زنجبار أرخبيل أفريقي في عمق المحيط الهندي
زنجبار (تنزانيا) - من موسم إلى آخر ترتفع أسهم، مجموعة من الجزر الواقعة في عمق المحيط الهندي والتابعة إداريا لدولة تنزانيا شرق أفريقيا وتدعى زنجبار، في سوق السياحة العالمي لاعتبارات عديدة. يتكون الأرخبيل الساحر والذي يتمتع بسلطة ذاتية واسعة، من نحو 52 جزيرة تتراوح مساحتها بين الكبر والمتناهية الصغر، وأهم تلك الجزر أنغوجا وجزيرة بمبا وتومباتو و جزيرة مافيا. تعد جزيرة أنغوجا إحدى أكبر تلك الجزر، وهي عاصمة زنجبار وتسمى بستان أفريقيا الشرقية ويبلغ طولها 85 كلم، وعرضها حوالي 40 كلم. تتميز جزيرة زنجبار بأرضها الحجرية التي تصلح لزراعة الأرز والطلح والمهوغو والجزر والحبوب، وفيها حوالي مليون شجرة قرنفل، ويقطعها نهر كبير يسمى مويرا، وهو أكبر أنهارها. أما ثاني أكبر تلك الجزر فهي جزيرة بمبا وتسمى أيضا الجزيرة الخضراء ويبلغ طولها قرابة 78 كلم وعرضها 23 كلم أرضها خصبة جدا وتشتهر بزراعة القرنفل والنارجيل وفيها حوالي ثلاثة ملايين شجرة قرنفل. وأرضها رملية وليست حجرية مثل أنغوجا. توفر جزيرة بمبا مناظر طبيعية غاية في الحسن والجمال ومن خلال تلال ترابية متماسكة يمكن للزائرين مشاهدة زرقة البحر الساحرة تتماوج فوق رؤوسها أشجار القرنفل والنارجيل، يحيط بها الماء الأزرق فيبعث في النفس روعة وجمالا. أما الجزر الأخرى فتقع شمال جزيرة بمبا مثل: قوتها أنغوما ومونغوه ويكاتي وإمبالا وأنجيا أوزي، وغيرها كثير.
المدينة الرئيسية أو عاصمة الأرخبيل هي مدينة زنجبار، وهي مشيدة بالأحجار المرجانية المستخرجة من قاع البحر، وتتألف من امتداد لا نهائي من الشوارع الضيقة، التي تغمرها الظلال والأبواب الخشبية المنحوتة والشرفات البديعة والأسواق والمشربيات، التي تختلط جميعا وتعكس الضوء والظلال. وقد طورت زنجبار في السنوات الأخيرة، لتغدو مقصدا للسياح من جميع أرجاء العالم، وبفضل تاريخها الممتد، وطبيعتها المتألقة ومناخها المثالي، وتربتها الخصبة، فإن جزيرة زنجبار تعرف في مختلف أرجاء العالم بجوهرة المحيط الهندي. ولحماية وتطوير موقع من أفضل المواقع الطبيعية في العالم، فإن زنجبار تكرس جانبا كبيرا من جهودها للحفاظ على تراثها الطبيعي، ويعد من أبرز الجولات العديدة التي يقوم بها السياح في الجزيرة، زيارة مشروع المدينة الحجرية، الذي يهدف لحماية هذا الموقع الثقافي الغني، ويتم حاليا أيضا اتخاذ خطوات فعالة لحماية نباتات وحيوانات الجزيرة. وفي أسواق مدينة زنجبار لا بد لك من أن تتوقف عند حشد التوابل ذات العبق البديع والفواكه الجميلة التي تستقطب الأنظار والأيدي، وهكذا فإن زنجبار مدينة يغمرها سحر عالم ألف ليلة وليلة. وهكذا يمكننا القول إن زنجبار هي جزيرة الفواكه والتوابل، ويمكنك أن تجد فيها ما يزيد على 50 نوعا من التوابل والفواكه المختلفة، وفي مقدمتها القرفة والفلفل والزنجبيل، وغيرها الكثير. ومن الملامح المهمة في زنجبار، تلك الأبواب المنحوتة بشكل بديع، التي تنتمي إلى تقليد عريق ويجد السائح هذه الأبواب على امتداد الشاطئ الشرقي لأفريقيا.
وحسب آخر إحصاء يبلغ عدد سكان زنجبار حوالي مليون شخص أغلبهم من المسلمين (98 بالمئة) والبقية مسيحيون وهندوس. وأصول المسلمين بالإضافة إلى الأصل الأفريقي تعود إلى عمان وفارس والهند وباكستان. كان السكان يتحدثون العربية كلغة رسمية في العهد العماني كما كانت كذلك أغلب الدول المسلمة غير العربية، والآن أصبحت لغة زنجبار هي السواحلية رسميا بجانب اللغة الإنكليزية التي خلفها الاحتلال البريطاني. يعتبر السفر إلى جزر زنجبار سهلا مقارنة بوجهات كثيرة أخرى، فالحصول على تأشيرة الدخول متوفر لأغلب الجنسيات مقابل مبالغ مالية غير مكلفة. السفر إلى زنجبار يتم عبر الطائرة إلى مدينة دار السلام، عاصمة تنزانيا السابقة، ومن هناك يمكن استقلال طائرة أخرى أصغر إلى مطار زنجبار في جزيرة أنغوجا والذي يبعد عن مدينتها الرئيسية 10 كيلومترات. أو يمكن أيضا ركوب العبارات من دار السلام إلى مدينة زنجبار. وللمقعد الحجري الواقع قبالة السور الخارجي للدور أهمية اجتماعية كبيرة، فهو يتيح للمرء أن يستقبل الزوار ويقودهم، أو ينال قسطا من الراحة في نهاية اليوم مع احتساء قدح من القهوة العربية، ومعالم الحياة المنتمية إلى هذه النوعية جلبها العرب معهم. وقد سميت زنجبار أيضا المدينة بين السماء والبحر، حيث تشيد مآذن عالية عديدة بين البيوت والقصور، كما توجد في زنجبار كاتدرائيتان ومعبد هندوسي، الأمر الذي يوضح مدى التسامح الكبير الذي تتسم به زنجبار.