أعلى

 

الرحلة إلى النرويج استثنائية كما طبيعة هذا البلد الفريدة من نوعها والخاصة بكل معنى الكلمة، ففي بضعة أيام يمكنك أن تعيش تجربة حالمة تجمع بين الترفيه والثقافة والمغامرة معا، وإذا أجدت استغلال الوقت وعرفت الى أي الأماكن تذهب فستغادر البلد وفي ذاكرتك شريطا لزيارة لن يقوى عليها النسيان. لقد وهب الله النرويج طبيعة أخاذة وجعل البحر يمتد كأذرع طبيعية داخل أراضيها تسمى «الفيوردات» وهي متاحة للتنقل والاستمتاع فيها على مدار السنة، ويبلغ طول بعضها 200 كلم وعمقها أكثر من ١٠٠٠ متر وتمتد بين صخور جبلية شاهقة يشكل تأملها بحد ذاته رياضة تأملية. يضاف إلى هذا المشهد الذي يمكن أن تعيش لحظاته عبر المراكب والقطارات أو سيرا على الأقدام نحو القمم لمشاهدته من الأعلى شمس تشرق بطريقة مختلفة، ملقية أشعتها الطبيعية على الأمكنة، محولة إياها إلى متحف تشعر بأن كل صورة تلتقطها فيه أشبه بلوحة أبدعتها ريشة رسام.

 

وبحسب المؤشرات الدولية، يتصدر شعب النرويج عادة قوائم الشعوب الأكثر سعادة والأفضل تنمية حول العالم، وهم يحافظون بشكل رائع على طبيعتهم ونظافتها، ويلفت نظرك انتشار السيارات الكهربائية او الهجينة في الشوارع بعدما اعتمدت البلاد سياسات تحفيزية دفعت بعشرات آلاف السائقين إلى اعتمادها، لذا يمكنك أن تستنشق الهواء النقي حتى في قلب العاصمة أوسلو. بهدف إلقاء الضوء على جمال النرويج، نظمت الخطوط الجوية التركية رحلة ضمت ممثلي نخبة من الشركات والمكاتب السياحية في الكويت إلى بلاد «الفايكينغ» شملت العاصمة أوسلو ومناطق ستافنغر وبيرغن وغودفانغن وفلام. وتتميز الخطوط التركية إلى جانب تفوقها في خدماتها بكونها صاحبة أعلى عدد من وجهات السفر في العالم وبينها العاصمة النرويجية.

 

أوسلو العاصمة الأنيقة

أوسلو عاصمة جميلة، هادئة وغير كثيفة سكانيا، تعد الجولة على معالمها من أساسيات الزيارة ويجب أن تشمل مواقع مهمة مثل دار الأوبرا والباليه وهو مبنى أنيق ومصمم على شكل «جبل جليد» عادة ما يحب الزوار السير حوله وصعوده لأخذ الصور، وقلعة المدينة التي يعود تاريخها الى 1290 ميلادية وسط المدينة، حيث الأسواق التجارية وشارع «كارل هانز غيت» والقصر الملكي والحدائق الملكية وعدد من المباني المهمة والتاريخية ومنها البرلمان والمسرح الوطني و«غراند أوتيل» وعلى الخط البحري أيضا يقع مركز نوبل للسلام، حيث يقام في ديسمبر من كل عام حفل تكريم الفائز بالجائزة المرموقة وكذلك منطقة «اكر بريغ» حيث المباني والمطاعم الفاخرة على البحر. من أهم معالم العاصمة ايضا «فروغنر بارك» حيث المنحوتات الرائعة عن دورة الحياة للفنان غوستاڤ ڤيغلاند. وإلى الشمال صعودا يمكن زيارة ملاعب الرياضات الشتوية التي تتيح للزائرين إجراء تجارب حية في القفز والاستمتاع الى جانب تصوير المشاهد الرائعة للمدينة من جهاتها العليا، وخاصة «هلمون كولن» التي تلقب بـ «بيڤرلي هيلز»- أوسلو. وهواة الثقافة والأدب يمكنهم زيارة شارع ومتحف الكاتب الدرامي والمسرحي التاريخي هنريك ابسن.

 

مدير المبيعات في الخطوط الجوية التركية سيم أونغن أكد لـ «الأنباء» وجود رغبة في لفت انتباه السائح في الشرق الأوسط الى أهمية وتميز النرويج كوجهة سياحية تستحق مكانة رفيعة على خارطة السياحة العالمية، ويمكن الوصول اليها عبر الرحلات اليومية للخطوط التركية التي تتميز بخدمات تجعلها الأفضل. وأكد أونغن خلال عشاء أقامه في مطعم «لوفوتن» على البحر ان النشاط السياحي النرويجي لا يتوقف على مدار أيام السنة، وأنه في كل الأشهر حتى في تلك التي يطول فيها النهار الى الحد الأقصى ويشتد فيها البرد هناك فرصة للاستمتاع بخيارات كثيرة للترفيه والمغامرة، لذا فإن السفن والقطارات ووسائل النقل النرويجية لا تتوقف بل تستمر في العمل يوميا لتلبية احتياجات ملايين الزوار والسياح الذين يتدفقون الى النرويج في مختلف المواسم دون استثناء.

 

ستاڤنغر المدهشة

المحطة الثانية للرحلة كانت في مدينة ستاڤنغر التي انتقل فريق الزيارة إليها جوا من مطار «غاردرموين» في اوسلو خلال رحلة قصيرة مدتها نحو 45 دقيقة. تتمتع ستاڤنغر بوجود «فيورد» يشكل معجزة في الجمال الطبيعي بجباله المرتفعة على شكل عمودي وجزره وكهوفه وصخوره المنحوتة طبيعيا وأبرزها صخرة الـ «pulpit» التي يقصدها الناس لأخذ صور وتحبس الأنفاس وكذلك صخرة الـ «شاراغ - Kjerag» العالقة بين جبلين وصخرة الـ«لسان الترول- Troll Tongue» ويمكن الاستمتاع بالفيورد عبر رحلة بحرية في يخت أو عبّارة فخمة او عبر قارب مطاطي سريع يستقله هواة المغامرات، ويتخلله اقتراب من الكهوف ووقوف تحت الشلالات المنهمرة من الجبال وأشهرها «شلال الويسكي» الذي سمي بهذا الاسم - كما أخبرنا قائد القارب الذي كان يقلنا - نسبة إلى تاجر خمور فار من العدالة يعيش في أحد الكهوف البعيدة وصعبة البلوغ، لكن احد رجال الشرطة تمكن من مطاردته والوصول إليها فقام التاجر بإلقاء كل خموره في الشلال ليسميه الناس بـ «شلال الويسكي». ويحب كثيرون الذهاب في رحلات المشي خلال ساعات لتقودهم إلى أعالي الصخور ومشاهدة «الفيورد» من فوق، حيث يتنافسون في التقاط اروع الصور ويجلسون للتأمل وتنشق أنقى هواء. تشتهر ستاڤنغر ايضا بحيها القديم الواقع على الميناء، حيث ترسو السفن الضخمة حاملة السياح ليجولوا في أرجائه ويزوروا بيوته و«متحف المعلبات». على هامش زيارة «ستاڤنغر» قصدنا فندقين مميزين الأول هو Sola strand Hotel الذي يقع على شاطئ رملي مطل على بحر الشمال حيث تقام أجمل مسابقات ركوب الأمواج في أوروبا، وفندق Hummeren الذي يقع عند مرسى لليخوت ويشتهر بتقديم المأكولات البحرية، موقعا الفندقين المحاطين بأجواء ريفية جعلاهما يشتهران كمحطتين رئيسيتين لزوار مدينة ستاڤنغر.

 

بيرغن مدينة الجبال السبعة

من ستاڤنغر إلى بيرغن ثاني أكبر مدن النرويج والمعروفة بمدينة الجبال السبعة توجهنا عبر رحلة بحرية «كروز» مدتها نحو 5 ساعات في أجواء مشمسة، استمتعنا خلالها على امتداد الفيورد بالطبيعة الغنية المحيطة به بالبلدات المنتشرة على جانبيه. سحر مشهد الوصول بحرا الى بيرغن العريقة لا يوصف، فالمدينة التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة تبدو كلوحة مرسومة خاصة ميناءها ومباني الـ «بريغن بيرغن» المبنية من الخشب المتين والمصنفة على لائحة اليونيسكو ضمن مواقع التراث العالمي والتي بنيت عام 1702 وتخضع أساساتها وهي من الخشب بالكامل أيضا للصيانة كل 50-60 سنة للمحافظة عليها. أروع نشاط في بيرغن هو الصعود بالقطار الى أعلى المدينة، حيث يمكن مشاهدتها من الأعلى والمشي وأخذ الصور التي تحبس الأنفاس. ثم العودة والتجول في المدينة القديمة والأسواق وأخذ استراحة في أحد المقاهي المطلة على الميناء. في بيرغن ايضا حياة ليلية ومطاعم عربية ويفضل الاستعانة فيها بمرشد سياحي للاطلاع على معالمها والاستمتاع بها.

 

نحو «فلام» في أشهر جولة سياحية في النرويج

«Norway in Nutshell» هي أشهر جولة سياحية في النرويج حيث تنطلق بالقطار من بيرغن الى «ڤوس» ومنها بالباص عبر الوديان السحيقة الى «غودڤانغن» حيث المرسى وقوارب الڤايكينغ التي سكنت البلاد قديما ومن هناك حيث المشهد البديع لعناق السماء والفيورد تبدأ بالعبارة الرحلة في فيورد «Naerfjord» المدرج أيضا على لائحة التراث العالمي الى بلدة «فلام». «فلام» بلدة صغيرة فيها مرسى للسفن واليخوت الكبيرة وفندقان منهما «Flamsbrygga» المبني على الطراز التقليدي ليعيش المقيم فيه التجربة النرويجية على أصولها. تعد «فلام» مكانا مثاليا للاستجمام والهدوء وفيها محطة قطار على ضفة المرسى تعيد الزوار في رحلة مدتها 5 ساعات الى أوسلو مرورا بـ «ميردال» وفي الطريق يتوقف القطار ليتيح لركابه فرصة تصوير مواقع طبيعية جميلة أشهرها شلال «كجوسفوسن» العذب. النرويج باختصار، أنشودة جمال يعزفها البحر وتغنيها الجبال ويطرب لها الزائر كواحد من أجمل بلدان العالم.

 

متحف المعلبات - ستاڤنغر

من المحطات المفيدة في مدينة ستاڤنغر زيارة متحف «المعلبات» الذي تعود محتوياته الى الفترة ما بين 1880 و1930 حيث يشرح كما يدل اسمه كيفية إنتاج العلب وكرات السمك والسردين المملح والمدخن التي تشتهر بها النرويج والتي كانت تغذيها وتغذي أوروبا. يتابع الزائر جميع أنواع الأكلات والأفران ومراحل التصنيع. وفي المتحف أيضا صالة تعرض أفلاما تاريخية عن هذه الصناعة وقاعة أخرى لبيع التذكارات.

 

شارك في هذه الرحلة :

  1.  محمد أنس سواش ـ الممثل الاقليمي للمبيعات في الخطوط الجوية التركية.
  2. هاني الحمود - مدير المبيعات والعلاقات العامة في الركن اليماني للسياحة والسفر.
  3. علي تقواني - المدير العام في شركة «الركن اليماني» للسياحة والسفر.
  4. زياد علي ـ مدير إدارة العلاقات العامة وتطوير الأعمال في شركة الوسيط للسياحة والسفر.
  5. أحمد الوزان ـ مدير الرحلات الجماعية في الدول الاسكندنافية (سفريات اليوسف).
  6. رشا شحاتة ـ مشرف حجوزات في «جامبو تراڤل».
  7. سليمان علاء الدين ـ مدير السفر للشركات في «اكسبرس هوليدايز»

 

المصدر: محمد بسام الحسيني / الانباء الكويتية