أعلى

 

أدنبره - نورما نعمات: تعتبر مدينة أدنبره عاصمة إسكتلندا، والتي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي لإسكتلندا، ثاني أكبر المدن الإسكتلندية سكاناً والسابعة على مستوى المملكة المتحدة، حيث تمتاز بأفقها المثير ومعمارها الجذاب وقلعتها الشامخة منذ القرون الوسطى. تشتهر المدينة بتراثها وثقافتها ومهرجانها السنوي الذي يتضمن مجموعة متنوعة من المهرجانات المستقلة تعقد سنوياً خلال آب (أغسطس)، وحفلات لموسيقى الجاز والبلوز، ومعارض الكتب والأعمال والإبداعات الفنية، ومهرجان الموسيقى الدولي «أدنبره ميلا»، و «العرض الملكي العسكري لأدنبره»، و «مهرجان أدنبره الدولي» الرئيسي الذي يعتبر من أهم المهرجانات الدولية والأوروبية الفنية الشاملة التي لها تاريخ طويل يعود إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، ويشمل نحو ألفي عرض فني ومنها السينما والمسرح والكوميديا والعروض الحية والكلاسيكية والموسيقية وغيرها من أصناف الفنون الحديثة. وعادة ما يستقطب المهرجان الفنانين والمخرجين من أنحاء العالم، ويجذب على الأقل نصف مليون شخص من محبي الفنون الحديثة، ويساهم في ضخ ملايين الدولارات في الاقتصاد المحلي. وتعتبر أدنبره الوجهة السياحية الثانية في المملكة المتحدة بعد لندن، والوجهة الثامنة في قائمة المدن السياحية الأوروبية. وهي ثاني أفضل مدينة من حيث الأداء الاقتصادي بعد لندن، وتعتمد على قطاعات كثيرة مثل التعليم والصحة والمال وإدارة الأعمال إضافة إلى السياحة. وللمدينة أوراق نقدية إستكلندية خاصة، ولكن لها قيمة نظيرتها التي يصدرها بنك إنكلترا، وهي عملة قانونية في أرجاء المملكة المتحدة. ومع ذلك ولأن تصاميمها مختلفة، فقد يرفض البعض التعامل بها خارج إسكتلندا عند تصريفها في الخارج. لهذا إذا قمت بزيارة للمدينة عليك استبدال أوراق النقد الإسكتلندية التي بحوزتك بأخرى إنكليزية قبل أن تغادر البلاد. ويقع مطار المدينة على مسافة 8 كيلومترات فقط إلى الغرب، ويوفر رحلات لأكثر من 120 مدينة في أنحاء العالم، بما فيها تلك التي تقع في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والشرق الأوسط. وهناك ما يقرب من 50 رحلة يومياً إلى لندن. ومن الجدير ذكره أن المدينة أصبحت جزءاً من التراث الإنساني وفق منظمة اليونيسكو منذ عام 1995 (4500 عقار محمي من التغيير)، وهي أهم محطة سياحية في أوروبا إذ يزورها ما لا يقل عن 13 مليون سائح في العام.

 

أشهر المعالم السياحية

من أشهر معالم المدينة التي تشعر فيها بإحساس متميز أثناء التجوال فيها قلعة أدنبره التي تحتل فوهة البركان القديم الذي كان يزلزل أرجاء المنطقة من ملايين السنين (400 مليون سنة) والتي كانت في يوم من الأيام مسكن الملكة ماري الإسكتلندية. ومن هناك يمكنك السير نحو الأسفل باتجاه «قصر هوليروود هاوس» الذي لا يزال يستعمل كمحل إقامة للملكة إليزابيث الثانية. وسيكون المسار ممتعاً برؤية كاتدرائية إسكتلندا الرئيسة «هاي كيرك أوف سانت جايلز» والتي تعتبر من المعالم السياحية البارزة في المدينة. ولا بد لكل زائر من التمتع بأخذ جولة في شارع «رويال مايل» في البلدة القديمة الذي شهد معظم أحداث التاريخ الإسكتلندي. وللتمتع بمناظر جذابة لقلعة أدنبره وسطوح «البلدة القديمة»، عليك الذهاب إلى «مطعم البرج» الواقع أعلى «المتحف الوطني الإسكتلندي» الذي يضم لوحات لرسامين عظام من أمثال بوتشيلي وفيرمير ورامبرانت. كما إنه موطن لمجموعة من اللوحات الوطنية الإسكتلندية. ولا تعرف المدينة فقط بمناظرها الخلابة، بل أيضاً بأزقتها الضيقة القديمة المرصوفة بالحجارة منذ مئات السنين، حيث تقسم المدينة إلى قسمين قديم وجديد، تفصل بينهما حدائق برنسيس ستريت (Princes Street Gardens) التي أنشئت عام 1816. يقع القسم القديم جنوب القلعة، والجديد في المناطق المحاذية لأشهر شوارع المدينة «برنسيس ستريت». وإلى غرب القلعة يقع الحي المالي. ومن شوارع المدينة المعروفة: «جورج ستريت» (George Street) و «كوين ستريت» (Queen Street)، ومن الساحات: «سانت إندرو» (St. Andrew Square) و «جورج سكوير» (George Square) و «تشارلوت سكوير» (Charlotte Square) التي تعتبر أهم ساحة مبنية على الطراز الجورجي العريق والرائع في العالم. وتضم المدينة العديد من المتاحف المعروفة والمكتبات المهمة مثل: متحف إسكتلندا Museum of Scotland والمتحف الملكي Royal Museum في الحي القديم والمكتبة الوطنية National Library of Scotland ومتحف أدنبره Museum of Edinburgh، ومبنى البرلمان الإسكتلندي الجديد Scottish Parliament الذي يعتبر تحفة معمارية حديثة، ومبنى جامعة المدينة المعروفة في أنحاء المعمورة. وعلى صعيد المسارح يقدم مسرح «كينغز ثييتر» Kings Theater الأعمال الكلاسيكية بينما تقدم مسارح «أدنبره بلاي هاوس» Edinburgh Playhouse و «ترافرس ثييتر» Traverse Theater و «ذي رويال ليسيوم» The Royal Lyceum الأعمال المسرحية الحديثة.

 

اليخت الملكي

ويعتبر مرفأ أدنبره المعروف باسم «ليث» (Leith) من أهم مرافق المدينة التي تربطها بالعالم الخارجي وخصوصاً العالم الشمالي، ولذا تتوافر رحلات يومية إلى النروج والسويد والدنمارك وألمانيا وهولندا القريبة جداً. ويتخذ اليخت الملكي «بريطانيا» من مرفأ ليث مقراً له على بعد ميلين من مركز المدينة. وتملك اليخت منظمة غير ربحية تستثمر العائدات المستوفاة من الزوار في صيانة اليخت والحفاظ عليه على أفضل وجه. ويقع اليخت على مقربة من «أوشن ترمينال» وهو المركز التجاري للتسوق والذي صممه السير ترنس كونران ويضم ٧٠ محلاً تجارياً وبارات ومطاعم وداراً للسينما. وخلال جولة لـ «الحياة» نظمتها هيئة تنشيط السياحة البريطانية VisitBritain، أكد القائمون على اليخت أنه خلال الأعوام الإثني عشر الماضية، تبوأ اليخت الملكي المركز الأول كأهم جاذب للزوار والسياح في إسكتلندا. فقد استقبل عام 2016 حوالى 272 348 زائراً. وصادف العام 2017 الذكرى السنوية التاسعة عشرة لحصول اليخت على تصنيف خمس نجوم كموقع سياحي. انطلق اليخت في رحلته الأولى في 16 نيسان (أبريل) من العام 1953 من مرفأ كلايدبانك، مستكملاً بذلك تقليداً يعود إلى 300 عام. وعلى مدى أربعة عقود خدم اليخت العائلة المالكة التي قطعت مسافة نحو مليون ميل. وتوقف اليخت عن الإبحار في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1997 في ميناء بورتسموث ليصبح بعدها مزاراً للسياح من شتى أنحاء العالم. ويتم تنظيم جولات لإطلاع الزوار على مرافق اليخت، بما في ذلك قاعة العشاء الملكية وغرفة نوم الملكة وغرفة المحركات. ويمكن من على متن اليخت التمتع بمناظر خلابة للمناطق من حوله، كما تمت ترجمة المعلومات عن اليخت خلال الجولة إلى 27 لغة يسمعها الزوار كل وفق لغته، بما فيها العربية. وتقدم المرطبات والساندويشات للزوار على متن السفينة. ويمكن الزوار شراء الهدايا التذكارية في مكان خصص لذلك.

 

فندق برستونفيلد هاوس

يجمع فندق برستونفيلد هاوس الفخامة والرفاهية حيث أقيم في أحد أقدم مباني أدنبره، ويقع على بعد خمس دقائق من وسط المدينة. ويقدم إقامة ملكية لزواره الذين يرغبون في الخصوصية والابتعاد عن صخب المدينة. ويعتبر الفندق الذي مر على تحويله من قصر مدة ستين عاماً من أهم وأشهر الفنادق في إسكتلندا. وعليك عند القيام بزيارة أدنبره قضاء ليلة أو أكثر في هذا الفندق الرائع والتمتع بنزهة صباحية في حديقته ومشاهدة أجمل العصافير والتنزه برفقة طائر الطاووس الذي يوجد بكثرة في الحديقة.

 

«فنغال» الفندق العائم

قال مسؤول الضيافة والمناسبات أندرو ثومسون إن ربيع العام الحالي سيشهد افتتاح أول فندق في سفينة عائمة هو الأول من نوعه في ميناء ليث التاريخي تحت اسم «فنغال»، وهو الاسم ذاته الذي حملته السفينة عندما كانت في الخدمة Fingal. ولفت إلى أن الفندق هو الأول من نوعه في إسكتلندا وقد أنشئ على متن سفينة تحمل تاريخاً مهماً ومعالم تمّ الحفاظ عليها كتراث تاريخي سيزود النزلاء بتجربة خاصة ومميزة. وسيكون الفندق العائم، وكلفته ثلاثة ملايين ونصف مليون جنيه إسترليني، راسياً في الميناء في شكل دائم ليصبح معلماً جديداً لجذب السياحة إلى المدينة، وسيقدم أفضل الخدمات الفندقية أسوة بفنادق النجوم الخمس. ويعتبر الفندق من آخر استثمارات «شركة اليخت الملكي - بريطانيا» وسيحتوي على 23 غرفة - قمرة تم تصميمها بحيث يختار الزائر من بين تصاميم وأحجام متنوعة لكل مناسبة، بما في ذلك قمرات فيها شرفات، إضافة إلى الجناح الرئاسي الأكثر رفاهية وروعة. ويشار إلى أن السفينة كانت قد أنشئت في العام 1963 وبقيت في الخدمة إلى أن اتخذ قرار تقاعدها وإعادة تشكيلها لتصبح فندقاً عائماً. ويبلغ طول الفندق - السفينة 237 قدماً، ويحتوي على قاعة للاحتفالات تستطيع استيعاب ما لا يقل عن 80 شخصاً وتتميز بسقفها الذي يمكن التحكم به وفتحه أو إغلاقه وفق المناسبة.