ماذا تعرفوا عن جمهورية قبرص التركية
قبرص الشمالية (Kuzey Kıbrıs) هي جمهورية شمال قبرص التركية واسمها بالتركية Kuzey Kıbrıs Türk Cumhuriyeti, بلد يعج بالجمال من كل مكان يتمتع بالهدوء بنسيماته العليلة برائحة اخضرار الجبال المعشوشبة بالرقي والرفعة فأينما تول وجهك ترَ الحسن والحسان بغير تصنع ولا تجد معنى لصفة ''قبيحة'' في قاموس تلك البلاد , أجمعت تلك الاساطير على انها حورية في جزيرة صخرية نائية بالقرب من تركيا واذا اقترب البحارة بسفنهم من هذه الجزيرة تبدأ بالغناء والعزف على القيثارة فتلهيهم عن طريقهم وتجعلهم يتبعون صوتها الجميل ويصطدمون بالصخور ثم يغرقون وهذا ما يحدث لأي زائر لهذه الجزيرة يصطدم بجمالها ويغرق في بحر الافتتان بها , جزيرة قبرص هي ثالث اكبر جزيرة في البحر المتوسط من حيث المساحة بعد صقلية وساردينيا وليس هناك شك في انها اكثر الجزر شهرة سواء بالنسبة لثراء الطبيعة فيها ام جمالها الذي لا مثيل له , اغلب تاريخها يعود الى الدولة العثمانية التي حولت الكثير من الكنائس والاديرة التاريخية الى مساجد التي اصبحت بدورها تاريخية أيضا. ويستطيع أن تشتم رائحة التاريخ في كل بقعة من بقاع قبرص التركية، بل تشهده في ملامح أهلها الطيبين المسالمين الذين مزجوا بين القديم والحديث، والأصيل والمعاصر. الجدير بالذكر بان الأتراك والسوريون هما الجنسيتان الغالبتان هناك، ومع أهل البلاد من القبارصة اليونانيين.
العملة:
تستخدم جمهورية قبرص الشمالية الليرة التركية الجديدة، وهو ما يجعلها مرتبطة بصميم الاقتصاد التركي، كما يتم تداول اليورو على نطاق واسع خاصة بعد انضمام جمهورية قبرص اليونانية إلى السوق الأوروبية وإطلاق حرية التنقل بين قطاعي البلاد . وعلى الرغم من القيود المفروضة على قبرص الشمالية بسبب عدم الاعتراف الدولي بها، فإن إجمالي الناتج المحلي ارتفع 6 .10% . وعزز هذا النمو الاستقرار النسبي لليرة التركية وازدهار التعليم وقطاع البناء . وبلغ إجمالي الناتج المحلي 14047 مليار دولار في السنوات الأخيرة .
شمال قبرص:
في شمال قبرص مدينة ساحلية صغيرة تسمى «كارينيا» «Girne» ، بها مساجد صغيرة عدة، منها مسجد أغا جعفر باشا (Aga Cafer Pasa (1589 القائم قريبًا من المرفأ الساحر، تصعد إلى ساحته عبر سلم قليل الدرجات، وتدخله لترى المسابح معلقة بمسامير على الواجهة، أما المؤذن ومقيم الصلاة فيقف داخل إطار خشبي منخفض، لا يرتفع عن الأرض سوى نصف متر تقريبًا، ويظل في مكانه يصلي خلف المصلين وبجانبه آخر.
التعليم:
يتكون النظام التعليمي في قبرص الشمالية من التعليم الابتدائي والثانوي والتعليم العالي، ويعد التعليم الابتدائي إجباري، ويدرس في قبرص الشمالية أكثر من 55 ألف طالب ينتمي معظمهم إلى 90 بلداً في تسع جامعات في قبرص الشمالية : جامعات الشرق الأدنى وجيرين الأمريكية والشرق الأوسط للتقنية وليفكي الأوروبية وقبرص الدولية وشرق البحر المتوسط واسطنبول التقنية وكارباسيا المتوسطية وكيرينيا.
كيرينيا -نيقوسيا الملاذ السياحي:
تشكل السياحة في جمهورية قبرص التركية الشمالية، وعاصمتها نيقوسيا الشمالية، عصب الحياة هناك . وهي من القطاعات الكبرى الطاغية على النشاط الاقتصادي، وتصنف مدينة كيرينيا القبرصية الشمالية على أنها واحدة من المنتجعات السياحية المتميزة التي تشكل عصب الحياة السياحية في الجزيرة . وتمتد حدود قبرص الشمالية من رأس شبه جزيرة كارباس في الشمال الشرقي واتجاهاً نحو الغرب إلى خليج مورفو ورأس كورماكيتس وإلى الجنوب حتى قرية لوروجينا . وتفصل بين جمهوريتي قبرص الشمالية والجنوبية منطقة عازلة تسيطر عليها الأمم المتحدة وتقسم مدينة نيقوسيا . المعروف أن قبرص التركية بقيت معزولة أو مقفلة لفترة طويلة ولكن ما أن بدأت الأبواب المغلقة تنهار ويطل شعاع الشمس من خلالها حتى أثبتت قبرص الشمالية للعالم أنها المكان المثالي لقضاء العطلات، وهي حالياً تتباهى ليس بتاريخها العريق الذي يمتد إلى العام 2500 قبل الميلاد بل بأنها أصبحت سوقاً عظيمة ومنتعشة حيث يعود الفضل في ذلك إلى اكتشاف مناجم ضخمة للنحاس . وقبل 4500 سنة كان النحاس على ما يبدو استخدم بكثافة حتى كاد ينفد ولكن عروقه بقيت غنية وتدر عائدات جيدة على قبرص الشمالية .
شواطئ رملية
تتميز قبرص الشمالية بشواطئها الرملية البيضاء العذراء التي لم يشبها درن أو يخالطها أي تلوث، وهي شواطئ تمتد لأميال ولكن المدهش أنها بقيت دون استغلال فلم يكن يتردد عليها أحد للاستمتاع بالسباحة فيها أو بسحر المشهد . ولكن جاءها اليوم السياح يتزاحمون عليها . ومن الشاطئ يمكن الركوب على رأس كارباس وهو من رحلات العمر التي لا تنسى . ويمكن التوقف على طريق السفر إلى كارباس عند مطعم حسن كوركماز . وهو موقع يحتوي على مطعم حيث بإمكانك تناول وجبات السمك الطازجة والبقاء بالجوار حيث يمتلك المطعم أكشاكاً نظيفة ومؤثثة تأثيثاً جيداً. من المدن الساحلية الجيدة التي يعشق السواح التردد عليها في قبرص الشمالية، وهي عبارة عن بلدة صغيرة على البحر المتوسط لا يتجاوز سكانها ال 8 الآف نسمة، ولكن على صغر حجمها فهي تمتلك الكثير الذي يمكن أن تقدمه للسياح . وتعد منطقة الميناء التي تطل منها قلعة صليبية من القرن ال ،12 تتميز بتلك السمات الجمالية التي تشبه البندقية والتي لا مثيل لها في الجزيرة. كما تتراءى لك هنا المطاعم جنبا إلى جنب، وهو مشهد يثير الدهشة .وإذا أراد السائح الاستمتاع بمعالم قبرص الشمالية فما عليه سوى زيارة كارباس ودير بيلابيس وقلعة القديس سانت هيلاريون وقعلة الثلج الأبيض على نمط قلاع والت ديزني وقصر فوني، وهي القلعة الفارسية الوحيد في كل منطقة البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن شمالي نيقوسيا وفماغوستا. وتتسم الجزيرة بتضاريسها وطبيعتها المتوسطية التي لا تختلف عن معظم بلدان شرق البحر الأبيض المتوسط من فلسطين ولبنان وحتى سوريا وتركيا . وتشتهر بجبالها التي تكسوها أشجار الصنوبر وبشواطئها الخلابة ووديانها التي تمتد فيها الحياة البرية سواء كانت الحيوانية أو النباتية. والجدير أن الاقتصاد في شمالي قبرص يطغى عليه قطاع الخدمات إذ يحتل 69% من إجمالي الناتج المحلي ويتضمن ذلك القطاع العام والتجارة والسياحة والتعليم . كما يلعب قطاع التعليم دورا مهما في الاقتصاد، وأسهمت الصناعة ب 22% من إجمالي الناتج المحلي بينما أسهمت الزراعة ب 9% . ويتأثر التطوير الاقتصادي فعليا بالمشكلات القائمة بين الشمال والجنوب في قبرص .
الملاحة البحرية:
الجدير أن جمهورية قبرص أعلنت إغلاق الملاحة البحرية في مينائي فاماغوستا وكيرينيا أمام جميع السفن منذ العام 1974 .ولكن بموجب اتفاقية مبرمة ما بين قبرص الشمالية وسوريا فإن سوريا تقوم بتسيير السفينة (سوريا) سياحية بين مينائي فاماغوستا واللاذقية . ولكن منذ افتتاح الخط الأخضر يسمح للقبارصة الأتراك بالتجارة من خلال الموانئ القبرصية اليونانية .
المناخ:
الطقس في قبرص الشمالية بارداً ومطيراً خاصة خلال الفترة ما بين شهري ديسمبر/كانون أول وفبراير/شباط حيث تتساقط خلال هذه الفترة نحو 60% من الأمطار . وتؤدي غزارة الأمطار إلى فيضان الأنهر التي تكون قد جفت خلال العام . ويمكن أن تهطل الثلوج على سلسلة جبال كيرينيا، لكنها نادرة في أماكن أخرى على الرغم من الانخفاض الشديد للحرارة ليلا. يعد فصل الربيع قصيرا ويكون فيه الطقس غير مستقر وتهب عواصف شديدة من حين لآخر أو رياح غربية . أما الصيف فإنه يتسم بالحرارة الشديدة والجفاف وتتعرض أجزاء من قبرص لريح شمالية غربية يطلق عليها بويراز أو رياح السيريكو وهي رياح مصدرها إفريقيا . إلا أن الأحوال الجوية تخضع في الجزيرة لعوامل جغرافية . ففي سهل ميسوريا تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 40 أو 45 درجة مئوية وترتفع نسب الرطوبة ودرجة حرارة المياه ويجتمع العنصران معا ليشكلا المناخ الساحلي المستقر الذي لا يواجه التقلبات الجوية التي تتميز بها مناطق الداخل.