مدينة ديزني لاند ماركة ليس لها شبيه
هذا الصيف ككل صيف مضى منذ ربع قرن سبق ، ما زال ألاف العشرات من الناس يتوافدون الى دزني لاند في ولاية كاليفورنيا الأمريكية , و التي يأخذ الزائر الأجنبي فيها حصة الأسد كأكبر وافد لزيارة هذه المدينة الرائعة. لا عجب في ذلك ، فمدينة دزني هي ماركة لم يكن لها شبيه ، جلست و تربعت على عرش الترفيه و التسلية في كل أنحاء العالم. كان أساس إنشاء ورلد دزني هو تمثيل عدة بقاع من أرجاء الأرض و جعلها بين يدي الزائرين وقبال أنظارهم . يظهر هذا جليَا في أماكن مثل فانتزي لاند(Fantasyland)، تومورو لاند (Tomorrowland)، فرونتير لاند (Frontierland)،و غيرها من المدن الترفيهية العديدة التابعة لولت دزني ، و من روائع دزني لاند و دليل على مدى نجاحها إنشاء ” ذي ماترهورن” (TheMatterhorn) الذي يبلغ ارتفاعه 14 طابق و مساحته تصل الى مئات أضعاف المبنى الأصلي في سويسرا. هذا بالإضافة الى عمله قالب مصغر لجبال الألب على أرض كاليفورنيا الشاسعة التي بدت و كأنها قشرة جوز تقبع فوق طاولة لعب الشطرنج. يمكن التنقل داخل المدينة بالسيارة و مشاهدة الواجهات المائية ، أو يمكن السير على الاقدام و مشاهدت راقصين سويسرا يقدمون عروضا تشبه رقص الكنكان الفرنسي. لقد كان الماترهورن مشروع أساسي تم تولى تجهيزه في عام 1959 و تم افتتاحه بعد أربع سنوات من هذا العام. كان المشروع غير مستقر في بداياته و كان الهدف الأساسي هو محاولة تثبيت المشروع و ضمان نجاحه،و من أهم التحديات التي واجهة ولت دزني هو قلة التمويل المصرفي لهذا المشروع، لذا كان الاثر واضحا في اخفاق بعض جوانب المشروع منذ بداياته ، فالبناء تخلله الكثير من المشاكل ، و مثال على ذلك ، إنشاء نهر مسيسيبي صناعي يهدف الى قيام الزائرين بالتجديف عليه مع وجود رذاذ بخاري يحوم حولهم لكن العيوب المحيطة بالبناء كانت واضحة حيث جف النهر بسرعة نزول الماء من حوض الغسيل عند ملإه .
عند يوم الإفتتاح تمت دعوة 16 ألف شخص ، لكن الواقع أدى الى ظهور 28,000 من الناس الذين كانت معظم تذاكرهم مزيفة و أدى وجودهم الى عمل حصار كامل على قصر سندريلا في دزني لاند ، لقد كانت درجة حرارة ذلك اليوم المزعج مرتفعة جدا,لدرجة أن الإزفلت على طريق USA الرئيسي كان لزجا كقطعة حلوة التوفي، و يذكر أن كعب أحذية النساءغاصت و علقت في الإزفلت بسرعة كبيرة . ومن المشاكل التي واجهها ولت ،تسرب الغاز مما أدى الى ضرورة إغلاق أجزاء من المدينة الترفيهية و بسبب الإزدحام الغير متوقع نفذت الأطعمة كليا و توقفت النوافير المائية عن العمل بسبب عطل في السباكة. لقد كان يوم الافتتاح بمثابة كارثة كبيرة ، مما جعل المراقبين يتنبؤن بعدم صمود المكان في مجال الترفيه لأكثر من عام واحد. لكن عزيمة دزني و روحه القوية كانت كالفولاذ ،لا تقبل الهزيمة و كان يعلم بأنه يستطيع جعل المكان يعمل و على أعلى مستوى ، فقام بمحي كل الخلل الجوهري الذي أعاق المشروع و بحلول عام 1965 كان عدد زوار دزني لاند قد تجاوز 50 مليون شخص. بعد هذا النجاح العارم تم افتتاح سلسلة من المشاريع مثل ورلد فلوردا (World Florida) في عام 1971 ، وبعد ذلك انتقل العمل الى ثلاث مواقع عالمية في طوكيو عام 1983 ، باريس في عام 1992 ، و هونكونج في عام 2005م. في كل مكان من هذه الاماكن تم وضع عالم يجمع الخيال بالواقع و الحلم بالحقيقة و مكَن كل زائر من مسك النجوم بيده و ليس النظر اليها في السماء فقط.