أعلى

 

باريس هي عاصمة فرنسا وأكثر المدن الفرنسية اكتظاظا بالسكان. تقع باريس على نهر السين، شمال البلاد، في قلب منطقة إل دي فرانس. بتقسيمات الادارية المحدودة (20 نقطة)، وصل عدد سكانها في 2009م إلى 2.234.105 نسمة بينما تعتبر منطقتها الكبرى واحدة من أكبر المراكز السكانية في أوربا بأكثر من 12 مليون نسمة. باريس من المدن الهامة منذ أكثر من ألفيتين، في أواخر القرن الثاني عشر أصبحت باريس مدينة الكاتدرائية المسورة التي كانت من أولى مراكز التعليم والفنون في أوربا وأكبر مدن العالم الغربي حتى بداية القرن الثامن عشر. كانت باريس نقطة مركزية للكثير من الأحداث السياسية الهامة على مدار تاريخها، ومنها الثورة الفرنسية. اليوم هي واحدة من المراكز التجارية والثقافية الرائدة في العالم، وتأثيراتها في السياسة، التعليم، الترفيه، الإعلام، العلوم، الموضة والفنون ساهمت جميعها في جعلها واحدة من المدن الرئيسية في العالم. المدينة هي واحدة من أكبر المدن في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، 607 بليون يورو (845 بليون دولار) في 2011، ونتيجة لتمركز المؤسسات القومية والسياسية الدولية، الثقافية والعلمية بها، تعتبر واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في العالم. في باريس المقرات الرئيسية ل30 من شركات فورتشن گلوبال 500[6] والموجودة في مختلف الضواحي التجارية، وأشهرها لادفنس، أكبر ضاحية تجارية في أوربا.


وباريس هي واحدة من أكثر مدن العالم جمالاً، إذ تتخللها الحدائق والمتنزهات والميادين التاريخية. ويتعرج نهر السِّين وهو يشق مجراه وسط المدينة، بينما تحدد أشجار الكستناء جوانب شوارعها المشهورة. أما في الليل فتضفي الأضواء بريقـًا على قصور باريس وآثارها المشهورة. وقد أدى جمال باريس وأهميتها بوصفها مركزًا للمعارف وإنجازات الفكر إلى تسميتها بمدينة النور، وهو الاسم الذي بدأ إطلاقه عليها خلال عصر التنوير منذ القرن السابع عشر إلى السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر الميلاديين في بلاد الغرب. يزور باريس في كل عام أكثر من مليوني سائح، ويعتبر برج إيفِلْ أكثر الآثار شعبية وجذبـًا للسياح. والواقع أن هذا البناء الضخم يعد في جميع أنحاء العالم رمزًا لباريس. وينجذب السياح أيضـًا نحو اللوفر وهو واحد من أكبر المتاحف الفنية في العالم. أما جامعة باريس، فتُعد واحدة من أكبر جامعات العالم، فعمرها أكثر من 800 عام. وتعتبر منطقة باريس أيضاً مركزاً صناعياً كبيراً حيث يعيش ربع القوى العاملة لفرنسا في تلك المنطقة المزدحمة. وتنتج المصانع الموجودة داخل باريس وبالقرب منها مجموعة متنوعة من المنتجات من بينها معظم السيارات الفرنسية. وتشتهر المدينة بمنتجات الرفاهية كالحلي الغالية والعطور وأحدث الموديلات والملابس النسائية. ويقدِّم مشاهير مصممي الأزياء النسائية الموضات الباريسية، التي تقوم دول أخرى كثيرة بنقلها وتقليدها. ويزور السياح أيضاً بعض المناطق الأثرية. والمدينة مشهورة بمطاعمها ومقاهي الشارع والمسارح والنوادي الليلية.


لقد تأكدت مكانة باريس منذ زمن طويل كمركز للفنون والمعرفة، فهي تطور مذاهب مهمة في الرسم والأدب منذ مئات السنين، ويعيش ما يقرب من ثلثي فناني فرنسا وكتابها في باريس. يرجع تاريخ باريس إلى أكثر من 2.000 سنة، ففي عام 52 ق.م. وجد جنود روما القديمة في المنطقة قبيلة تعيش على صيد الأسماك، وقد أقام الرومان مستعمرة في المنطقة. وفيما يسمى في أوروبا بالعصور الوسطى اتسعت باريس بسرعة وأصبحت مركزًا رئيسيًا للثقافة والحكم. في عام 1792م أثناء الثورة الفرنسية أصبحت فرنسا من بين أولى الدول التي عزلت ملكها وأقامت الجمهورية. وأثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ساهم سائقو سيارات الأجرة الباريسية في كسب معركة مارن الأولى عن طريق قيامهم بنقل القوات المحاربة بسرعة إلى الجبهة. أما أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945) فقد احتلت القوات الألمانية باريس. منذ ألفي عام مضت، قال القائد الروماني يوليوس قيصر عن أهل باريس إنهم ماهرون مبدعون ويميلون إلى الشجار فيما بينهم؛ ومازال الوصف صادقـًا عن الباريسيين حتى اليوم، فهم مشهورون بفنونهم الإبداعية وحرفهم، وتؤدِّي بهم مشاعرهم السياسية القوية إلى الشجار المرير. وتؤكد نواحي التشابه بين أهل باريس صحة مثل فرنسي يقول: “كلما تغيرت الأشياء ظل أهل باريس على حالهم”. اليوم تمر مدينة باريس بتغييرات جذرية، إذ يتم بناء مجمعات حديثة للإسكان ومكاتب الأعمال جنبـًا إلى جنب مع المنشآت الثقافية والترفيهية. وفي نفس الوقت يتم ترميم مبانيها وآثارها القديمة الرائعة. إن باريس تحافظ على شبابها بينما تحفظ كنوز ماضيها.

 

أهم ثلاث مقاصد سياحية في مدينة باريس:

  • برج إيفل: ارتبط هذا البرج ارتباطاً وثيقاً بهذه المدينة تم بناؤه سنة 1889م ويعد من المعالم السياحية المهمة و الجذابة لمختلف السياح حيث يبلغ ارتفاع هذا البرج المصنوع من الحديد 324م وقد تمت زيادة ارتفاع هذا البرج حتى وصل إلى 327م سنة 2011م و ترجع تسمية هذا البرج إلى الشخص الذي قام ببنائه وهو غوستاف ايفل و يتكون البرج من 18038 قطعة حديد و العديد من المسامير يبلغ عددها 2.5 مليون كما يبلغ وزن البرج حوالي 10100 طن كما أنه يرتكز على أربعة أعمدة بأبعاد 125×125 و مساحة قدرها 15625م2 و يتكون البرج من ثلاثة طوابق تطل جميعاً على مساحات واسعة من مدينة باريس فائقة الجمال.
  • جامعة باريس: من أقدم الجامعات و أشهرها تأسست في عام 1150م و استمر بناؤها إلى عام 1170م و جعلت من باريس مكانا ثقافيا و تعليميا مهما للعالم حيث إنه كان هناك تعاون واضح بين المعلمين و الطلاب و استمر تطورها إلى أن أصبحت من أهم الجامعات المسيحية في العالم و كانت تضم أهم أربعة تخصصات آنذاك ضمت كلا من الحقوق و اللاهوت و الطب و الآداب و بعد مدة من الزمن تحولت إلى جامعة فرنسا على يد نابليون بونابارت و ضمت تخصصي العلوم و الصيدلة.
  • متحف اللوفر: يعود إنشاؤه إلى القرن الثاني عشر حيث خطط الملك لويس السادس عشر لفتح متحف داخل القصر الملكي ليضم العديد من اللوحات التي يستقبلها من مختلف المدارس الهولندية و الإسبانية حيث افتتح المتحف عام 1793م و احتوي على عدد من المعارض الواسعة و على عدد كبير من اللوحات و لكن من أشهر اللوحات داخل المتحف لوحة الموناليزا و هي اللوحة الأشهر في المتحف و على المستوى العالمي و تعد شهور أبريل و يونيو و سبتمبر و نوفمبر من أجمل الأوقات و أنسبها لزيارة المتحف.