أعلى

 

تحمل وجهة مليحة للسياحة البيئية والأثرية في الشارقة، بقيمة تتعدى كونها وجهة سياحية بارزة، يأتيها السياح من كل  أنحاء العالم، مستمتعين بخصائصها الطبيعية الفريدة من أفق رحيب مضياف، إلى كثبان رملية  متفاوتة الأحجام والألوان، ترسم لوحة فنية خلابة تأسر ألباب الناظرين إليها، وتثري تجربة المغامرين وسط الصحراء. فهذه الواجهة الفريدة من نوعها، وبما تضمه من مقومات وعناصر، تجعلها -إلى جانب ما سبق- متحفاً مفتوحاً،  ونافذةً  مشرعة على الزمن لكل مهتم بالتاريخ من  الباحثين والأكاديميين، وعلماء الطبيعة والجغرافيا، والمهتمين بالآثار والحضارات، وحتى الطلبة الشغوفين بالتعرف على أحد الفصول المهمة في التطور البشري والحضاري في المنطقة منذ القدم. ومنذ افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المرحلة الأولى من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، في يناير من العام الماضي، حظيت المنطقة التي تشرف على تطويرها هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، وهيئة الشارقة للآثار، بأهمية متزايدة على المستويين السياحي والترفيهي، والأكاديمي، إلى أن تم إدراج المشروع ضمن قائمة مواقع التراث العالمية من قبل منظمة اليونيسكو.

 

وتضم مليحة للسياحة البيئية والأثرية، العديد من عوامل الجذب الاهتمامات المختلفة، مثل مركز مليحة للآثار، والمواقع الأثرية المنتشرة في المنطقة، فضلاً عن مقومات ممارسة الأنشطة والمغامرات الصحراوية المختلفة، بما فيها المناطق المخصصة لأنشطة السفاري، ومناطق التنزه، ومقهى مليحة الذي يقدم بدوره قائمة شهية من المأكولات والمشروبات. بدوره، تم تصميم مركز مليحة للآثار كمتحف يمنح الزائرين نظرة عميقة لتاريخ المجتمعات البشرية القديمة في المنطقة، ويضم المركز معروضات من المكتشفات الأثرية، وعروض تثقيفية عن الحقب التاريخية التي عاصرتها المنطقة، وردهات للجلوس والاستراحة، ومقهى للاسترخاء والاستمتاع بالمشروبات والمأكولات اللذيذة، إلى جانب شاشات تفاعلية تعرض أفلاماً وثائقية عن تاريخ مليحة، ولافتات إرشادية تستعرض تفاصيل المنطقة. ويقول محمد راشد السويدي، مدير مليحة للسياحة البيئية والأثرية: "لا تتوقف الأسرار التاريخية التي تبوح بها منطقة مليحة الأثرية عن التدفق، واندهاش المتابعين والزوار، بتفاصيل ما مر على هذه المنطقة من حضارات وعصور تركت خلفها آثار ومكتشفات  تعود في تاريخها إلى نحو 130 ألف عام مضت، لذلك فنحن نعتبر مليحة، وجهة رئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، ليس فقط للسياحة والترفيه، بل للبحث والدراسة من قبل المهتمين بـ التاريخ وعلوم الآثار، والمستكشفين، و الشغوفين بمعرفة طبيعة ما شهده الإنسان في هذه المنطقة منذ فجر التاريخ".

 

وإدراكاً لقيمتها، تولي إدارة مليحة للسياحة البيئية والأثرية، اهتماماً خاصاً بتضمين الأنشطة التي تستضيفها المنطقة للجانب التعليمي والتوعوي عن مليحة وتاريخها باعتبارها أحد أهم المصادر في دراسات التطور البشري في هذا الجزء من العالم. وفي هذا الإطار، تنظم إدارة الوجهة  العديد من الأنشطة التي تتضمن جانباً تعليمياً كبيراً، منها الزيارات المجانية التي يحصل عليها زوار المنطقة إلى مركز مليحة للآثار، والتي يرافقه خلالها مرشدون سياحيون مؤهلون يتحدثون العربية والإنجليزية بهدف إثراء تجربة الزوار بحقائق ومعلومات مثيرة حول تاريخ مليحة. وإلى جانب زيارة مركز مليحة للآثار، يُمنح الزوار فرصة القيام بجولات حرة برفقة مرشدين سياحيين في المواقع الأثرية والمواقع الطبيعية في المنطقة، للاطلاع على ما تركه السابقون من رسومات وكتابات ومنشآت وأدوات مختلفة، توسم الحقبة الحضارية التي عاشتها التجمعات البشرية المختلفة هناك. وتتضمن الجولات الحرة في منطقة مليحة، التعرف والاطلاع عن قرب على المكتشفات والآثار، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وتسلّق قمة صخرة الأحفور، وزيارة وادي الكهوف، و صخرة الجمل، ومخيم صراع البقاء، ، ورحلات استكشاف على الأقدام، وأخرى على الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى رصد النجوم ليلاً، ومجلس غروب الشمس الذي يتضمن تجربة للشواء في الهواء الطلق.

 

ويقوم قسم مليحة التعليمي، التابع لوجهة مليحة للسياحة البيئية والأثرية، بتنظيم جولات تعليمية و زيارات تثقيفية مصممة خصيصاً لطلبة المدارس والكليات والجامعات، والتي يسعى من خلالها إلى تعزيز تجربة تعلم  الطلبة، من خلال تركيزه على علوم الآثار والتاريخ والثقافة والتاريخ الطبيعي، حيث يستقبل المركز بشكلٍ شبه دائم زياراتٍ ورحلاتٍ طلابية من مختلف مدارس الدولة ومؤسساتها التعليمية والأكاديمية.  وتسعى إدارة مليحة للسياحة البيئية والأثرية إلى تفعيل دورها ومشاركتها في المعارض والمؤتمرات والفعاليات التي تهم الطلبة والباحثين، بهدف التعريف بمليحة وتاريخها العريق. ويضيف مدير مليحة للسياحة البيئية والأثرية: "عززنا قسم مليحة التعليمي لدينا بموظفين تم اختيارهم بعناية، على أساس مهاراتهم التعليمية وخبراتهم السابقة في علم الآثار والتاريخ والثقافة والتاريخ الطبيعي، والحفريات، والفلك، ولدينا حاليا مجموعة من المرشدين الناطقين باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك لتوجيه الزوار بشكل مناسب، وقد حققنا مردوداً جيداً من خدمات العملاء التعليمية التي نتبناها في شكل ردود وتعليقات إيجابية من زوار الوجهة والسياح".

 

ويُعد مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية واحداً من أكثر المواقع الأثرية تنوعاً في المنطقة  لما تضمه من آثار ومكتشفات تعود للعصر الحديدي، ومقتنيات من العصور  التاريخية المغرقة في القدم، والتي أثبتت الدراسات والأبحاث حولها أن بعضها يعود إلى دولٍ ومناطق عديدة من العالم ما يدلل على أهمية المنطقة كمركزٍ للتجارة عبر العصور، فضلاً عن بقايا ضريح أم النار الأثري ومجموعة من القبور والمدافن الأثرية  التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وللاطلاع على مختلف الباقات والتجارب المثيرة التي تقدمها مليحة للسياحة البيئية والأثرية لزوارها ومحبي الآثار ورحلات الاستكشاف، لا تترددوا بزيارة الموقع الإلكتروني: discovermleiha.ae