أعلى

 

الخليج الإماراتية: تحفل بريطانيا أو المملكة المتحدة مقارنة بمساحتها الصغيرة نسبياً بالكثير من المقومات السياحية المتنوعة، ابتداءً من العاصمة لندن التي تتميز بكونها مدينة ذات طابع عالمي وعاصمة للمسرح والفنون والأزياء في العالم، وانتهاءً بمدن انجلترا التاريخية، ومنتجعاتها الشاطئية المكتظة، قراها الساحرة، براريها البديعة وأريافها الوادعة، بينما يضفي الجمال الطبيعي للبحيرات الضحلة، الجزر والوديان الضيقة المعزولة والمرتفعات الواقعة في بحر اسكتلندا المزيد من التألق على التطور الكبير الذي شهدته مدينتا ادنبره وغلاسكو المتأثرتان بطابع العمارة السائد أيام حكم الملك جورج، في الفترة التي أعقبت الثورة الصناعية، كما تتسم المملكة المتحدة بكونها بلداً حافلاً بالطبيعة الساحرة بفضل الجبال البعيدة، الوديان الوادعة، الصخور الشاهقة والرمال الجميلة التي تمتد من ريف ويلز إلى كارديف العاصمة المتجددة لويلز، وكذلك بفضل ايرلندا الشمالية بما تضمه من تلال خضراء وساحل بديع، ومدينة بلفاست المفعمة بالنشاط والحيوية . لا يتوقف التنوع الذي يميز بريطانيا على طبيعتها الساحرة، إذ أدى كل من تاريخها العريق وإرثها الاستعماري الطويل، وأخيراً وصول المهاجرين إليها من مختلف أنحاء العالم، إلى تكوين تنوع استثنائي من التأثيرات الثقافية المختلفة . ففي مجال الفنون، توفر البلاد العديد من المسارح، الحفلات الموسيقية، عروض الاوبرا والباليه والمعارض الفنية المنتشرة في كل مكان، أما بالنسبة إلى المأكولات، فهي تتميز بذلك العدد الكبير والمتنوع من الطباق التي تنتمي إلى شتى بقاع العالم والتي تكمل المأكولات البريطانية التقليدية . وإضافة إلى ذلك تشهد بريطانيا الكثير من المهرجانات والاحتفالات التي تشمل أبرزها عملية تبديل الحراس في قصر باكنغهام بمراسمها الفريدة، وكرنفال نوتينغ هيل، الذي يعد أكبر احتفالات الشوارع في أوروبا، هذا إلى جانب الفرص الترفيهية الكثيرة التي تتضمن التجديف بالقوارب عبر نهر التايمز وركوب إحدى الألعاب المثيرة في أحد المتنزهات التخصصية .

 

ويمكنك التوجه إلى المناطق الواقعة في غرب إنجلترا من مطار هيثرو بسهولة . ويمكن للزوار الباحثين عن التمتع بتجربة “إنجليزية” نموذجية التوجه إلى المنطقة الريفية الغربية التي تزخر بالتلال الخضراء المنحدرة، وأكوام القش وفرص تناول الشاي مع القشدة، إضافة إلى الإقامة في القرى الصغيرة “الوادعة” رغم أن بعضها يفرض أسعارا شبيهة برسوم الغرف في فنادق لندن . أما إذا كنت تبحث عن تجربة مختلفة في المنطقة الريفية الغربية، فإنه يتعين عليك التوجه إلى شبه جزيرة بيربيك الواقعة في دورسيت والتي تزخر بالتلال المنحدرة المغطاة بالأعشاب، والمناطق الساحلية الوعرة والأطلال البديعة التي تعود إلى القرون الوسطى في قلعة كورف . كما يمكنك انطلاقاً من مطار جاتويك الذي يقع في منتصف المسافة بين ساحل إنجلترا الجنوبي ووسط لندن التوجه إلى برايتون لمشاهدة هذا المنتجع الساحلي البريطاني النموذجي . برايتون التي كانت تشتهر بأرصفة القوارب لا تفخر حاليا إلا برصيف القوارب الملكي فقد تحول منافسه المسمى برصيف القوارب الغربي إلى أنقاض في أعقاب نشوب حريقين مدمرين، وقد كانت المنطقة فيما مضى ملعباً لولي العهد الأمير جورج حينها والذي أصبح الملك جورج الخامس فيما بعد، وقد تم تحويل قصره الذي يتربع في هذا المكان إلى السرادق الملكي.

 

أبرز المعالم

تضم بريطانيا كثيراً من المدن المفعمة بالحيوية، المنتجعات الشاطئية المكتظة والمناطق الريفية الساحرة الواقعة خارج المدن، ويمكنك مع عائلتك في بريطانيا زيارة مقاطعة البحيرات في انجلترا، مرتفعات اسكتلندا، جبال ووديان ويلز والساحل الجميل في ايرلندا الشمالية، فأينما ذهبت تقريباً ستجد قلاعاً قديمة وقصوراً بديعة، كنوزاً تاريخية ومعالم معمارية مدهشة، متنزهات ترفيهية ومتاحف ومعارض فنية رائعة.

 

الثقافة والطعام

على الرغم من كونها لا تضاهي فلورنس أو باريس من ناحية الشهرة الثقافية، فإن لندن تتضمن عددا كبيرا للغاية من المتاحف يصعب على المرء إحصاؤها، وكذلك الكثير من المسارح والصالات الموسيقية الصغيرة. وبالنسبة لهواة الأنشطة الثقافية، هناك عدد من المتاحف الكبرى التي يتعين زيارتها مثل متحف تايت ومتحف تايت الحديث والمعرض الوطني للفنون والمتحف البريطاني التي يمكن زيارتها خلال الرحلات القصيرة، أما أولئك الذين ينشدون التسهيلات الترفيهية الرفيعة المستوى، فإنه يمكنهم عادة الحصول على شيء ما في منطقة ويست بانك . أما الزوار الذين لديهم متسع من الوقت، فإنه يمكن البحث في مجلات الإعلانات ومواقع الإنترنت المحلية وذلك لمعرفة المعلومات عن أحدث المعارض والعروض الفنية. وبالإضافة إلى المسارح ودور السينما المنتشرة حول ميدان ليستر وساحة بيكاديلي، تحفل منطقة ويست إند بعدد كبير من المطاعم والنوادي الكبرى، وكذلك الحي الصيني في لندن الذي ما يزال يتيح للزوار فرصة تناول إحدى المأكولات الصينية التقليدية. وعلى مدى تاريخ لندن الذي يمتد لقرون عدة، جلبت حركة الهجرات معها موجات من الجنسيات المختلفة إلى المدينة التي تركت جميعها أثرها الواضح في فنون الطبخ في لندن . وفي السنوات العشر الماضية، شهدت لندن أيضا تدفق كبار الطهاة من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي ساهم في منح الكثير من الأطباق التقليدية بعدا مثيرا رغم كون هذه الأطباق يتم تقديمها بأسعار مرتفعة.

 

الأنشطة الترفيهية

هناك الكثير من التسهيلات الترفيهية في مختلف أرجاء البلاد، ويمكنك التمتع بالماكولات والمرطبات البريطانية بالشكل الأفضل في مناطق إنتاجها، وذلك من خلال زيارة منتجي الطعام أو كبار الطهاة في أماكن عملهم أو في أحد أسواق المزارعين، الأسواق الريفية أو الفنادق، التي تتيح لك التمتع بالطعم الحقيقي للمأكولات البريطانية. وتشتهر لندن بعروض الاوبرا، الباليه، الحفلات الموسيقية والمسارح، فبريطانيا فوق كل شيء آخر هي بلاد شكسبير، وعلى مدار العام يمكنك مشاهدة المهرجانات السينمائية، عروض الجاز، الرقص، المسرح، الحفلات الموسيقية، عروض الاوبرا والعروض الكوميدية الحية.