أعلى

 

ازدادت حركة نشاط سوق واقف في الآونة الأخيرة؛ نظراً للإقبال الكبير من قِبل السياح والزوار العرب، وزادت بالتالي حركة بيع التحف والهدايا التذكارية والتراثية، وخاصة تلك التحف التي ترمز للثقافة القطرية القديمة وبعض الأدوات التي كان يستخدمها الآباء والأجداد، مثل الدلة والسدو والخناجر وغيرها من الأشياء. "تحقيقات الشرق" قامت بجولة في ردهات السوق لترصد المنتجات الأكثر مبيعا وتفضيلات السياح للتحف والهدايا المحلية، وإليكم التفاصيل:


الهدايا التذكارية

أثناء الجولة في السوق صباحاً كانت حركة الشراء مزدهرة بين السياح الأجانب والإخوة الخليجيين، حيث أقدم بعضهم على محلات التحف والأنتيكات، وذلك لشراء هدايا تذكارية لرفقائهم بعد العودة لبلدهم الأم، ولاحظنا إقدام السياح الأجانب على شراء الأكواب والميداليات التي تحمل اسم دولة قطر، وخاصة تلك المجسمات التي تعبر عن الزي التقليدي، حيث ترتدي المرأة العباءة والرجل الغترة والثوب والعقال، وأسعار تلك الأنتيكات لا تتعدى المائة ريال قطري، بينما اتجه الزوار الخليجيون وأيضاً المقيمون لشراء الأنتيكات القديمة مثل الدلة والسدو والخناجر القديمة. ولاحظنا أيضا وجود كبير من المواطنين بمحلات بيع المساند والجلسات الأرضية للمجالس.

 

الأكثر مبيعاً

في البداية، قال أدهم القادري صاحب محل "أدهم" للتحف قائلاً "تزداد نسبة الشراء دائمأ عندما يتحسن الطقس، بحيث يفضل بعض الزوار المجيء للتنزه في فترة الربيع، ومن هذا المنطلق تعد حركة السوق نشيطة في هذه الأوقات، أما بالنسبة لعملية بيع التحف، فالأكثر مبيعاً على الإطلاق هي الأجهزة القديمة مثل الهواتف أو الكاميرات التي تم استخدامها في الماضي، إضافة إلى التحف الأثرية، كما يقبل السياح على الهدايا التي يتم تصنيعها خصيصاً لترمز إلى قطر مثل الميداليات أو الأكواب والبراويز، أما بالنسبة للتحف الأخرى، فتعتبر الدلة المنتج الأكثر رواجا بين الزوار الخليجيين ويتراوح سعر خمس حبات من الدلال نحو 4000 ريال قطري للنوع المطلي بالنحاس، بينما 300 ريال للدلة الصغيرة". وأشار إلى أن " السدو"، يأتي في المرتبة الثانية في قائمة المنتجات الأكثر مبيعا في سوق التحف والهدايا ويقبل على شرائه الزوار الخليجيون، أما بالنسبة للسياح الأجانب، فأكثر ما يجذب انتباههم التحف الفنية التي ترمز لقطر وتتراوح أسعارها من 20 إلى 100 ريال.

 

الخناجر والسيوف

ومن جانبه، قال صالح سعود صاحب محل جبل مرمى للتحف والهدايا "منذ أن بدأت تجارتي بهذا المحل وأنا أقوم ببيع مختلف الهدايا بسبب تنوع الأذواق، وخاصة أن زوار السوق من كافة أنحاء العالم، حيث قمت بتخصيص جزء من المحل لبيع الأنتيكات الخاصة بتزيين البيت بالتحف القديمة مثل الخناجر والأجهزة القديمة التي كانت تستخدم في الماضي وتتراوح أسعارها ما بين 400 و 5000 ريال قطري، وذلك مثل أجهزة الراديو والكاميرات والتليفزيونات وغيرها من الأجهزة، كما تم تخصيص جانب آخر من المحل اختص ببيع الدلة النحاسية القديمة التي تستخدم للتزيين فقط". وأكد سعود أن هناك هدايا يتمنى بعض السياح الحصول عليها، ولكن بسبب إقامتهم القصيرة في الدولة أو منع حمل هذه الأغراض على متن الطائرة، فيمتنعون عن الشراء ويكتفون بمعاينتها في المحل، وذلك مثل الخناجر والسيوف النحاسية، فبالرغم من ضعف حدتها، إلا أنها تعد سلاحاً يمنع دخوله المطارات.


تصنيع التحف

وقال علي مال الله الذي يعمل بمحل أم مها للتحف والهدايا، إن نصف المحلات بالسوق تعمل على بيع التحف والهدايا لأنها ذات ربح وعائد كبير لصاحب المحل، ولكن على التاجر أن يتميز عن باقي المحلات بالسوق ليبيع بضاعته بسرعة. ويردف قائلاً "أول ما يفعله السائح قبل الشراء هو السؤال عن معنى التحف وإلى ماذا ترمز، ولهذا السبب حاولت أن أتجاوب معهم بمعرفة رؤيتهم عن الدولة ومن ثم يتم صناعة تحفة فنية تتوافق مع الصورة الذهنية لدى السائح، حيث إن عملية الشراء والبيع التي تتم بين التاجر والدولة المصدرة تكون دائماً على حسب رغبة التاجر، بمعنى أن التاجر هو من يقوم بتحديد نوعية الصور التي يود أن يضعها على التحفة، ومن ثم يقوم بالاتصال مع صاحب الشركة في الدولة المصدرة، ومن ثم تقوم الشركة بطباعة الأعداد حسب الكمية التي يطلبها التاجر"، وقد يكون للسائح تصور آخر، فأحاول من خلال تجاذب أطراف الحديث مع الزبائن معرفة تفضيلاتهم ومحاولة توفيرها في المحل.


التصنيع بالخارج

بينما ذكر محمد سعيد أنه اختار بيع التحف الأثرية خصيصاً؛ وذلك لأنها تمثل صورة قطر في عيون الآخرين، وخاصة دول الغرب، حيث يتم صناعة مجسمات تجسد العادات القطرية مثل المجالس والتخييم وعمل المرأة القطرية داخل المنزل، ويؤكد سعيد أنه يعمل على حضور المزادات التي تقام يوم الجمعة بسوق واقف؛ وذلك لشراء التحف القديمة التي يتم بيعها، ومن ثم يعمل على عرضها بالمحل بأسعار مناسبة، أما بالنسبة لدلال القهوة وغيرها، فيتم التواصل مع مصنع معين بالصين لصناعة تلك المجسمات بالصورة المطلوبة، وهذا أيضاً ما ينطبق على مجسمات الجمال والخيام والخناجر النحاسية.