أعلى

 

كيب تاون ـ منى المصري (المغرب اليوم): تمتاز جنوب أفريقيا بضمّ عدد كبير من المعالم السياحية والأماكن التي تنال إعجاب السائحين بجانب الجمع ما بين المناظر الطبيعية الخلابة والطقس الجميل المعتدل، نجدها تضمّ مجموعة من أجمل الشواطئ والمتنزهات والتي تجعلها عروس أفريقيا وبجدارة فتستحق أن يطلق عليها جنة القارة السمراء بفضل ما تضمه من حدائق مميزة ويأتي على رأسها: حديقة كروغر الوطنية. وتضم جنوب أفريقيا عددا كبيرا من أماكن جذب السائحين مثل، وترفرونت، ألفرد وفيكتوريا، وتشهد هذه الأماكن زحاما كبيرا وإقبالا واسعا من السائحين، وتحاط بها المناظر الطبيعية الساحرة، كما تضم هذه المعالم السياحية مجموعة من أجود المطاعم والمقاهي التي تقدم أشهى الأكلات المحلية والعالمية وألذ المشروبات التي تنال إعجاب السائحين، وبإمكانك التجول بين المحلات والأسواق المختلفة هناك بجانب توفر الكثير من المعارض الفنية والتي تناسب محبي الفنون من السائحين.

 

طريق 62 الموازي للصحراء:

 يوجد في جنوب أفريقيا العديد من الطرق الرائعة والساحرة وسط الطبيعة، ومن بينها طريق "غاردن"، وهو الامتداد الأخضر لساحل المحيط الهندي، أمّا طريق 62 هو الطريق الداخلي الموازي لصحراء كلاين كارو في ويسترن كايب، حيث الممرات الجبلية، والينابيع الساخنة، ومزارع العنب، ورحلات الشلال، والسفاري، بجانب المستوطنات الضغيرة ذات العمق الثقافي، ويصل بين بين مدينتي (كايب تاون) و(بورت إليزابيث) ويمتد لمسافة 850 كم، ليمر عبر عدة بلدات ومعالم سياحية. وبعد الخروج من مطار جورج، ستشاهد الساحل الرائع للمدينة، وكلما اتجهت إلى الشمال، ستقابلك الصحراء الواسعة، وبجانبها المحميات الطبيعية في جبال أوتينيكوا، والتي يبعد عنها "وادي الموت" أقل من ساعة باستخدام السيارة.

 

سلسلة جبال سوارثبرغ:

ويوجد النعام في كل مكان على طول المحميات الطبيعية لطريق 62، وبالعودة إلى عشرينات القرن الماضي، كان ريش النعام مُستخدم بدرجة كبيرة، أما لحم النعام يمكن طهوه بصلصة النبيذ الأحمر والتوت البري، لتحصل على أفضل طبق لحم على الإطلاق. وتوجد سلسلة جبلية أخرى في منطقة "سوارثبرغ" الغنية بالكوارتزايت، وهناك اتجه إلى ممر سوارثبرغ، الذي تم نحته من قبل العمال المحكوم عليهم بالسجن قبل بدء حرب البوير، بجانب النصب التذكاري. وعند سفح المرر ستجد كهاف كونغو، حيث يوجد أكبر كهف في جنوب أفريقيا، ولوحات البوشمان تزين المدخل الضيق للكهوف، ولكن تاريخها يذهب إلى أبعد من كونها لوحات، إذا يعتقد شعب خويسان القديم بأن هذه الكهوف كانت بوابة لعالم الروح، لذلك بقيت موجودة، لأكثر من 800 أف سنة. وعلى بعد بضعة كيلومترات من الكهوف يوجد "سوارثبرج كونتري مانور" وهو عبارة عن مجمع للشقق الراقية المصممة على طراز القرن التاسع عشر، وسط المساحات الخضراء الملونة في أوغوستا، وعلى الجانب الآخر تقع "بوفلس درفت" وهي منطقة لعاب مترامية الأطراف، بها خيام سفاري أنيقة، ويمكن رؤية فرس النهر الصخري، وعلى بعد أميال قليلة من طريق 62، توجد منطقة كروغر، والتي بها يمكن رؤية الحمار الوحشي والزرافة، كذلك الفيلة.

 

كنيسة ليدي سميث وندق كارو مون:

ورغم انتشار إشاعات ارتفاع معدل الجريمة في جنوب أفريقيا، يمكن أن تشعر بالأمان والراحة في هذا البلد الأفريقي، فهي بلد يتحلى بضبط النفس والنظام، على عكس موبمباي في الهند. ويوجد في مدينة "ليدي سميث" كنيسة كبيرة تم تحويلها إلى متحف، ويتميز ديكورها الداخلي بالصور التي تعود إلى موسيقى الجاز ونوادي الكروكيه التي كانت تسيطر على المدينة في منتصف القرن التاسع عشر، أما في مدينة باريديل، ستجد فندق "كارو مون" الصغير، المزين من الخارج كأنه محطة بنزين قديمة، حيث مضخات الوقود، والمصابيح الصناعية الأنيقة في الداخل، ويمتلكه هذا الفندق مطعم "ديزل وكريم" المجاور، والذي يوفر وجبات غنية بالسعرات الحرارية مثل لحم الخنزير المقدد، والموز المقلي بداخل الخبز، بجانب الحلويات التركية والفوديكا.

 

حمامات السباحة الساخنة ومحمية كارو الطبيعية:

 ومع الخروج من باريديل، اتجاهًا إلى الجنوب ستمر على ممر ترادو والذي سيوصلك إلى سويلندام، وهناك ستقابل تدرجات أشجار الأوكالبتوس، والتي تقريبًا تقع على مستوى السحب، بجانب الشلالات، أما مدينة مونتاغو، التي تقع على بُعد بضع ساعات إلى الشمال الغربي، يوجد فندق "غيرت" وهو الوحيد المصمم على طراز فن الآرت ديكو في جنوب أفريقيا، حيث المقروشات القديمة، والسيارات الكلاسيكية الموجودة في الخارج، ويوجد جبال "تجاعيد الجدة" وأُطلق عليها هذا الاسم نظرًا لطبقاتها المتجمّدة. وتعدّ حمامات سباحة "أفليون سبرنغس" من أفضل الحمامات الساخنة على حافة مونتاج، فهناك ستتمتع بمياه الينابيع الرائعة والصافية التي تساعد في راحة الجسم وامتصاص إرهاق الحياة اليومية.
وتقع مدينة كايب تاون على بعد ساعة واحدة من محمية كارو الطبيعية، والتي تعد ملاذًا لأشجار السرو والعشب الأخضر، وبعد الانتهاء من زيارة محمية النباتات، توجه إلى مدينة بارل التي يوجد بها مجسم الإبرة الخراسانية البالغ ارتفاعها 186 قدما، والتي تمّ بناؤها في عام 1975 احتفالًا بالذكرى الخمسين بإعلان اللغة الأفريكانية لغة رسمية في البلاد.