أعلى

 

فهد الفهيد- أثينا: في تجربتي الأولى لزيارة اليونان، وابتداءً من عاصمتها (أثينا)، ارتسمت في مخيلتي عشرات الصور عن أزمتها الاقتصادية، وتخيّلت ذلك الانهيار الاقتصادي على مبانيها وزوايا المدينة، لأتفاجأ بعكس ما تخيلت، مدينة ساحرة، وتُرهق "عينيك" المتطفلة على وجوه ساكنيها، لتجد بشاشة أهلها، والكرم العربي المتأصل في جذورهم، وهي تُعتبر أقرب دول أوروبا لعالمنا العربي. السياحة والثروة السمكية وبعض من الثروة الزراعية مثل الزيتون تُعتبر أهم موارد اليونان، ولذلك فإن الدول الأوروبية أخذت تدعم الاقتصاد اليوناني عبر المشاريع المختلفة؛ سواءً ببناء المطارات أو الكليات والمعاهد المعرفية، ناهيك عن الدعم الهائل الذي تلاقيه اليونان خلال الألعاب الأولمبية هذا العام من العالم الأوروبي على مستوى الإنشاءات أو على مستوى التنظيم. الجميل اهتمام دول الخليج باليونان من خلال الرحلات المباشرة للعاصمة أثينا، ففي تجربتنا وبدعوة من طيران الخليج انطلقت رحلتنا من الرياض إلى المنامة في أقل من ساعة وصلنا للمطار، لننتقل إلى طائرة تقلنا إلى أثينا في فترة انتظار لم تتجاوز الساعة، ونصل بعدها إلى مطار العاصمة القريب من المدينة "مطار أثينا الدولي"، لنتوجه بعدها إلى ساحة وسط المدينة، ونستقر في فندق من أجمل فنادق ساحة وسط المدينة فندق (إلكترا متروبوليس).

 

تقع اليونان جنوب شرق القارة الأوروبية على حدود شبه جزيرة البلقان، وتضم عدداً كبيراً من الجزر يقدر بنحو 2000 جزيرة، منها ما هو زاخر بالسكان وعددها 227 جزيرة؛ أشهرها جزيرة هيدرا، وهي الأفضل لعشاق الفن، ففيها يجد عشاق الفن جنّتهم في هيدرا؛ حيث أماكن وصالات العرض المعاصرة والمشهورة، فضلاً عن وجود الفنانين والرسامين داخل شوارع الجزيرة، وكما تعدّ جزيرة باروس الأفضل لركوب الأمواج؛ حيث الشواطئ الملهمة لركوب الأمواج والاستمتاع بالطقس اللطيف خلال فصل الصيف. وتعد جزيرة سانتوريني الأجمل لقضاء العطلات الرومانسية؛ وهي الأنسب كوجهة للعشاق، وكانت في الثمانينيات وجهة شهر العسل لكثير من الأزواج في منطقة الخليج بالذات، حيث الفنادق الفاخرة والإطلالات الخلابة على محيط الجزيرة الهادئ، ومن سانتوريني إلى ميلوس حيث الشواطئ ذات الرمال السوداء التي تتميز بالتكوينات الصخرية الغربية والكهوف، وجزيرة كريت فهي وبلا شك الأفضل لعشاق الطعام، حيث المطاعم الرائعة والفريدة على شواطئ البحر.

 

ومن جمال الجزر، تنتقل إلى زيارة خاصة إلى أثينا العاصمة السياسية والاقتصادية والسياحية، وهي أكبر المدن اليونانية، ولهذه الجمهورية تاريخ عريق وحضارة كبيرة، حيث يبلغ تاريخ المدينة نحو 5000 سنة. تشهد "أثينا" مناخاً متوسطياً شبه استوائي، تتساقط معظم الأمطار خلال الفترة من أكتوبر إلى أبريل، مع بعض الأمطار الخفيفة في فصل الصيف. وتعدّ السياحة في أثينا سياحة متنوعة؛ حيث تجمع بين الأماكن الطبيعية الساحرة والمعالم الاثرية الخالدة والفن والثقافة والفلسفة، كما تُعتبر من أفضل الوجهات السياحية في البلاد؛ إذ لا يمكنك التعرف على تاريخ اليونان وثقافتها وجمالها ما لم تزر عاصمتها أثينا. ومن أشهر المعالم السياحية في أثينا الأكروبوليس؛ حيث يعتبر الأكروبوليس أشهر معلم من معالم السياحة في أثينا واليونان بشكل عام، يرتفع الأكروبوليس في وسط أثينا نحو 152 متراً عن سطح البحر، وهو عبارة عن جبل صخري أقيم على قمته مجموعة من المعابد للآلهة اليونانية القديمة، ومعبد زيوس الأولمبي؛ حيث يُعتبر هذا المعبد الأثري أكبر معبد.. ويضم تمثالاً لـ"زيوس" مصنوعاً من الذهب والعاج والأعمدة الرخامية، كما أن متحف الأكروبوليس الجديد والذي أنشئ عام 2007 يُعتبر من أبرز معالم السياحة في أثينا؛ وتعرض فيه أهم الآثار والمنحوتات للمنطقة والحضارة اليونانية القديمة.

 

أما عن المتحف الأثري الوطني؛ فإنه يضم آلاف القطع الأثرية المكتشفة في مواقع مختلفة من اليونان، وتشتمل المعروضات في المتحف على المقابر الملكية والتماثيل والمجوهرات والقطع الفخارية وغيرها الكثير. ولا ننسى الحدائق الوطنية في أثينا؛ فهي من أجمل وجهات السياحة فيها؛ فهي تمتد على مساحة 15.5 هكتاراً من المساحات الخضراء التي تقع خلف مبنى البرلمان اليوناني، تضم هذه الحدائق العديد من النُصب والآثار القديمة كاللوحات الفسيفسائية والأعمدة، كما تحتوي على أكثر من 500 نوع مختلف من النباتات الفريدة ومجموعة من الحيوانات. الجدير بالذكر أن "طيران الخليج" تسيّر أربع رحلات أسبوعية حالياً بين مطار البحرين الدولي ومطار أثينا الدولي، وتؤمّن الجدولة الجديدة للرحلات مرونة أكبر للمسافرين عبر اختيارهم للأوقات التي تناسبهم من خلال ربطٍ أفضل من دول الخليج العربي وشبه القارة الهندية والشرق الأقصى.


صحيفة سبق الإلكترونية - الرياض