أعلى

 

التسوق في بيروت العاصمة اللبنانية له خاصية مختلفة، على الرغم من عدم وجود سوق كبير تشتهر به هذه المدينة الصاخبة، لكنها تعوض ذلك بشكل جيد مع أسواقها الخارجية في الهواء الطلق، حيث يمكنكم الجمع ما بين التسوق وتناول الاطعمة والمشروبات في ان واحد في الأجواء عصرية انيقة.

 

أسواق بيروت

وتغطي أسواق بيروت منطقة بأكملها في مركز المدينة، الذي كان في السابق موطنا لبازار شرقي واسع مخصص للخياطين، بالإضافة إلى بائعي الفاكهة الشعبية والزهور وسوق الخضار، إلا أنه وبعد تدميره خلال الصراع الأهلي الطويل، أعيد هيكلته من قبل المهندس المعماري بريتزكر رافائيل مونيو وأعيد افتتاحه في عام 2009، ليحتفظ الهيكل الحالي بالزخارف والاسماء التقليدية من البازار القديم، مع وجود العديد من المحلات التجارية الفاخرة التي تقدم للزائرين كل ما يحتاجونه من منتجات محلية وأخرى عالمية، بين أكثر من 200 متجر، و 300 محل تجاري موزعة على ثلاثة طوابق. وتتيح أسواق بيروت للزائرين الاستمتاع بالتسوق كما يجب أن يكون في قلب بيروت، ذلك إلى جانب فرص الترفيه المتعددة التي يمكن للزائر أن يجدها بين جنبات تلك الأسواق التي تعد حلم لكل متسوق بفضل ما تقدمه من علامات تجارية عالمية شهيرة إلى جانب المنتجات المخلية اللبنانية، فهنا سيمكن لكم تناول الغذاء بعد جولة تسوق طويلة، وذلك في أحد المطاعم الرائعة التي تقدم مجموعة متنوعة من أشهى المأكولات والأطباق المحلية والعالمية، بما في ذلك كاسبير أند غامبينيز وسيتي كافيه، وغيرهم أيضا. وإن كنت تود أيضا الدخول إلى السينما، فلن تغادر هذا المكان الذي يضم أيضا سينما تعرض أحدث الافلام المتنوعة لكافة أفراد الأسرة.

 

سوق الطيب

هو سوق مخصص للمزارعين في الهواء الطلق، تجده في وسط بيروت، وهو متخصص في تقديم المنتجات العضوية للمشترين في لبنان. تأسس هذا السوق في عام 2004، وهو الأولى من نوعه في البلاد، وتعود فكرة إنشائه إلى جمع المجتمعات المحلية معا لتقاسم أفكار الطعام والتقاليد المحلية، وتعزيز ثقافة الإنتاج الزراعي على نطاق صغير في لبنان. كل يوم سبت يجتمع هنا المزارعين من جميع أنحاء البلاد، مع منتجاتهم الطازجة والعصائر والمربى واللبن الطازج، ليتم بيعها للجمهور، فضلا عن ذلك يضم السوق أيضا مطعم شهير يعرف باسم الطاولة، يحظى بشهرة كبيرة بين السكان المحليين والسائحين في لبنان، بفضل كونه وجهة يمكن فيها للزائر أن يتعرف على نمط الغذاء والمطبخ في أكثر من منطقة لبنانية في آن واحد، مع العلم أن الربح الخاص بالمطعم يعود لدعم المزارعين والطهاة والمنتجين.

 

سوق الأرض

تقع منطقة الحمرا في قلب بيروت وتحيط بها المباني الفاخرة ومراكز التسوق المذهلة، ولكنها أيضا موطن لواحة صغيرة لمحبي اكتشاف المدينة من جانب أخر، حيث تضم شارع يقل طوله عن مائة متر،  يوجد به صغار المزارعين من المناطق المحيطة لبيع منتجاتهم كل صباح يوم ثلاثاء من كل أسبوع، حتى أنه سيمكنك هنا يمكنك أن تجد الخبز العربي، سوماك (التوابل الحمراء الداكنة مع طعم ليموني)، مواراكا (المعجنات رقيقة مع الجوز واللوز والعسل)، إلى جانب الأعشاب العطرية. يعقد سوق بيروت للأرض كل ثلاثاء من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، ويوفر منفذا جديدا هاما ل 15 من صغار المزارعين والمنتجين من المنطقة المحيطة بالمدينة. ويوفر السوق إمكانية الوصول الموثوق إلى الأغذية الجيدة، وكما هو الحال مع جميع أسواق الأرض، فإنه يخلق أيضا مساحة اجتماعية هامة للقاء الناس، حيث يمكنهم إعادة اكتشاف السمات المميزة لهويتهم الثقافية الإقليمية.


سوق الأحد

بالقرب من كورنيش النهر في شرق بيروت، يجتمع السكان المحليين في سوق الأحد الأسبوعي كل يوم أحد للبحث عن مزيج انتقائي من الحلي والمجوهرات، والتحف والملابس والالكترونيات وحتى الأطعمة والأدوات المنزلية، فضلا عن الكتب القديمة والأنتيكة بأسعار معقولة. ويعد سوق الأحد أشبه بالأسواق الشعبية الموجودة في الكثير من الدول العربية، والتي تحظى بشعبية كبيرة من قبل الباحثين عن توفير المال، لذلك لا تتعجب عندما ترى هذا السوق تحديدا مزدحما بالزائرين ممن يقومون بشراء ما يحتاجون إليه، وما يميز هذا السوق أيضا، غير أنه سيمنحك كسائح فرصة الاطلاع على ثقافة البيع والشراء في بيروت، أنه سيتيح لك أنت أيضا فرصة المساومة على السلع بنفس طريقة اللبنانيين عندما ترغب في الشراء، فلا تتردد عن ذلك، فهذه العادة متبعة وشائعة هنا، لذا فلا تتردد عن محاولة خفض سعر المنتج الذي ترغب في شرائه عبر مقايضة البائع.

 

برج حمود

أما في منطقة برج حمود، فسيمكنك عزيزي الزائر تجربة الحياة ببيروت في أبسط حالاتها إلى جانب فرص التسوق المذهلة، فهذا الحي المكتظ بالسكان والحياة المفعمة بالحيوية، والذي يقع في في شارع آراكس بمنطقة الدورة، موطن لمجموعة كبيرة من شوارع التسوق الرائعة التي تأخذك إلى واحة ساحرة من أماكن البيع والشراء في بيروت، بما في ذلك أكشاك بيع الأعشاب والتوابل والطعام في الشوارع. ولعل ما يجعل متطقة برج حمود مثال للتنوع العرقي في بيروت، أن معظم البائعين بها من الجالية الأرمينية التي جاءت لبنان إثر تهجيرها من تركيا في منتصف العشرينات، ذلك إلى جانب العديد من الأكشاك التي يديرها بائعون سوريون والتي افتتحت في الآونة الأخيرة لبيع كل شىء من الحرف اليدوية إلى المنتجات والنحاس الأصفر، وأكثر من ذلك بأسعار تنافسية لا تقارن. وما نوصيك بزيارنه بين أرجاء هذا السوق هو شارع ماراش، ذو الأزقة الضيقة التي ستعيدك إلى لبنان القديمة في دقائق معدودة ، حيث ستجد هنا كل ما تحتاج إليه من منتجات لبنانية محلية وتقريبا بنصف الثمن مما هو عليه الحال في الأسواق السياحية الأخرى، بما في ذلك زيت الزيتون والزعتر والبرغل وعصير دبس الرمان والخل وماء الزهر، إضافة إلى الحبوب على أنواعها والبخور الهندية واللبنانية التي يعيق برائحتها الشارع.