المانيا الاستشفاء والراحة والاستجمام
تعتبر السياحة العلاجية من الأوليات التي يبحث عنها المسافر بشكل عام والمسافر العربي بشكل خاص، وتقدم عدة دول أوروبية إمكانية العلاج المتقدم والراحة مثل سويسرا، إلا أن ألمانيا استطاعت في السنوات الأخيرة الماضية وضع نفسها على خارطة السياحة العلاجية التي يسعى إليها السائح العربي لأنها عرفت كيف تمزج ما بين تقديم العلاجات الطبية المتقدمة والسياحة لتجعل الإقامة سهلة تمكن المريض من إجراء الفحوصات والعمليات وغيرها من الإجراءات الصحية وبالوقت نفسه يمكن للمريض التمتع مع ذويه المرافقين له بروعة وجمال المدينة التي يسكن فيها.
وتعتبر مدينة هامبورغ من بين أهم المدن الألمانية التي تقدم فرصا جيدة للعلاج بفضل ما تتمتع به من تجهيزات طبية ممتازة في عياداتها ومستشفياتها ولما يتصف به أطباؤها والاختصاصيون فيها من شهرة تتعدى حدودها. وتوفر هذه المستشفيات خدمات خاصة بالمرضى القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي بحيث تلبي احتياجاتهم وتراعي الجوانب الثقافية والدينية الخاصة بهم. ولكن هذه الخدمات لا تقتصر على المرضى الضيوف، بل تمتد لتشمل متطلبات عائلاتهم ومرافقيهم. ويمكن اختبار هذه العناية الشاملة في المستشفى الجامعي هامبورغ - إبندورف (UKE) الذي يربط ما بين البحث العلمي والمعرفة والتعليم من جهة والعلاج الطبي من جهة أخرى، كما يضمن للمرضى الضيوف إقامة مريحة جدا ومتابعة دائمة لكافة شؤونهم.
تأسس مستشفى هامبورغ - إبندورف عام 1889، وتحول عام 1934 إلى مستشفى جامعي. أما في عام 2009 فقد تم افتتاح مبناه الجديد. ويعتبر هذا المستشفى اليوم الأكبر في هامبورغ، إذ يضم 14 مركزا تشتمل على 80 عيادة ومستوصفا ومعهد بحوث ذات تخصصات متعددة. ويضم 1500 سرير. ولديه اليوم أكثر من 8000 موظف، بما في ذلك 2000 طبيب. ويتم كل عام علاج نحو 67 ألف مريض داخلي وكذلك 262 ألف مريض خارجي، و52 ألف حالة طوارئ.
ويوفر المستشفى غرفا بسرير وسريرين فقط، وذلك لضمان أقصى قدر من الخصوصية للمرضى. ويهتم المكتب الدولي الخاص بالمستشفى بجميع الاحتياجات الإدارية والتنظيمية والمالية للمرضى الدوليين وخاصة المرضى العرب القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي. ويتميز أعضاء فريق العمل في هذا المكتب بتعدد اللغات وباستعدادهم الدائم للاهتمام بكافة جوانب إقامة المريض، ابتداء من الاتصال الأول وحتى الحوار الأخير مع كبير الاستشاريين عند نهاية العلاج. كما يلبي جميع احتياجات المرضى وأسرهم، ويعمل على توفير خدمة الترجمة وتأمين وسائل النقل من وإلى المطار وخدمة السائقين والعديد من الخدمات الإدارية الأخرى.
وتعتبر عملية الجمع الوثيق بين البحوث والعلوم والتعليم والعلاجات الطبية بمثابة حجر الأساس الذي يبني عليه مستشفى (UKE) نجاحه، فهي تسهم في تطوير وتحسين طرق التشخيص والإجراءات المتبعة في إدارة الأمراض في مجالات علم الأورام، زراعة الأعضاء، أمراض القلب، أمراض الأجهزة الهضمية في سن الطفولة، جراحة المسالك البولية، وغير ذلك من المجالات المتخصصة. ويتميز هذا المستشفى أيضا بريادته في علاج سرطان البروستاتا.
يعتبر المركز الجامعي للسرطان (UCCH) الذي يرأسه البروفسور المعروف كارستن بوكيمير، جزءا من مستشفى (UKE). كما يمثل منظمة متعددة التخصصات الطبية تجمع أساتذة وأقساما متعددة لعلاج المرضى. ويتعامل المركز مع جميع الأنواع الشائعة من السرطان، مثل سرطان الثدي أو سرطان المعدة فضلا عن أنواع نادرة من السرطان. ويتكون هذا المركز من فريق شامل يضم الأساتذة والأطباء ذوي الخبرة والتدريب الاختصاصي. ويختص المركز في سرطانات القناة الهضمية وأورام المخ السرطانية والأورام النسائية والأورام النظامية مثل اللوكيميا وغيرها. ولدى المركز الموارد والقدرة على التعامل مع السرطانات النظامية من خلال العلاج الكيميائي أو زرع الخلايا الجذعية.
وتتمتع جميع إدارات المركز الجامعي للسرطان بشهرة دولية. وتعتبر إدارة سرطان البنكرياس على سبيل المثال واحدة من مستشفيات سرطان البنكرياس الرائدة عالميا. ويعمل الأساتذة والأطباء في هذا المركز عن كثب مع المريض وعائلته لمناقشة الاحتياجات الفردية على أساس كل حالة مريض على حدة. ويكفل هذا النهج التكاملي أن تتم مراعاة كافة جوانب الورم المحتملة.
ويبرز أيضا المركز الجامعي للقلب بمستشفى (UKE) كواحد من أفضل المراكز المختصة في أمراض وجراحة القلب والأوعية الدموية لدى الكبار والأطفال. ويرأس المركز كل من البروفسور هيرمان رايشنسبورنر (جراحة القلب والأوعية الدموية) والبروفسور توماس ماينرتس (طب القلب). وتختص مصحة أمراض القلب، التي يرأسها البروفسور توماس ماينرتس، بإجراء التدخلات الجراحية بحرفية عالية المستوى مما جعلها واحدة من أفضل مراكز القلب في ألمانيا وفي أوروبا كذلك. أما جراحة القلب المفتوح تحت المراقبة المشددة من البروفسور هيرمان رايشنسبورنر. ويتميز الأطباء وباقي الأخصائيين في مصحة البروفسور رايشنسبورنر لجراحة القلب وطب الأوعية الدموية، بدرجة عالية من الحرفية ويبذل جميعهم قصارى جهده لتقديم خدمات جيدة. وتحتل مصحة أمراض القلب المرتبة الأولى عالميا من حيث إجراء العمليات والبحوث الخاصة بكلابات الصمام التاجي.
ويمتلك المركز الجامعي للقلب بطبيعة الحال قسما لأمراض وجراحة القلب لدى الأطفال. وبغض النظر عن الخبرة الطبية الواسعة في هذا القسم، فإن الفريق بأكمله يولي عناية فائقة بالمرضى الصغار وأوليائهم.
كما يعتبر مركز الزرع، الذي يرأسه البروفسور المتخصص بيورن ناشان، جزءا من مستشفى (UKE)، ويمثل أكبر مركز للزرع في شمال ألمانيا وأكبر مركز لزرع الكبد للأطفال في أوروبا.
ويجري المركز سنويا نحو 100 عملية زرع للكلى و100 عملية لزرع الكبد، 25 من كل منهما يتم تنفيذها على الأطفال. ويتميز فريق العمل بتخصصات مختلفة مثل الجراحة وعلم الأحياء الدقيقة والكلى والكبد والطب الباطني. أما عيادة المسالك البولية في مستشفى (UKE) فترأسها البروفسورة مارغيت فيش. وتتميز هذه العيادة بطيف واسع جدا من التخصصات يشتمل على جراحة المسالك البولية البنائية، أورام الجهاز البولي، المسالك البولية للأطفال وجراحة المسالك البولية الوظيفية.
وفيما يتعلق بسرطان المثانة والكلى والخصية والبروستات وكذلك المسالك البولية للأطفال، فإن المرضى يستفيدون من خبرة هذه العيادة في الجراحة البسيطة وساعة المشاورة الأساسية وعلاج الليزر. وتعد ساعة المشاورة المتخصصة بالجراحة العصبية للمسالك البولية للمرضى الذين يعانون من مشاكل عند التبول وسلاسة البول، جزءا أساسيا من مركز قاع الحوض متعدد التخصصات في مستشفى (UKE). وبهذا، يتم ضمان شبكة ممتازة من التشخيص والعلاج والرعاية تحت سقف واحد.
وبدوره يعتبر مركز العمود الفقري أيضا جزءا من مستشفى (UKE)، ويقوده الدكتور المعروف نيلس هانسن آلغنشتيدت. ويختص هذا المركز في الإدارة الشاملة لأمراض العمود الفقري واضطرابات الفقرات والفقرات الصدرية والقطنية، بما في ذلك تشوهات العمود الفقري، الفتق، الكسور، الإصابات، الأورام والتهابات المفاصل.
ويقوم فريق مكون من أساتذة وأطباء تدربوا في مجالات جراحة المخ والأعصاب والأشعة وإدارة الألم، في العمل مع المريض وعائلته بشكل وثيق وذلك لمناقشة احتياجاته الفردية. ويسعى هذا النهج التكاملي إلى ضمان مراعاة جميع أسباب الألم وغيرها من المشاكل. وقبل بدء العلاج، يتم تنفيذ تشخيص دقيق. ومن ثم يناقش المختصون النتائج مع المريض وعائلته. وبالاعتماد على حالة المريض الفردية، تكون الأولوية للعلاج غير الجراحي. ولكن إذا كان العلاج غير الجراحي غير ممكن، تتم مناقشة الخيارات الجراحية. ويجري الأساتذة والأطباء في مركز العمود الفقري 1000 عملية كل عام، منها الكثير من العمليات الجراحية الدقيقة. وانطلاقا من فلسفة هذا المركز فإنه يقدم لمرضاه مزيجا من الخبرة المتخصصة على المدى الطويل، إلى جانب التركيز على متابعة الأبحاث والتعليم، مما يؤدي إلى تحقيق أعلى مستويات الجودة على المستوى الدولي في مجال الرعاية الطبية.