هجمات بروكسل وأمن مطارات أوروبا في دوامة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن هجمات بروكسل الإرهابية أدت إلى فحص دقيق للموظفين والأمن ونقص الإجراءات المعيارية في مطارات أوروبا جميعها، وسط تساؤلات بشأن ما إذا كان يمكن تجنب وقوع هجمات الأسبوع قبل الماضي. ونقلت الصحيفة عن ضباط شرطة وخبراء تحذيرهم من مشكلة أمنية خطيرة في مطار بروكسل، لافتين إلى وجود ثغرات أمنية منظمة وعجز بيروقراطي، وتوظيف عمال أمتعة يحملون سوابق جنائية. من بين هؤلاء رئيس أكبر نقابة شرطية في بلجيكا والذي عبر في خطاب مفتوح نشر في عدة صحف محلية عن قلقه العميق إزاء مستوى الأمن في المطار، مردداً بذلك مخاوف عبر عنها كثيرون بشأن الإجراءات والموظفين وتسلل إرهابيين إلى مطار شارل ديجول بباريس بعد الهجمات التي هزت باريس نوفمبر الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض مجموعة قواعد وإجراءات رسمية لحماية المناطق غير الموجودة ضمن نقاط التفتيش الأمني في أي مطار، لكن وسائل تأمين المناطق التي يمكن للركاب دخولها بحرية تُركت لكل دولة على حدة، ومن ثم فهي تتنوع في جميع دول الاتحاد. وفي مقابلة مع نيويورك تايمز، أبدى فنسنت جيل رئيس نقابة "أس آل أف بي" الشرطية الكبرى في بلجيكا والتي تضم في عضويتها 22 ألف شرطي، انزعاجه بعد أن روى له زملاء أن بعض عمال الحقائق في مطار بروكسل امتدحوا منفذي هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصاً. وأضاف جيل أن هناك عدداً ملحوظاً ومقلقاً من العاملين في مطار بروكسل في قسم معالجة الحقائب وفي مدرج الطائرات ممن لديهم سوابق جنائية. وحاول جيل الربط بين انحدار كثير من منفذي هجمات باريس وبروكسل من الأحياء الفقيرة في العاصمة البلجيكية وبين الأمن في المطار، وأشار رئيس أكبر نقابة شرطية في بلجيكا إلى أن سياسة التوظيف المعتمدة من قبل شركة مطار بروكسل، التي تدير المطار تفضل على ما يبدو توظيف أبناء تلك الأحياء. ولفتت نيويورك تايمز إلى أن المخاوف الأمنية والمخاطر المحتملة بتسلل مجموعات متطرفة مثلت مبعث قلق في المطارات في جميع دول أوروبا. ففي أعقاب هجمات باريس أواخر العام الماضي، داهمت الشرطة الفرنسية خزائن حوالي 4000 موظف في مطار شارل ديجول، ثاني أكبر مطار بأوروبا، بحثاً عن دلائل على احتمال وجود صلات بين الموظفين ومجموعات متطرفة. وانتقد جيل السياسيين البلجيكيين وقال أن الخلل البيروقراطي وافتقار الطبقة السياسية للمسؤولية أمر قوض أمن مطار بروكسل. وعلى مدار الأيام الأخيرة، تعرضت بلجيكا، التي تعاني انقساماً سياسياً ولغوياً لانتقادات شديدة بعد سلسلة أخطاء ارتكبتها أجهزة الاستخبارات ووكالات إنفاذ القانون، وأدت في النهاية للهجمات المميتة في مطار بروكسل ومحطة للمترو.