIE، «روجر» ROGER. وقد جرى تصميم التطبيق الجديد على يد مجموعة من العاملين السابقين لدى شركة «سبوتيفاي» في نيويورك، وهو عبارة عن أداة لتبادل الرسائل الصوتية. ولدى استخدام هذا التطبيق، يتعين عليك الضغط لأسفل على زر دائري كبير لتشرع في تسجيل رسالة ثم إرسالها لأحد المسجلين لديك. وليس بمقدورك حفظ الرسائل الواردة من آخرين، أو حتى الاستماع إلى الرسائل التي سجلتها لنفسك قبل إرسالها. وعلى خلاف الحال مع جهاز «ووكي توكي»، عليك النقر بصورة مزدوجة على زر للاستماع للرسائل التي أرسلها إليك أصدقاؤك عبر مكبر صوت. ورغم أن الرسائل يجري إرسالها على التو، فإنها لا تعيد تشغيل ذاتها تلقائيًا. إلا أن هذا الأمر لا يبدو مبشرًا، خاصة بالنظر إلى أن الشباب يشعرون بحرج بالغ حيال ترك أو استقبال رسائل بريد صوتي. ومع ذلك، يبقى من الممتع استخدام هذا التطبيق، خاصة مع تصميمه البسيط وألوانه المحببة إلى العين. شخصيًا، أملك أصابع ضخمة لا تمكنني من كتابة رسائل نصية بسهولة. ومع ذلك وجدت مع «روجر» سهولة في الضغط على زر لتسجيل رسالة سريعة وإرسالها لصديقي المقيم في بوسطن عندما لا يتسنى لي الحديث إليه هاتفيًا.

 

والملاحظ أن إرسال رسائل صوتية عمل يحمل قدرًا من الحميمية لا يتوافر في الرسائل النصية. عن ذلك، قال ريكاردو فايس سانتوس، قائد الفريق المخترع لـ«روجر»، إنه بالنظر إلى فارق التوقيت، فإنه كثيرًا ما واجه صعوبة في التحدث هاتفيًا مع والدته في البرتغال. في الوقت ذاته، بدت الرسائل النصية مفتقرة إلى الطابع الشخصي والدفء. وهنا يأتي دور «روجر» في سد الفجوة على نحو يسمح بتبادل رسائل تحمل دفئا حقيقيا. إلا أن «روجر» للأسف لم يلق قبولاً من المحيطين بي. وأخبرني صديق لي أنه يستخدمه فقط كي يتبادل المزاح معي. أما ابن عمه، فكان أشد قسوة، حيث بعث لي برسالة عبر البريد الإلكتروني يقول فيها: «لا أدري ما أهميته»، وذلك قبل استخدامه التطبيق. وبعد استخدامه، بعث برسالة يقول فيها: «بلا قيمة». أما الرد الذي أصابني بالقدر الأكبر من الإحباط فجاء من شقيقتي التي تعيش في المغرب، حيث رفضت حتى الآن قبول دعوة وجهتها إليها لاستخدام التطبيق. ورغم ذلك، فإن إيماني بـ«روجر» لا يزال قائمًا. وقد أوضح سانتوس أن التطبيق يرمي لتشجيع «المحادثات القائمة على الشعور بمشاعر الآخر»، الأمر الذي وجدته صحيحًا بالفعل. وبالتأكيد سيكون من اللطيف إضافة بعض السمات الإضافية، بما في ذلك القدرة على تخزين الرسائل الواردة من الآخرين. ولا أعتقد أن وجود الخدمة التي يوفرها «روجر» في أجهزة أخرى أمر لا يثير القلق، فعلى أي حال وجدت أجهزة «إم بي3» لبعض الوقت قبل طرح «آبل» جهاز «آي باد». في كل الأحوال، كان تصميم «إم بي3» بسيطًا، وتميز بسهولة استخدامه على نحو ممتع مما جعله يستمر لفترة طويلة. ويعمل تطبيق «روجر» على نظام «آي أو إس 8.0» أو ما يليه، وهو مجاني.