فوبيا الطائرات تعود بعد تزايد حوادثها
في الوقت الذي ضجت فيه وسائل الإعلام، وقنوات التواصل الاجتماعي بأخبار الطيران، ما بين تحطم طائرة، واختطاف أخرى، وهبوط ثالثة اضطرارياً، كشف استشاري الطب النفسي الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين البروفيسور طارق الحبيب عن ازدياد معدل الإصابة بـ"فوبيا الطائرات" عند الركاب، عازياً ذلك إلى توالي أحداث الطيران أخيراً، وأوضح الحبيب في تصريحه لـصحيفة "الحياة" أن معدلات مرض "فوبيا الطيران" تزداد عند الركاب عادة مع تكرار وتوالي أحداث رحلات الطيران، وذلك لفترة زمنية موقتة، ثم تعود إلى معدلاتها الطبيعية، وأضاف: "في الفترة الأخيرة شهد العالم عدداً من حوادث الطيران، كان أولها وأبرزها والأكثر إيلاماً كارثة الطائرة الإماراتية التي تحطمت في روسيا، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها، ثم تلتها حادثة اختطاف الطائرة المصرية، ثم العديد من حالات الهبوط الاضطراري، التي أدت إلى ارتفاع نسبة المصابين بفوبيا الطيران، وهي حالة مرضية قديمة، تعني الخوف غير المبرر من رحلات الطيران أو البقاء داخل الطائرة"، لافتاً إلى أن نسبة القلق ترتفع عند الراكب كلما زادت مدة الرحلة، مؤكداً أن العلاج في هذه الحالة أفضل. وتابع: "يعاني كثيرون من هذه الفوبيا، ولا يمكن تحديد نسبة معينة، إذ إن الغالبية لا يفصحون عنها، لذلك يصعب إحصاؤها"، مشيراً إلى أن هذه الفوبيا قد تكون مرضاً بحد ذاته أو عرضاً لمرض آخر مثل مرض "نوبات الذعر".وأكد الحبيب أن هناك طرقاً عدة لعلاج هذا المرض الذي يقع ضمن الاضطرابات النفسية العصابية، منها الأدوية والعلاجات، أو العلاج النفسي السلوكي تحت إشراف طبيب معالج، وبالنسبة إلى الأدوية قد تؤخذ قبل الرحلة بفترة قصيرة، أو إذا كانت الحالة المرضية شديدة تؤخذ الأدوية قبل الرحلة بأيام للتهدئة، وأثناء الرحلة. وأشار الحبيب إلى أن بعض الإصابات بفوبيا الطيران تلزم بعض الاختصاصيين بإجراء تخدير كامل للمسافر، بناء على رغبته، فيما تجبر الآخرين على الامتناع عن السفر جواً واللجوء إلى وسائل النقل الأخرى على رغم طول المسافة، فيما يخضع مصابون آخرون لعلاجات مستمرة لإعادة التوازن لهم.