أعلى

 

الطفيلة (جنوب الأردن) – نورما نعمات: يعتبر نزل فينان البيئي الذي يقع على بعد مئة كيلومتر جنوب البحر الميت وبالقرب من محمية ضانا، من أفضل خمسة وعشرين نزلاً بيئياً في العالم. فبين جبال محمية ضانا للمحيط الحيوي الشامخة وفي نهاية طريق وعرة، ينفرد النزل المضاء بالشموع ليلاً بموقعه بين أحضان وادي فينان الخلاب. ويعتبر هذا المكان نجماً ساطعاً ضمن النزل البيئية الأخرى حول العالم، حيث يجتمع فيه كرم الضيافة البدوية الأصيلة وجمال الطبيعة معاً. افتتحت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة نزل فينان عام 2005 ليكون الأول من نوعه في الأردن، وهو من تصميم المهندس المعماري عمار خماش. وعام 2009 استلمت شركة الفنادق البيئية إدارة وتشغيل النزل الذي يقدم لزواره فرصة فريدة للتعرف الى الأماكن البرية في الأردن ولقاء سكانها المحليين واكتشاف تاريخها العريق، مع الحرص على أن يكون كل ذلك بأقل أثر ممكن على البيئة. قال مدير عام شركة الفنادق البيئية نبيل ترزي إن نزل فينان يمتاز بموقع فريد من نوعه، مبيناً أنه غير متصل بالشبكة الكهربائية إذ يولد كامل طاقته الكهربائية من خلال الألواح الضوئية الموضوعة على سقفه ويتم تخزين الطاقة في البطاريات. كما يتم استخدام الأجهزة الكهربائية الضرورية فقط والمسجلة على أنها توفر في استهلاك الطاقة. وأشار إلى أن المناطق التي تضاء بمصابيح هي المطبخ ومكتب الإدارة والحمامات، أما غرف النوم والمدخل الرئيسي والأروقة والمطعم فهي تضاء بالشموع ليلاً، ويتزين النزل من الأعلى بالنجوم البراقة. وأضاف ترزي خلال جولة صحافية أن نزل فينان يقع على الحافة الجنوبية الشرقية لمحمية ضانا التي تُلقب بجوهرة المحميات الطبيعية في الأردن، وذلك لامتدادها على أربعة أقاليم جغرافية حيوية بالإضافة إلى تنوع التضاريس والحياة البرية فيها. وأوضح أن الجمعية أسست النزل لتقديم الفرص الاقتصادية اللازمة للمجتمع المحلي وتوفير بديل مستدام، لذلك أصبح محط أنظار من ينشدون السياحة البرية حيث يقصده العديد من الزوار من جنسيات مختلفة ليعيشوا تجربة فريدة من نوعها، إذ يجدون المغامرة والتاريخ العريق من جهة والسكون والرومانسية من جهة أخرى. وأشار إلى أن النزل يحتوي على 26 غرفة غير متشابهة في الشكل والتصميم، ويمكنه أن يستوعب 60 زائراً في الليلة الواحدة. ويحظى زائروه ببرنامج سياحي بعيداً من صخب المدينة وضوضائها وأجواء مميزة لكل من يبحث عن السلام والهدوء في بيئة خلابة لا كهرباء ولا هواتف نقالة ولا تلفزيون ولا شاشات ولا أي نوع من التلوث الصوتي.

 

النزل يقدم لضيوفه فرصة الإقامة في مكان معزول والتمتع بالمناظر الخلابة والضيافة المحلية بالإضافة إلى الأنشطة المثيرة، وحتى مجرد الإقامة في النزل تعد تجربة فريدة. وتوجد في النزل سلسلة من الساحات الداخلية مستوحاة من تصميم الخانات القديمة كالتي كانت منتشرة على طريق الحرير في الصحراء. ولفت ترزي إلى أن نزل فينان صُمم ليعمل بتناغم مع البيئة المحيطة، به حيث يعتمد على مبادئ عدة تتمحور حول ركائز مهمة وهي توفير تجارب وخبرات فريدة وأصيلة للزوار بالإضافة إلى المساهمة في دعم حماية الطبيعة وضمان استفادة المجتمع المحلي وكل ذلك بأقل أثر بيئي ممكن. وأشار إلى تخصيص نسبة من دخل النزل لتحقيق كل ما ذكر. جميع الوجبات والمشروبات هي من المنتجات المحلية، والوجبات المقدمة نباتية. لافتاً إلى أن جميع موظفي نزل فينان هم من المجتمعات المحلية التي تقيم في المناطق المحيطة حيث يوظف النزل 22 شخصاً بين دوام كامل وجزئي. ويقدم النزل فرصة فريدة لزواره لتعلم بعض عادات المجتمع المحلي من خلال زيارات يقومون بها لأفراد العائلات الموجودة حول النزل، وفرصة لاستكشاف المناطق الطبيعية الخلابة داخل المحمية برفقة أدلاء من سكان المجتمع المحلي. وبإمكان الزوار أيضاً مرافقة أحد أفراد المجتمع المحلي في جولته لرعي الأغنام، والتعرف الى بعض العادات البدوية كتحضير القهوة العربية والخبر العربي (العربود) بالإضافة إلى صناعة بيوت الشعر والكحل العربي. وقال ترزي إن عدد العائلات البدوية الريفية التي يوفر لها مشروع نزل فينان البيئي منفعة مباشرة وصل إلى 90 عائلة أي ما يعادل تقريباً 450 فرداً، حيث يقدم خدمات النقل من مركز الزوار إلى النزل والعكس سائقون محليون بسياراتهم الخاصة خلال أوقات فراغهم وتذهب تكلفة النقل إلى السائق. وأشار إلى أن النزل يستمد المياه من نبع محلي قرب وادي ضانا، مع الحرص على ترشيد الاستهلاك كون الأردن من أكثر الدول الفقيرة في المياه في العالم. وذكر أن النزل يحتوي على مرافق تحويل مخلفات الطعام والنفايات إلى سماد عضوي من أجل تقليل النفايات. كما أن استخدام الورق والبلاستيك محدود في النزل، وهناك حرص على إعادة تدوير معظم النفايات، مع الحد من استخدام البلاستيك حيث تقدم المياه للضيوف بالفخارات المصنوعة محلياً كبديل للعبوات البلاستيكية. وأشار ترزي إلى أن نزل فينان من أكثر الفنادق الحاصلة على جوائز عالمية في الشرق الأوسط، ومن أبرزها شهادة التميز «Certificates of Excellence» من موقع Tripadvisor لعام 2016. وهو مصنف حالياً كأفضل موقع للإقامة في محمية ضانا. وحاز على جائزة كونه من أفضل 50 نزلاً بيئياً في العالم عام 2009 وجائزة أفضل نزل من بين 25 نزلاً بيئياً في العالم عام 2013 من مجلة National Geographic Traveler Magazine، وجائزة من أفضل 15 نزلاً بيئياً في العالم والمقدمة من CNNGo عام 2012. وحصل على لقب «أفضل مشروع يجمع ما بين حماية الطبيعة وتنمية المجتمعات المحلية»، وغيرها من الجوائز العالمية.