طربزون مدينة تركية تعشقها الطبيعة والجمال
طرابزون (Trabzon) هي مدينة تركية تقع في شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود، تشكل مركز محافظة طرابزون، وتقع على طريق الحرير التاريخي، طرابزون بوابة تجارية لإيران في جنوب شرق البلاد والقوقاز في الشمال الشرقي. يبلغ تعداد سكانها حوالي 214،949 نسمة. معظم سكانها من الأتراك واليونانيون. بنى طرابزون تجار ملطية في القرن الثامن قبل الميلاد وظلت طرابزون يونانية حتى احتلها الرومان سنة 65 ق.م. وفي سنة 1461 أو بعدها بقليل استولى السلطان العثماني بايزيد الثاني على طرابزون ونصب ابنه سليماً (السلطان سليم الأول فيما بعد) حاكماً (سنجق بك) على طرابزون، وهناك رزق سليم سنة 1495 بابنه سليمان الذي سيكون السلطان سليمان القانوني.
طربزون في التاريخ:
( متحف طرابزون ) أو قصر كوستاكي يقع في شمال مقاطعة زيتنليك بالقرب من شارع ازون في طرابزون بتركيا. بُني المتحف في 1890-1900، بناه كوستاكي تيفيلاكتوف الذي كان صاحب مصرف مشهور هاجر من روسيا إلى طرابزون بعد الحرب العثمانية-الروسية (1877-1978). عندما كانت طرابزون محتلة من قِبل الروس، كانوا يستعملون هذا المبنى كمقر روسي هناك، وبعد أن غادر الروس من طرابزون اشترى السيد نيمليزاد عاكف، الذي كان تاجر مشهور في طرابزون جميع أملاك كوستاكي بعد أن أفلس. بعد ذلك قاموا بتجهيز القصر لأول رئيس تركي، مصطفى كمال اتاتورك وزوجته حيث أقاموا فيه في أول زيارة لهم لطرابزون بين 15 و 17 من سبتمبر 1924، قامت الحكومة بمصادرة المبنى بعد ذلك عندما تولى علي غالب منصب حاكم طرابزون، وكان المبنى بمثابة بهو الحاكم بين العامين 1927-1931، بعد أن انتقل المبنى ليخدم وزارة التعليم حيث كان مدرسة ثانوية للبنات لمدة 50 عام. في 1987 حولوا المبنى إلى وزارة الثقافة ليقوموا بتجهيزه ليُفتح كمتحف وفُتح في 22 من أبريل عام 2001.
العرب وطبيعة طربزون الخلابة وخلفيتها القديمة:
طرابزون مدينة عرفها العرب بطبيعتها الخلابة، وهوائها المنعش وغاباتها الجميلة، وارتبط اسمها عند الأتراك باسم سمك الأنشوفة الذي يشتهر أهلها بصيده، و عرفها المؤرخون بتاريخها العريق. تقع مدينة طرابزون (ترابزون) في شمال شرق تركيا؛ أي في شرق منطقة البحر الأسود، بين ساحل البحر الأسود، و بين جبال زينغانا، وعدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة، و تعتبر ثاني أكبر مدن منطقة البحر الأسود وأكثرها تطوراً. تشتهر طرابزون بعدة أماكن يقصدها السياح أهمها دير سوميلا في قرية ألتينديرا على قمة كارا (ميلا باليونانية)، وهو دير يوناني أورثوذكسي قديم اسمه بالتركية (سوميلا مناصتري) (بانجييا سوميلا) أو (ثيوتوكس سوميلا)، ويُعتقد أنه بُني بين 365-395، ولا يُعرف على وجه الدقة متى تم تحويل الكنيسة إلى دير فتارخه يمتد لأكثر من ألف عام. وتتردد أسطورة بين السكان أن الراهبين برنابا وسوفرينوس رأوا في منامهم السيدة مريم تحمل المسيح عيسى عليه السلام بين يديها مع المبشرين الاثني عشر (تلاميذ عيسى عليه السلام)، وتؤشر بأيقونة نحو موقع الكنسية فذهب الراهبان بدون اتفاق إلى مدينة طرابزون، والتقيا هناك واخبرا بعضهما بالرؤيا التي رأوها ووضعا أساس الكنيسة، إلا أن امبراطور طرابزون أليكسيوس كومنينوس الثالث منح الكنيسة اهتماماً كبيراً لذلك يعتقد بعض المؤرخين أنه من بناها. ويوجد في طرابزون متحف آيا صوفيا، وهو يتفق في الاسم فقط مع آيا صوفيا في إسطنبول، وكذلك عدة كنائس منها كنائس هاجائيوس الحجرية، وهاغيا أننا، وهاغيا ثيدروس، وكنيسة قسسطنطين، وكنيسة سانتا ماريا. والسبب في انتشار الكنائس في طرابزون أنها كانت مركز للملكة اللاتينية أيام الحروب الصليبية. أما عن المساجد؛ فيوجد جامع الفاتح، وجامع السمرجيلار، وجامع إسكندر باشا، وجامع غولبار خاتون.
طربزون وخبزها الشهي:
تشتهر مدينة طرابزون بخبزها الذي يتميز بحجمه الكبير وشكله شبه الكروي، ورائحته الشهية المميزة جدا، بالإضافة إلى معجنات الجبنة، وسمك الأنشوفة ذو الحجم الصغير، ويطهو الطرابزيون من هذا السمك كل شئ من الشوربات، إلى السمك المقلي والمحشي، ويصطاد هذا السمك من البحر الأسود في الشتاء، و بعد الصيد يرقص الصيادون رقصة الهورون المشهورة عنهم.
سياحة طبيعية وتاريخية لمن يعشق هذا الجمال:
لأن طربزون من اكبر المدن في شرق البحر الأسود .وتمتاز بتاريخ عميق وثقافة غنية، وطبيعة جميلة، ويمكن الاطلاع على منظر عام للمدينة من مرتفعات بوزتبه الواقعة قرب المدينة، وتتبعها اغلب المناطق السياحية الجميلة التي يقصدها السائح الخليجي مثل ازنقول، ومتشكا، وكوشندار، والسلطان مراد وغيرها. كما تتمتع المدينة بتضاريس جبلية، وسهلية مختلفة من جبال خضراء، وغابات كثيفة، وبحيرات، وأنهار، وجداول مياه وشلالات، وجو معتدل ويوجد بها مطار داخلي.
منطقة السلطان مراد:
عبارة عن مرتفعات جبليه تمتاز ببساط اخضر على مد البصر، وكانت تشتهر بالصيد حيث كانت توجد بها الظباء، والغزلان، وحاليا توجد محمية بيئية قرب السلطان مراد لحماية الحياة الفطرية.
منطقة صامويلا:
في شمال تركيا يوجد منطقة صامويلا التي تبعد 55كلم عن طربزون ويوجد بها قلعة أثرية في قمة جبل عالي، والطريق إلى القلعة يمتاز بالأنهار، والشلالات المائية التي تزيد جمال المكان، وهناك طريقين احدهما للمشاة، والآخر للمركبات وفي قمة الجبل توجد القلعة ويوجد قربها مطاعم، ومقهى وتمتاز القلعة بجمال بنائها في قمة الجبل.
سيرا جول:
بحيرة جميلة، وكبيرة تكونت من السيول الشتوية امتزجت مياهها بخضرة الاشجار التي تحفها من كل جانب، تقع في حضن الجبال المكسوة بالمراعي الدائمة، الخضرة التي تنساب مياه جداولها من بين صخورها التي تنتهي بالبحيرة. يمكنكم الجلوس بظلال اشجارها المحيطة بها، والاستمتاع بمشاهدة طبيعتها العذراء التي لم تمسسها يد بشر، ونسيمها العليل. كما يمكنكم مشاهدة الاسماك في مياهها، وقمة المتعة ان تقومون باستئجار مركب بالمجاديف وتبحروا عبر مياهها، و لا تنسوا التقاط الصور و انتم في عرض البحيرة. كما نوصي بتناول الغذاء على ضفاف البحيرة حيث يوجد بعض المطاعم و المقاهي هناك.
مرتفع البوزتبة:
هو أعلى مكان داخل المدينة مرتفع على شكل هضبة مكسوة بالأشجار الدائمة الخضرة قريب من وسط المدينة، في النهار ترى من هناك كل معالم المدينة، وفي المساء تمتع عينيك بمشاهدة المدينة، و قد رسمت نفسها بأضوائها واحتضنت بحرها الاسود. هناك حدائق كثيرة الاجمل هي الاولى على اليسار، والاقرب للمنظر تقدم سماوير الشاي وهو عبارة عن غلاية للماء تحتها جمر ومن فوقها وضع ابريق به شاي انه اجمل الجلسات المسائية في طرابزون وهناك مقابل هذه الحديقة واحدة اخرى للنارجيلة.
مغارة زيغا:
تقع على مدخل مدينة كومو شهانة والتي تبعد 88كلم عن طربزون، وتقع هذه المغارة في رؤوس احد الجبال المرتفعة وسقف المغارة وجدرانها كأنها حمم بركانية منصهرة قد تجمدت، والمغارة من الداخل باردة وترشح المياه من صخورها قطرة قطره ولكن المؤسف إن التصوير ممنوع داخل المغارة. ومتشكا وكوشندار قريتين صغيرتين تقع على بعد 60كلم عن طربزون وتقع وسط أشجار كثيفة وانهار دائمة الجريان وتمتاز بجمالها وتصلح لمن يبحث عن الهدوء والبعد عن صخب المدينة.
مغارة كرجة:
تقع على مدخل مدينة قومش هانة في رؤوس احد الجبال المرتفعة ، وتبعد مسافة ساعة ونصف من طرابزون، يوجد في سقف المغارة لفظ الجلالة وقد اثبت بانه ليس من صنع البشر فسبحان خالقه. نلفت انتباهكم بان التصوير ممنوع داخل المغارة.. بجوار بوابة المغارة يوجد جلسة رائعة يمكن تناول فنجان من القهوة، بجانبها تعرض انواع شتى من الحلوى الخاصة بتلك المدينة وهي عبارة عن توت، أو فواكه اخرى مجففة على شكل الواح تشبه قمر الدين معجونة بالمكسرات، وخاصة الجوز انها قمة اللذة لا تمروا بدونها..
مدينة ريزا Rize:
وأخيراً مدينة ريزا Rize التي تقع على بعد 75كلم شرق طربزون، ويوجد بها وادي فرتينا (Frtna vadisi) مياه انهاره الصافية وتستمتع بصوت خرير المياه فيها. تشتهر بمزارع الشاي التي تشبه بساط اخضر ممتد على مد البصر، ويوجد بها جامع إسلام باشا الذي شيد في القرن السادس.