كوبا الجميلة تستقطب 3 مليون سائح سنوياً
السياحة في كوبا هي الصناعة التي تستقطب 3 مليون سائح سنويا، وتعد أحد أهم المصادر الرئيسية للدخل بالنسبة للجزيرة، وبمناخ ملائم والشواطئ والهندسة المعمارية الاستعمارية والتاريخ الثقافي المتميز فإن كوبا تعتبر جهة جاذبة للسياح لفترة طويلة، فقد كانت اخر وأقدم وأقرب مستعمرة لإسبانيا حتى عام 1898، في الجزء الأول من القرن العشرين استفادت كوبا من الاستثمارات الكبيرة وانشاء الصناعات والهجرة، كما ساعد قربها وعلاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية اقتصاد أسواق كوبا ليزدهر سريعا لحد ما، كما تدهورت العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة الامريكية سريعا بعد الثورة الكوبية وما نتج عنها من مصادرة الأعمال وتجنيسها، فأصبحت الجزيرة مقطوعة عن سوقها التقليدي بسبب الحصار وفرض حظر على المسافرين الأمريكيين بزيارة كوبا، انخفضت صناعة السياحة لتسجيل مستويات منخفضة في غضون سنتين من انضمام كاسترو إلى السلطة. وبحلول منتصف الستينيات من القرن الماضي حظرت الحكومة الشيوعية جميع الممتلكات الخاصة وأزالتها وحرمت حيازة العملات الأجنبية وقضت على صناعة السياحة بأكملها. وتعدّ كوبا أكبر جزيرة في منطقة البحر الكاريبي، تزينّها الساحات المرصوفة بالحصى في "هافانا القديمة"، حيث لا تزال السيارات القديمة تجوب شوارعها. تنعم هذه الجزيرة الشاسعة بأكثر من 3000 كيلومتر من السواحل، المحوطة بالشواطئ الرائعة والشعاب المرجانية في المياه الفيروزية. وتُعرف بمناخها الاستوائي، ولو أنّ الرياح الآتية من الشمال الشرقي تجعله أكثراً اعتدالاً على مدار السنة. في هذا الإطار، يمتدّ الموسم الأكثر جفافاً من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى أبريل/ نيسان، ويزداد هطول الأمطار بين مايو/ أيار وأكتوبر/ تشرين الأول. ويبلغ متوسّط درجات الحرارة 21 درجة مئوية في يناير/ كانون الثاني و27 درجة مئوية في تموز /يوليو.
ومن أبرز المعالم السياحية في كوبا:
-
هافانا القديمة: يسمح التنقل في شوارع هذه المدينة القديمة المرصوفة بالحصى، حيث تتمركز المباني الكلاسيكية، بالتعرّف إلى نمط الحياة كما كان قبل 200 سنة. في هذا الإطار، تشمل مناطق الجذب الرئيسة: "بلازا دي لا كاتيدرال" وصرح "سان كريستوبال" الديني وقلعة القوات الملكية، فضلاً عن مطعم "بوديغيتا ديل ميديو".
-
ترينيداد: تعود معظم المباني في هذه المدينة إلى الفترة الممتدة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر. علماً بأن ترينيداد" تحوّلت اليوم إلى إحدى المدن السياحيّة الأكثر شعبيّةً في كوبا، وغالباً ما تكتظّ شوارعها بالسائحين الذين يجولون في ساحاتها المرصوفة بالحصى. ومن أبرز معالم هذه المدينة: الساحة المركزية للمدينة "بلازا مايور" ومتحف العمارة العائدة إلى عهد الاستعمار ومعرض الفن "كاسا دي ألديمان أورتيز" و"بالاسيو برونيه". والأخير هو عبارة عن منزل ضخمٍ كان بُني سنة 1812 ولا يزال يضمّ مجموعة من اللوحات الجدارية الأصلية، كما تتلألأ أرضيات الرخام في دواخله.
-
حديقة فيناليس الوطنية: تقع في "سييرا دي لوس أورغانوس" شمالي "بينار ديل ريو"، وتشتهر بقمم تلالها المشكّلة من الحجر الجيري الحاد ومناطقها الزراعيّة التي يُزرع فيها التبغ والفاكهة والخضراوات. وهي تقدّم للسائحين فرصة المشي في الهواء الطلق وركوب الخيل والعديد من النشاطات الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أن الشركات السياحية تقدم رحلات يومية من مدينة "هافانا" إلى الحديقة.
-
فاراديرو: تمتدّ على طول شبه جزيرة "دي هيكاكوس" أشجار النخيل والشواطئ ذات الرمال البيضاء، وهناك يتواجد كهفان، هما: "كويفا دي أمبروسيو" و"كويفا دي موزولمان"، بالإضافة إلى محمية طبيعيّة. وثمة حديقة في شبه الجزيرة تضمّ مطعماً وحمّام سباحة وبحيرةً صغيرةً. وفي شمال شرق "فاراديرو"، يمكن ممارسة الغوص حيث سيجد المستكشفون تحت الماء حطام السفن والأسماك الملوّنة، كما الصيد ولعب الغولف والقفز بالمظلات، مع تنظيم رحلات يومية إلى مناطق الجذب الثقافية.
السياحة الكوبية بالأرقام:
في يومنا هذا المسافرون من جميع انحاء العالم يزورون كوبا لتصل إلى المقام الأول عن طريق الطيران العارض إلى واحدة من سبعة مطارات رئيسية في كوبا، وحتى الان أكبر عدد يأتي من كندا حيث أن الوافدون تزايدوا بنسبة 10% تقريبا سنويا منذ عام 2007، الأوروبيين يأتون بعدهم مباشرة يفدون بشكل أساسي من بريطانيا العظمى واسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، وذكرت وكالة حكومية رسمية أنه من غير المعروف بالضبط كم عدد الأمريكيين المسافرين لكوبا للسياحة منتهكين لسياسية الولايات المتحدة الأمريكية التجارية، ووفقا لبعض الاحصائيات حوالي 20.000 إلى 30.000 من الأمريكيين يسافرون بطريقة غير مشروعة إلى كوبا كل عام في حين أن الحكومة الكوبية ترفع ذلك المعدل لحوالي أكثر من 60.000، يصلون الأمريكيين عادة إلى كوبا عبر رحلات جوية إلى كندا أو المكسيك، كما يجب على جميع الزوار دفع 25 دولار ضريبة خروج في المطار قبل المغادرة.
السياح والفنادق الكوبية:
بين عامي 1992 و2008 من اجل الحصول على العملة الصعبة التي اشتدت الحاجة اليها، فتحت بعض الفنادق والمنتجعات للسياح الأجانب مما أدى إلى اتهامات "الفصل العنصري للسياحة" وقد عكست الحكومة الكوبية تلك السياحة في عام 2008م. وكانت سياسات كوبا السياحية في بداية التسعينيات والتي كانت تنطلق من ضرورة الحكومة الملحة للحصول على العملة الصعبة له تأثير كبير على المساواة الأساسية التي تعتنقها الثورة الكوبية، وظهر سريعا اقتصادين متوازيين مقسوم بحسب إمكانية الحصول على الدولار الأمريكي المصدق حديثا، من تمكنوا من الوصول إلى الدولارات عن طريق الاتصال مع صناعة السياحة المربحة وجدوا أنفسهم ذوي ميزة مالية واضحة فجأة لعمال المجالات المهنية والصناعية والزراعية. ولضمان عزل السياحة الدولية عن المجتمع الكوبي، كان ينبغي تشجيع السياحة في منتجعات الجيب حيث يتم –بقدر الإمكان - فصل السياح عن المجتمع الكوبي وذلك لم يغب عن المواطن الكوبي وسرعان ما أشير إلى سياسة الحكومة السياحية ب "سياحة الجيب" و"الفصل العنصري للسياحة". وفي عام 1992 دخلت كوبا لفترة من التقشف الاقتصادي الحاد فدافع فيدل كاسترو عن السياسات التي وضعت حديثا في كلمة القاها أمام الجمعية الوطنية الكوبية، ووصف التحركات باعتبارها ضرورة اقتصادية يجب الحفاظ عليها مادامت البلاد بحاجة للعملة الأجنبية، ووفقا لكاسترو أن الحكومة "تدرس الصيغ" التي من شأنها أن تسمح للكوبين باستخدام بعض المنشآت السياحية كمكافأة على العمل الجبار ولكنه اعتقد أن اسداء وسائل الراحة للكوبين على حساب دفع السياح الأجانب سيؤدي في نهاية المطاف لنتائج عكسية بالنسبة لتحرك الاقتصاد. وحتى عام 1997 كان الاتصال بين السياح والكوبين محظورا واعتبرت الشرطة الكوبين ذوي علاقة بالسياح كلصوص محتملين، وساعدت شكاوى المجموعات العالمية لحقوق الانسان والزيارة المرتقبة للبابا في لفت النظر لذلك، على الرغم ان مثل هذا الاتصال يثير الامتعاض الا ان الشرطة تطالب غالبا بهويات الكوبين ذوي الاتصال بالسياح ولا تطلب عادة هوية السائح الا ان كان داكن البشرة لاشتباهه بالكوبين، وعلى الرغم من القيود الا ان الكوبين المتوسطين يسترزقون من صناعة السياحة والكثير يرى ببساطه ان السياسة لا مفر منها. وقد انهت حكومة راؤول كاسترو سياسة تقييد الفنادق وخدمات معينة للسياح في مارس 2008 وكذلك السماح رسميا للكوبين بالبقاء في أي فندق، كما فتح التغيير مناطق كانت محظورة سابقا مثل كايو كوكو الا ان الإمكانيات كانت محدودة من الناحية العملية حيث ان الغالبية العظمى من الكوبين لا يستطيعون الوصول للعملة الصعبة اللازمة للبقاء في تلك الفنادق.