أعلى

 

التشيك - من عمر العلاس (الرأي): ماريانسكي لازني في جمهورية التشيك، مدينة عجائب الطبيعة والمنتجعات الصحية، وموطن عشرات الينابيع العلاجية، ولفرط جمال المكان، ما كان لي سوى تذكر بيت للشاعر أحمد شوقي يقول فيه:  (تلك الطبيعة قف بِنَا يا ساري  * * * * حتى أريك بديع صنع الباري) فهي ليس بمدينة، بل جوهرة تتلألأ سحراً، وتشع جمالاً، تعشق هدوءها وسكونها، غرف فنادقها وأجنحتها الملكية، مبانيها قديمها وحديثها، مياها وأشجارها، مقومات ومعطيات ومصادر للطبيعة وهبت المكان ليكون الموطن الأصيل بل الأصل للاستجمام والنقاهة والراحة والعلاج الذي يعتمد على مصادر متنوعة، منها على سبيل الذكر المياه المعدنية المتدفقة من 100 نبع مروراً بالغازات الطبيعية، والتربة الطينية والمساجات المختلفة وحمام ثاني أكسيد الكربون، وجلسات الاستنشاق، وأحواض تيارات المياه الحرارية، وغيرها، حيث ما يربو على 30 برنامجاً علاجياً...

 

«ماريانسكي لازني» قل في وصفها ما تشاء، فهي مكان ليس بالعادي، يجمع بين سحر الطبيعة والخبرات العلمية في العلاج الطبيعي، خبرات تمتد لأكثر من 200 عام، وحين تجتمع كل تلك المقومات في مكان واحد فلن تجده إلا في ماريانسكي... كنوز من السحر، مكنونات، وهبات منحت المكان درجة المثالية، فالمكان لوحة من لوحات الزمان رسمتها يد الطبيعة، منطقة تأثرك بجمالها، بأشجار غاباتها، ببحيراتها وربيعها، يكفيك نظرة من إحدى شرفات فنادقها المتنوعة التي تطل على منتزه المدينة لترى جمالاً لا يضاهى، وسحراً لا يقاوم، وعبق تاريخ يتحدث عن نفسه، ومباني أثرية تتمازج مع أخرى عصرية، تتوسط طبيعة ندر أن يجود الزمان بمثلها، فالمدينة الخلابة الزاهية البهية الفاتنة زارها على مر السنين عدد من المشاهير أمثال غوته وتوين وفرويد ونيتشه وشترواتس، وجميعهم تغنوا بجمالها وسحرها...

 

«ماريانسكي لازني» ذلك المكان الذي يمنح زائريه راحة النفس والطمأنينة، في ظل إمكانات جعلت منه أيقونة ومقصداً للزائرين من مختلف دول العالم، بما يضمه من مصادر مختلفة للمياه المعدنية الباردة يتمتع كل منها بتأثير فعال وتركيب علاجي معين لأمراض الكلى والمسالك البولية، والاضطرابات الوظيفية في محيط الأوعية الدموية، وأمراض الجهاز الهضمي، وحالات ما بعد استئصال البروستاتا المعقدة، وتأثيرات إيجابية لحالات التهابات المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي وحتى علاجات العقم، وبسبب تعقيد تركيب المياه فإن نوعيتها وكمياتها المستخدمة تحدد من قبل الاختصاصيين.

 

في النهاية تكفيك جلسة لمدة 20 دقيقة في حمام المياه المعدنية ذي الـ 34 درجة مئوية، والذي يضخ فيه الغاز البركاني الطبيعي لتعرف مدى فائدته على البشرة من خلال الرغوة الناشئة على الجلد، ولتدرك دوره في تنشيط الدورة الدموية وتحسين عمل الكليتين والقلب، ومن خلال تجربة شخصية استعملت فيها حقن الغاز البركاني جرعتين تحت الجلد حيث كنت كثيراً ما أعاني من آلام في الرقبة وبمجرد الحقن اختفت كل الآلام فتأكدت أن لهما عامل السحر.

 

علاجات متنوعة ومتعددة تحت إشراف نخبة من الأطباء والممرضين والاختصاصيين حيث الغرفة البيضاء التي يستنشق فيها المرضى البخار الأبيض من المياه المعدنية على نغمات الموسيقى الهادئة، هذا البخار الذي تتعاظم فائدته للمصابين بالربو والتهاب الشعب الهوائية، أنواع عديدة من العلاجات، لا مضاعفات لها أو آثار جانبية لأنها من مصادر الطبيعة الغناء لمنطقة تزخر بكل المكونات التي تمنحك الراحة والنقاهة خلال مدة إقامتك في منتجعات ماريانسكي، والتي تراوح حسب الفترة الموصى بها للعلاج بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، تلك المنتجعات التي توفر لزائريها العديد من الفنادق والمصحات التي تناسب جميع العملاء من حيث مستوى الإقامة والخدمة بداية من فنادق الخمس نجوم الفاخرة إلى مستوى الثلاث نجوم الاقتصادية، وكما يؤكد مسؤولو منتجعات ماريانسكي أن هدف الإقامة لا يتجلى فقط في تقديم العلاج والوقاية بالمصحات والتخلص من المرض، بل أيضا اتباع المحتاجين للعلاج لنظام يومي يخلصهم من عاداتهم اليومية الضارة بالصحة.

 

ولمن يرغب أن يعيش الأجواء الملكية فسيجدها في منتجعات ماريانسكي حيث يمكنه أخذ حمام يناسب ملكاً، فقد زار الملك الإنكليزي إدوارد السابع، ماريانسكي ست مرات خلال عهده القصير، وفي كل مرة كان يستحم في القمرة الملكية، ومع تجربة الحمام الملكي بإمكانك أن تستعيد ذكريات قرن من الزمان، في مكان مازال يحتفظ برونقه وطبيعته الغناء وتصميماته، تلك الطبيعة التي قال عنها الملك إدوارد خلال إحدى زياراته للمدينة «لم يعجبني سحر الطبيعة أبداً كما هي الحال في منطقة ماريين باد»

 

فنادق «ماريانسكي» ... فخامة الاسم تكفي

وحين يتعلق الأمر بالفنادق في منتجعات «ماريانسكي»، ففخامة الاسم تكفي، فالخدمات العالية، والغرف الأنيقة، والأثاث الكلاسيكي الفاخر والمطاعم بمختلف مأكولاتها ومراكز التسوّق بمختلف ماركاتها، وأماكن الترفيه والتسلية والإطلالة المبهرة على منتزه المدينة وطبيعة المكان الغناء، توفر لك إقامة استثنائية. إن منتجعات «ماريانسكي» عالم مثالي للعلاج والسياحة لتعيش الحياة فيها كما ينبغي أن تكون، فمن لم يزر ماريانسكي يمكن القول إنه لم يطّلع على جمال الطبيعة بعد، ولم ير كيف تكون النقاهة والحياة والاستجمام، فمواقعها الجميلة تنسيك مرور الوقت، وبالكاد تستطيع الإفلات من سحر وفتنة أزهارها وعبق وأريج معالمها وآثارها النفسية، وهذا ما أكده رئيس قسم الجراحة العامة المتقاعد ذو الأصول العراقية الدكتور سلام اسحاق صاحب الخبرات الطويلة والذي يقطن المكان منذ ما يزيد على 53 عاماً.

 

«ماريانسكي لازني» ... تنوع في الخدمات

تتنوع الخدمات والبرامج في فنادق ومصحات ماريانسكي لازني، حيث توضح مديرة المبيعات في مجموعة فنادق دانيبوس هانا هلوجكوفا أن «الشركة هي أكبر شركة في مجال المصحات في جمهورية التشيك، حيث تمتلك 9 فنادق تتفاوت فئتها ما بين الخمس والأربع والثلاث نجوم، توفر لعملائها عدداً من البرامج التأهيلية التي تعتمد بشكل تام على العلاجات الطبيعية التي وهبتها طبيعة المكان، فباتت كل مقومات النجاح من كوادر طبية على أعلى مستوى متوافرة، إلى جانب الإمكانيات التي جعلت مصحات ماريانسكي تحتل موقع الريادة عالمياً على صعيد العلاج الطبيعي والاستجمام». وتقول مديرة العلاقات العامة والجودة مارتا بوتشاي إن «شخصيات عالمية جاءت لمصحات ماريانسكي وزارتها أكثر من مرة»، مشيرة إلى أن من أشهر الشخصيات الملك الانكليزي إدوارد السابع، والامبراطور النمساوي فرانز جوزف الأول، وغيرهما من مشاهير العالم أمثال غوته وتوين وفرويد ونيتشه وشترواتس... فلمصحات ماريانسكي تاريخ عريق وخبرة واسعة، وما زالت تطور خدماتها بشكل مستمر وفق أحدث المستجدات العالمية حتى باتت واحدة من أشهر المصحات عالمياً في مجال تخصصها.

 

وعن الخدمات التي توفرها مصحات ماريانسكي لعملائها من العالم العربي، تقول مسؤولة الحجوزات فيرونيكا ريسوفا «نقدم لعملائنا الخدمة الفندقية فئة الخمس أو الأربع نجوم، وهما الفئة التي يفضلها عملاؤنا من العالم العربي، وبصفتي مسؤولة عن الحجوزات من المنطقة العربية أجد أنهم يشعرون معنا بالارتياح والرضا، ولهذا فإنهم كثير ما يكررون الزيارة، فنحن حريصون دائماً على قياس مستوى رضا عملائنا وتقييم ما نقدمه من خدمات فندقية أو علاجية، وفي النهاية كل ما يهمنا هو التميز الذي تصنعه طبيعة المكان وخبراتنا الكبيرة ومستوى كوادرنا الطبية». رئيسة الأطباء في مصحات «ماريانسكي لازني» الدكتورة غابريلا، تقول «تتعدد برامج العلاج التي تزيد على 30 برنامجاً في المنتجع أسبوعياً، وكلها يتم تحديده وفقاً لرأى المختصين، وبما يتناسب والحالة الصحية لكل نزيل، كما أننا نوفر لعملائنا عدداً من البرامج التأهيلية مصحوبة ببرامج تغذية لتخسيس الوزن، ولمرضى السكري، فضلا عن برامج أمراض الجهاز الحركي ومكافحة الشيخوخة وغيرها من البرامج». وتضيف: «هناك برنامج لتنحيف الجسم وإزالة الرواسب الدهنية، وهناك حمام المياه المعدنية، والعلاج عبر الطين المونتيسيلي، وحمام الطين الحار، والعلاج المكثف للنسيج الخلوي، والعلاج بالتغذية، والعلاج بمكونات مياه الينابيع، وحمام الغاز الكربوني الطبيعي الجاف، وتمارين اللياقة البدينة، والعلاجات الكهربائية والمساجات المختلفة وبرنامج مكافحة الشيخوخة، فضلاً عن برنامج لعلاجات الكُلى، ولما بعد عمليات استئصال الكلى وتفتيت الحصوات... إننا حريصون على مستوى من الخدمة العلاجية يليق بعراقة تاريخنا».

 

وإن كان لمصحات «ماريانسكي» تاريخ طويل في العلاجات الطبيعية، فإن لشركة «الصوان لخدمات العلاج الطبيعي» في الكويت تاريخا عريقا وحافلا بالنجاحات في التعامل مع المصحات العلاجية الأوروبية، بما تمتلكه من فريق عمل على أعلى مستوى من الكفاءة والتأهيل، يوفر كل الخدمات والمتطلبات التي تجعل من رحلة عملائهم لمصحات «ماريانسكي» فرصة مثالية للعلاج والاستجمام والراحة النفسية، بداية من حجز تذاكر الطيران والمساعدة في الحصول على التأشيرة، وحتى السائق الذي يكون بانتظارهم لحظة وصولهم المطار، والمترجم الذي يُسهل لهم سبل التواصل مع الأطباء والاختصاصيين المعالجين والهيئة التمريضية فضلاً عن فريق عمل إداري من ذوى الخبرة والكفاءة يتولون خدمة عملاء الشركة. كما تقوم شركة الصوان بالتواصل مع مسؤولي المصحات العلاجية لتحديد جلسات وغرف العلاج وتقديم كل التسهيلات التي من شأنها توفير كثير من الوقت والجهد و كل سبل الراحة خلال مدة الرحلة. التاريخ الحافل والطويل لشركة الصوان في التعامل مع المصحات العلاجية كان محل ثناء الكثير من العملاء الذين التقتهم «الراي» على هامش الزيارة إلى ماريانسكي التشيكية أو بيشتني السلوفاكية، مثمنين الجهود التي يبذلها فريق عمل الشركة سوء من خلال مكتبها في الكويت لجهة تسهيل إجراءات حجز تذاكر الطيران والفنادق والحصول على التأشيرة أو من خلال مكتبها في بيشتني، أو من خلال بروتوكلات التعاون مع مسؤولي المصحات العلاجية في «ماريانسكي لازني» التشيكية.


40 ألف زائر لمصحات «ماريانسكي» سنوياً


ذكرت مديرة التسويق في مجموعة دانبيوس التابع لها مصحات ماريانسكي باتريسيا أرلفكوفا، ان الزائرين من مختلف أنحاء العالم لمنتجعات «ماريانسكي» يزيدون على 40 ألفا سنوياً، من أوروبا وأميركا ودول شرق المتوسط، ومعظمهم يأتون للعلاج نظراً للشهرة العالمية لمصحات «ماريانسكي» في مجال العلاج الطبيعي، نظراً لما يتمتع به المكان من موارد طبيعية وإمكانيات ومقومات ندر أن تجد لها مثيلاً. وقالت أرلفكوفا: «مصحات ماريانسكي توفر لعملائها الفرصة المثالية للعلاج والاستجمام بما تمتلكه من مقومات، فهناك نحو 100 ينبوع من المياه المعدنية الباردة التي تختلف مكونات وفائدة كل منها عن الأخرى، وتستخدم في العلاج سوءًا عن طريق الشرب أو السباحة أو استنشاق الغازات المنبعثة منها، حيث يحدد اُسلوب العلاج ونوعية المياه من قبل الأطباء المشرفين على برنامج العلاج فضلاً عن العلاجات الطبيعية الأخرى التي توفرها المصحات لعملائها حيث العلاج بغاز ماريا (CO2)، وعلاجات الطين».

 

واوضحت أن «منتجعات ماريانسكي التي تقع على ارتفاع 578 متراً من سطح البحر، تتمتع بهوائها النقي وطبيعتها الرائعة والتي تتكامل مع 900 غرفة في كل مصحات ماريانسكي المتصلة جميعها بكوريدور يسهل للعميل سهولة التنقل والاستماع بالمؤثرات الصوتية التي جاءت فكرتها من وحي طبيعة المكان». ولفتت إلى أن «المصحات وإن اختلفت فيها الخدمات الفندقية غير أن برامج وأساليب العلاج واحدة، تلك البرامج التي تحدد وفقاً لطبيعة ما يعانيه كل شخص تحت إشراف نخبة من الكوادر الطبية المؤهلة على أعلى مستوى، فهناك البرامج المخصصة لعلاج الجهاز الحركي والتي تحتوي على 24 جلسة في الأسبوع». وختمت أرلفكوفا: «كل شيء في مصحات ماريانسكي يسير في شكل علمي ودقيق، ومصمم ليراعي مختلف العادات والتقاليد، فالمصحات راعت جوانب عدة أهمها غرف العلاج المنفصلة لكل من الذكور والإناث إلى جانب طبيعة الأكل التي تتناسب ومختلف جنسيات العالم المترددة على المكان».