أعلى

 

 

توقعت شركة بوينغ أن تطلب شركات الطيران في الشرق الأوسط حوالي 2340 طائرة بقيمة تصل إلى 390 مليار دولاراً أمريكياً بحلول عام 2029، ويأتي هذا الارتفاع في معدلات الطلب نتيجة للنمو السريع الذي يشهده قطاع النقل الجوي في المنطقة.  تشير تقديرات بوينغ إلى أن قطاع النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط سينمو بمعدل 7.1٪ سنوياً على مدى السنوات العشرين المقبلة، ليتجاوز معدل النمو الاقتصادي المتوقع في المنطقة بنسبة 4٪ خلال الفترة نفسها. وفي سياق تقديمه لتوقعات بوينغ الحالية للسوق في دبي مؤخراً، قال راندي تينسيث، نائب الرئيس لعمليات التسويق في بوينغ للطائرات التجارية: "تواصل شركات الطيران في الشرق الأوسط تصدرها لبقية أنحاء العالم من حيث نمو الحركة الجوية على مدى العامين الماضيين، وتشير كافة الدلائل إلى أن هذا التوجه سيستمر في المستقبل المنظور".

 

ووفقاً لتوقعات بوينغ، سوف تمثل طائرات الممرين 50٪ من إجمالي الطائرات الجديدة التي سيتم تسليمها في المنطقة على مدى الأعوام العشرين المقبلة، مقابل 25٪ على الصعيد العالمي. وعلى وجه التحديد، فإن 43٪ من الطائرات المتوقع تسليمها لشركات الطيران في المنطقة على مدى السنوات العشرين المقبلة ستكون من طائرات الممرين مثل بوينغ "777" و"787". بينما ستصل نسبة الطائرات الكبيرة مثل بوينغ "747" إلى 7٪ من الطلب المتوقع. أما طائرات الممر الواحد مثل بوينغ "737"، فسوف تمثل نسبة 47٪ من عمليات التسليم، بينما ستستحوذ الطائرات الإقليمية على نسبة 3٪ المتبقية.

 

وأضاف تينسيث: "على الرغم من توقعاتنا بأن يتضاعف حجم أسطولنا العالمي بحلول عام 2029، إلا أن شركات الطيران في الشرق الأوسط مؤهلة لتوسيع أساطيلها بأكثر من 150٪ خلال نفس الفترة. ويعتبر هذا مؤشراً أكيداً من أن شركات الطيران في المنطقة تخطط للنمو، فضلاً عن تحديث أساطيلها وتعزيز كفاءتها التشغيلية. وبالفعل، فقد بدأت نتائج هذا النمو المنظم وهذه الخطط الاستثمارية بالظهور، وتمتلك شركات الطيران في منطقة الخليج طلبيات تراكمية تقدر بقرابة 140 ألف مقعد لطائرات البدن العريض في الوقت الراهن، وهي نسبة تفوق بكثير معظم المناطق الأخرى في العالم".

 

وبناءً على توقعات بوينغ الحالية للسوق، فإن شركات الطيران حول العالم في حاجة |إلى 30900 طائرة جديدة بحلول 2029، تقدر قيمتها بنحو 3.6 تريليون دولار أمريكي، علماً بأن 44٪ من هذه الطائرات ستحل محل الطائرات القديمة التي تفتقر إلى الكفاءة اللازمة، في حين سيكون 56٪ منها بمثابة طائرات جديدة لازمة لتلبية نمو الحركة الجوية. ومن المتوقع أيضاً أن يتضاعف مجموع طائرات الأسطول العالمي من 18890 إلى 36300 طائرة خلال هذه فترة.

 

وبهدف مواكبة الطلب المتزايد على طائرات جديدة، فقد أعلنت بوينغ مؤخراً عن زيادة إنتاج طائراتها من عائلتي "777" و"737". كما تركز الشركة على تقديم برامج تطويرية جديدة، لتشمل طائرات 787 دريملاينر و747-8 فرايتر وإنتركونتننتال هذا العام.

 

واعتباراً من شهر أبريل 2011، وصل مجموع الطلبيات التراكمية لدى بوينغ إلى أكثر من 3445 طائرة، تعود 345 منها لعملاء الشركة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يستحوذ العملاء في المنطقة على حصة كبيرة من الطلبيات التراكمية على طائرات بوينغ ذات الممرين، ما يمثل 31٪ من الطلب على طائرات "777" و15٪ من الطلب على "787". ويبلغ مجموع عملاء بوينغ الحاليين في المنطقة 47 عميلاً، يقومون بتسيير423 طائرة لحوالي 1200 رحلة يومياً.

 

وقال تينسيث، "نتوقع أن تشهد أعمال شركات الطيران نشاطاً متزايداً على مدى السنوات العشرين المقبلة، بالإضافة إلى ارتفاع في عدد الرحلات المباشرة. وبفضل منتجاتنا الرائدة في السوق وخدماتنا المصممة مع أخذ احتياجات العملاء في الحسبان، تتمتع بوينغ بمكانة متميزة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لشركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط".

 

ومن المتوقع إلى حد كبير أيضاً أن يسهم نمو أساطيل شركات الطيران في المنطقة في زيادة الطلب على طيارين مدربين مع احتياجات متوقعة لـ32700 فرداً على مدى السنوات العشرين المقبلة. كما تتوقع بوينغ أن تحتاج المنطقة إلى 44500 فني خلال الفترة ذاتها.

 

وأضاف تينسيث، "نظراً لوضع شركات الطيران الذي يشير إلى نموها بوتيرة ملحوظة، فإن الطلب على طواقم مدربة سيكون موازياً لمدى توسّع حجم الأسطول الحالي. وتمتاز المنطقة بتركيبة سكانية ملائمة تماماً لتلبية متطلبات الموارد البشرية فيها، إذ أن ما يقرب من نصف السكان هم دون سن الخامسة والعشرين".

 

هذا وتوقعت شركة بوينغ أيضاً أن يشهد قطاع الشحن الجوي في المنطقة نمواً كبيراً، إذ من المتوقع عموماً أن تنمو عمليات الشحن الجوي بين الشرق الأوسط وأوروبا فقط بمعدل سنوي قدره 6٪ ما بين عامي 2009 و2029. كما يتوقع أن تشكل الصادرات المحلية المتزايدة من منطقة الشرق الأوسط وبضائع الترانزيت من آسيا وأفريقيا جزءاً كبيراً من هذا النمو.

 

واختتم تينسيث بالقول: "إن عمليات الشحن الجوي بين أوروبا والشرق الأوسط هي مؤشر بالغ الأهمية على تنامي دور المنطقة كمركز عالمي للشحن، نظراً لحجم التجارة الواسعة بين المنطقتين. وقد شهدت حركة الشحن الجوي بين أوروبا والشرق الأوسط نمواً بنسبة 7.8٪ بين عامي 1999 و2009. ومن الواضح أن هذا النمط من النمو سوف يستمر، مدعوماً في الواقع باستثمارات ضخمة في البنية التحتية مثل مطار آل مكتوم الدولي بدبي".