أعلى

 

رشيد سعيد قرني: وضعت حكومة جزيرة مالطا منذ العام 2014 برنامجا يسمح للمستثمرين الأغنياء حول العالم بشراء جواز سفر مالطا مقابل 650 ألف يورو تدفع للدولة بحسب ما كشف عنه فريق الصحفيين المحققين الدوليين فوربيدن ستوريز. هذا الإجراء تحفظ جوزيف موسكا الوزير الأول المالطي الشاب عن الكشف عنه خلال الحملة الانتخابية التي قادها في العام 2013م. بعد ثلاثة أشهر من انتخابه على رأس الجهاز التنفيذي لمالطا طرح موسكا مناقصة لتجسيد البرنامج الشخصي للمستثمرين individual investor programme. وفي العام 2014 التحقت مالطا بقائمة الدول التي تطرح جوازات سفرها للبيع وتعرض هذه الخدمة على المستثمرين الأغنياء الذين يرغبون في تقديم هذه الهدية لأنفسهم، جواز سفر أكثر فعالية من الذي يحملونه يوفر حرية أكثر للسفر وإنشاء مؤسسات جديدة أو حتى لأسباب أخرى. في إطار هذا البرنامج الذي يضاف إلى ما يعرف بالتأشيرات الذهبية الذي ظهر منذ 30 عاما في منطقة الكراييبي، تبلغ تكلفة الجنسية المالطية حوالي 1.2 مليون يورو بالنسبة للمستمرين الذين يتم اخيارهم. صاحب الطلب يدفع مبلغ 650 ألف يورو إلى حكومة ماطا عند إيداع الطلب بالإضافة على مبلغ أخر لشراء عقار ومبلغ ثالث يوضع في بعض الاستثمارات المحلية. وفي هذا الإطار يوضح جوزيف كوردونا مدير الوكالة الحكومية المكلفة بهذا البرنامج لفريق الصحفيين "هذا البرنامج الحكومي موجه للأشخاص الذين تفوق ثروتهم 5 ملايين يورو".

 

من هم أكثر الراغبين في الحصول على الجنسية المالطية ؟

بحسب الإحصائيات الرسمية فإن حوالي مليون شخص حصلوا على الجنسية المالطية منذ دخول برنامج الاستثمار الشخصي في مالطا حيز التنفيذ في العام 2014. وتسعى الحكومة إلى التكتم على هوية وجنسية الأشخاص الذين استفادوا منه. تحقيقات الصحفيين الدوليين فوربيدن ستوريز الذين يقومون بالتحقيق في قضية اغتيال الصحفية المالطية دافني كاروانا في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، توصلوا إلى وثائق رسمية تشير إلى أن المستثمرين الروس يتقدمون قائمة المتحصلين على جواز السفر المالطي، ومن بينهم نائب رئيس نادي موناكو لكرة القدم فاديم ريبولوفلف وزوجته أولغا وكذلك أركادي فولوزي، مؤسس شركة ياندكس الذي تقدر ثروته بـ 5 مليار دولار.


شراء الجنسية هوس الأثرياء الجديد


وأوضح فاديم ريبولوفلف دوافع إقدامه على شراء جوار السفر المالطي بقوله "أنا فخور كوني مواطن مالطي. بالنسبة للروسيين، الحصول على جواز سفر مالطي يحمل عدة امتيازات كالسفر على العديد من دول العالم دون اللجوء إلى طلب تأشيرة ومن بين المستفيدين من هذا البرنامج كذلك الفرنسي جان بيار ميلي، رئيس فرع أوروبا السابق للعملاق الأمريكي للاستثمارات كارليل.

 

مالطا الملاذ الضريبي الأوروبي

خلافا للروسيين ما لذي يدفع بمواطن فرنسي لطلب جنسية بلد أوروبي آخر، جان بيار ميلي رفض الإجابة على هذا السؤال ولكن الصحفيين المحققين توصلوا إلى ان امتلاك جواز سفر مالطي يمكن صاحبه من تهريب أمواله من فرنسا إلى أي ملاذ ضريبي في العالم من دون التوصل إلى معلومات حول هوية الشخص، كون مالطا نفسها يعد من بين الملاذات الضريبية التي لا تتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي بشأن تبادل المعلومات البنكية. في العام 2016 افتخرت حكومة جوزيف موسكا بإنجازاتها خاصة هذا البرنامج السخي الذي عاد بأموال ضخمة على ميزانية الدولة. وبحسب الأرقام التي نشرها فريق الصحفيين فإن برنامج الاستثمار الشخصي جلب للخزينة حوالي 684 مليون يورو من الاستثمارات الأجنبية.

 

المصدر: يورونيوز