منتجع كاريس بودروم التركي يداعب الخيال
بات ارتفاع مستوى الوعي البيئي المرافق لوجود مجموعة غنية من الوجهات “البيئية” يعزز من الطلب على الوجهات السياحية الصديقة للبيئة، وفقاً لما أشار إليه مدير أحد الفنادق التركية العصرية والمميزة. وأشار ماكيس أنتوناتوس، المدير العام لمنتجع وسبا كاريس بودروم، التابع لمجموعة منتجعات لكشري كوليكشن، إلى أن المفاهيم البيئية كالمنتجات المصنعة من مصادر مستدامة، والتجارب الثقافية الأصيلة التي من شأنها دعم المجتمعات المحلية، قد باتت تستقطب وبشكل متنامي شريحة الشباب من دول الخليج. وأفاد أنتوناتوس قائلاً: “بات الضيوف القادمون من منطقة الشرق الأوسط على دراية ووعي أكبر حول مفاهيم الاستدامة والحفاظ على البيئة، الأمر الذي يحظى بأولوية كبيرة لدينا إذ نمتلك أنظمة خاصة للحفاظ على المياه، وإعادة تدوير النفايات، وترشيد استهلاك الطاقة، ما يمكننا من الحد بدرجة كبيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل عام”. وأضاف: “تردنا الكثير من تساؤلات العملاء حول مثل هذه المبادرات، وهم يقدرون كثيراً هذه الجوانب، بل إن بعضهم يستند إليها كعوامل أساسية عند اتخاذه لقرار الحجز”. وعلى مر السنين، باتت شعبية الفنادق الفاخرة في تراجع أمام الشريحة الجديدة والمتنامية من العملاء العالميين من عشاق التصاميم العصرية والتقنية، الذين ملوا وضجروا من المظاهر والواجهات الفاخرة والمذهبة التي فضّلها جيل آبائهم. ويغلف طابع الأناقة البسيطة منتجع وسبا كاريس بودروم مع ألوان أخف حدة وأكثر لطافة، والكثير من المساحات الخضراء الوارفة، والتشطيبات الراقية والمبتكرة بعناصر الخشب والحجر الطبيعي. ويقع المنتجع في شبه جزيرة منعزلة تعكس روعة الجمال الطبيعي البكر، في عالم ساحر يحلق بك بعيداً عن الملامح العمرانية لوسط المدينة التي تعود أبنيتها إلى حقبة السبعينات. وقد شهدت منطقة بودروم ازدهاراً في قطاع السياحة والسفر، وأضحت تلبي كافة المتطلبات والاحتياجات كوجهة عطلات تركية محلية شعبية، أو جهة عالمية للإقامة الفاخرة.
ويوفر المنتجع مجموعة الأنشطة الموسمية كالتنزه في أحضان الطبيعة البكر، وصناعة الحلوى المحلية باستخدام ثمار اليوسفي المشهورة محلياً، وممارسة الحرف التقليدية المحلية، والإبحار، وصيد السمك. وتابع أنتوناتوس قائلاً: “يولي منتجع كاريس بودرم اهتماماً كبيراً بأدق التفاصيل، حيث أننا ندرك تماماً طبيعة التجارب التي يصبو إليها أصحاب الثروات خلال عطلهم، وأعتقد بأن التوجه السائد لارتياد المنتجعات البيئية ذات الطابع البسيط سيواصل صعوده”. من جهةٍ أخرى، أطلقت الأمم المتحدة فعالية السنة الدولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية 2017، وذلك من أجل تسليط الضوء على إمكانات هذا القطاع الحيوي، والنهوض بأهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030م. وتهدف هذه المبادرة إلى مواصلة موجة التغيير التي تطال السياسات، واستراتيجيات الأعمال، والسلوك الاستهلاكي ضمن هذا القطاع، ودفعها نحو ممارسات أكثر استدامة، بما يتماشى مع أهداف خطة التنمية المستدامة، التي تسعى إلى ضمان “تمتع جميع البشر بحياة مزدهرة ومرضية، إلى جانب تحقيق التقدم على الصعيدين الاجتماعي والتقني بانسجام تام مع الطبيعة”. من جهته قال طالب رفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية: “إنها فرصة فريدة ومتميزة لبناء قطاع سياحي أكثر مسؤوليةً والتزاماً، كي يتمكن من استثمار إمكانياته وقدراته الهائلة لتحقيق الازدهار الاقتصادي، والاندماج الاجتماعي، والسلام، والتفاهم، ونشر الثقافة، والحفاظ على البيئة”. وباعتبار قطاع السياحة يشكل 7% من الصادرات العالمية، فضلاً عن أنه يشغل واحداً من كل 11 وظيفة، و10% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، ينبغي إدارته بشكل أمثل من أجل تشجيع النمو الاقتصادي الشامل، والنهضة الاجتماعية، وحماية الأصول الثقافية والطبيعية.