أعلى

 

بذلت مدينة أبيليس الإسبانية كل جهد ممكن في محاولة لجذب الزوار، إذ أن أروقة هذه الضاحية التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى أصبحت في هيئة جيدة إلى جانب الشرفات التي يعلوها الدرابزينات الخشبية الجذابة. وتوجد هناك أيضاً الحدائق المكسوة بالورود ومسرح “بالاسيو فالدز” وكل أماكن الجذب هذه تشير إلى ماض مجيد لتلك المدينة الساحلية التي تضم ممشى للتنزه على النهر إلى جانب بعض الشواطئ التي يمكن الوصول إليها بسهولة. لكن خافيير أريباس الذي يعمل بمجلس السياحة بالمدينة يقول في حسرة إنه على الرغم من هذا يتجه الكثير من الناس إلى ربط أبيليس بصورة مدينة الصناعات الثقيلة ذات الأفران التي تتصاعد أعمدة الدخان من مداخنها. ففي القرن التاسع عشر، كانت أبيليس مركزاً لإنتاج الحديد في إسبانيا حيث كان العشرات من المصانع قبيحة المنظر ووحدات المساكن الخرسانية التي ليست بأجمل من تلك المصانع تنتشر في أنحاء المدينة. ويميل زوار منطقة أستورياس التي تتمتع بالحكم الذاتي إلى تفضيل مدينة أوفييدو بدلاً من مروج منطقة بيكوس دي يوروبا الطبيعية القريبة من أبيليس. لكن أريباس قال إن هذا سيتغير قريباً، فأبيليس تشهد تحولاً من كونها مركزاً صناعياً إلى مدينة ثقافية، ويغذي هذا التفاؤل حول مستقبل المدينة رجل يعيش في ريو دي جانيرو يتم عامه الثالث بعد المائة في ديسمبر المقبل، هو أوسكار نيماير، مصمم مدينة برازيليا الحديثة وأحد أشهر المعماريين المعاصرين. وقدم نيماير عام 2005 تصميماً لمبنى مذهل بمدينة أبيليس يرمز إلى إحياء المدينة. ويقع المركز الثقافي الدولي بالمدينة ومن المقرر أن يفتتحه الملك خوان كارلوس الأول ملك إسبانيا نهاية أبريل الجاري مباشرة بالجهة المقابلة لإحدى الجزر الصناعية. ويقول أريباس إن مركز نيماير مثل الفوز بالجائزة الكبرى في اليانصيب. ويؤمن أريباس بأن تلك الجوهرة المعمارية التي سيفتتحها الملك ستكون بمثابة المغناطيس لزوار أبيليس شأنها شأن متحف جوجنهايم في بلباو الذي أثبت أنه مكان جذب للجماهير. وتدين المدينة الموجودة بإقليم الباسك بالفضل في إحيائها المدني والاقتصادي إلى مبنى معرض فنون الملابس الفضية. ويبدو أن تأثير نيماير بدأ يؤتي ثماره بالفعل، فمن بين الشخصيات الشهيرة التي جذبتها المدينة الممثل الأميركي ونجم هوليود براد بيت الذي ذهب إلى هناك لتفقد أعمال التشييد. وقال ناتاليو جرويسو الذي يرأس مركز نيماير إن براد مهتم بمساعدتنا بتقديم تصاميم معمارية. في الوقت ذاته، يخطط وود ألن، مدير المركز وفرقته لموسيقى الجاز لإقامة أول حفل موسيقي بمركز الفنون قبل الافتتاح الرسمي للمركز بيوم. ويرأس ألن أيضاً المركز السينمائي هناك. ووعد الكاتب البرازيلي باولو كويلهو بعقد اجتماعات عامة لقراءة النصوص الأدبية، بينما سيقوم كيفين سبيسي رئيس مسرح أولد فيك في لندن بإنتاج أعمال على خشبة المسرح بالتعاون مع المركز. كما ستقام على خشبة المسرح أيضاً مجموعة من الفعاليات تشمل حفلات موسيقية وحفلات أوبرا وحفلات موسيقية وأعمال مسرحية وأفلام ومعارض