تعرف على جزر القمر كنز إفريقيا الخفي
تعد جزر القمر من البلدان الإفريقية التي تتميز بوجود موارد سياحية جيدة جدا، فهي إضافة إلى مناخها الاستوائي المميز، تذخر بمخزون ثقافي يجذب إليها الكثير من السياح الأوربيين في كل عام. والزائر لجمهورية جزر القمر يجد نفسه أمام خيارات سياحية متعددة، فالطبيعة الخلابة والشواطئ النظيفة والتراث الثقافي كلها تمثل تنوعا سياحيا فريدا قل ما يوجد في أي بلد من البلدان. وتتباين الأنشطة السياحية من سياحة الصيد والمغامرات إلى السياحة البيئية وسياحة الاسترخاء في الشواطئ الرملية. وتُعتَبر جُزر القمر من الدول المُميّزة من حيث موقعها الاستراتيجيّ؛ إذ تقع في المنطقة الملاحيّة الرابطة بين الجهة الجنوبيّة من قارة آسيا والجهة الجنوبيّة من قارة أفريقيا، كما توجد في المنطقة الوسطى لمدخل موزمبيق الشماليّ ضمن المحيط الهنديّ وتتكون مجموعة جزر القمر من أربع جزر بركانية كبيرة ورئيسية هي جزيرة القمر الكبرى التي تعرف أيضا باسم نجا زنجا وعلى ساحلها الجنوبي الغربي تقع عاصمة الدولة مروني وجزيرة أينجوان وجزيرة مايوت وجزيرة موهيلي كما يضاف إليها جزر أخرى صغيرة المساحة .وتبلغ المساحة الإجمالية لجمهورية جزر القمر 2236 كيلومترا مربعا فيما يبلغ عدد السكان أكثر من 650 ألف نسمة تصل نسبة المسلمين فيهم إلى 99.7% واللغة الرسمية للدولة هي العربية والفرنسية. وأهم المدن في جمهورية جزر القمر: مروني وهى العاصمة بالإضافة إلى مدينة موتسامودو ودموني.
وفيما تمثل (نجازيدجا) أكبر جزر الأرخبيل المسمى (أرخبيل القمر) فإن (موروني) هي لؤلؤة جزر القمر وعاصمة الدولة الاتحادية التي تتكون من أربع جزر هي (زنجا يدجا) و(نزواني) و(موالي) و(ماهورية)، ومن لغة سواحلية تعد لغة البلاد الحية جاءت هذه الأسماء أرخبيل العطور. في أوائل القرن الثامن الميلادي هبط على ساحل هذه الجزر بعض الرحالة العرب العائدة أصولهم إلى عدن ومسقط وحضرموت، ولأن القمر كان بدراً يوم اكتشافهم هذه الجزر، فقد أسموها القمر، وأخذ الأوروبيون الاسم فيما بعد، فأطلقوا عليها اسم (كومور أو كوموروس). وإذا كان أرخبيل القمر يحظى بثروة سمكية لا تقدر، ويأتي الغربيون إليه ليصطادوا السمك، فإن في مدينة (درموني) على الساحل الشرقي، تبدأ حكاية أخرى، تبدع سطورها التلال التي تصعد من الحواري الضيقة، ليدخل الإنسان في وسط غابات كثيفة من شجر قرنفلي الشكل يقال إن الشجرة منه لا تبلغ سن النضج إلا بعد عشرين عاما حيث تعطي أزهاراً تأخذها فرنسا لتصنع منها أثمن أنواع العطور، لهذا ليس غريباً أن يطلق البعض على جزر القمر ومياهها لقب (أرخبيل العطور).
الاقتصاد:
من الناحية الاقتصادية تعد جزر القمر من الدول الفقيرة، فليست لديها صناعات رئيسية ويعتمد اقتصادها بصفة رئيسية على الزراعة حيث يقوم السكان بزراعة محاصيل متنوعة كالأرز والموز والمنيهوت / الكسافا/ إضافة إلى جوز الهند والفانيلا والزيوت العطرية المستخرجة من نباتات أشجار اليانج لانج. وتنفق جزر القمر ضعف عائدات صادراتها في عمليات الاستيراد السلعي وتتمثل أهم الدول التي يتم التبادل التجاري معها في: فرنسا ومدغشقر/ مالاجاس/ وباكستان إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية. وقد انتشر الإسلام في جزر القمر نتيجة توافد القوافل التجارية عليها في العصر الذهبي للإسلام، وأسروا سكانها بالأخلاق والتعاليم الإسلامية السمحة. ويمكن الوصول إلى مطار “هاهايا” في العاصمة “موروني” عن طريق الخطوط الجوية الكينية أو اليمنية، أو عن طريق مدغشقر، أو يمكنك السفر إليها عن طريق بعض الرحلات من دبي إلى موروني، ويمكنك التوجه إلى أحد الفنادق عن طريق التاكسي أو الليموزين إلى أحد الفنادق هناك، ولا يتطلب دخولها فيزا، حيث يمكنك الحصول عليها في المطار بمقابل مالي.
العاصمة موروني :
تُعتَبر مدينة موروني (بالإنجليزيّة (Moroni: العاصمة الرسميّة لجُزر القمر، كما تعدُّ من المُدن الساحليّة وواحدة من أكبر المُستوطنات المأهولة بالسكان، تقع في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من جُزر القمر ضمن منطقة المحيط الهنديّ. تمّ تأسيس مدينة موروني من قبل المُهاجرين العرب خلال القرن العاشر للميلاد، ولكن لم تكن العاصمة الأولى لجُزر القمر، بلّ كانت توجد العاصمة في جزيرة مايوت، ومن ثم انتقلت إلى موروني في عام 1958م. يعدُّ ميناء مدينة موروني من أشهر الموانئ الطبيعيّة، ويحتوي على خليج طبيعيّ صغير، كما يُساهم في دعم الصادرات البحريّة التي تعتمد على تصدير البُن، والكاكاو، والفانيلا. تحتوي موروني على مجموعة من المصانع التي تُصنّع الزيوت، والمعادن، والأدوات الخشبيّة، والمشروبات الغازيّة، وغيرها، أمّا المظهر العام لمعالم المدينة فهو خليط بين المباني الحديثة والتقليديّة المُرتَبطة بالتقاليد العربيّة، كما تحتوي على الكثير من المساجد، وفيها مطار دوليّ يُشكل الخط الساحليّ في الجُزر نطاقاً ضيقاً، ويحتوي على مجموعة من المستنقعات الممتدة على معظم السواحل، وأيضاً تتميز بانتشار مجموعة من الحواجز المرجانيّة الحاجزيّة والهامشيّة، وأغلبها محيطة بجزيرة مايوت، وتعدُّ الطبقات الأرضيّة الجيولوجيّة من الأماكن التي تُخزن المياه؛ إذ تحتوي على كمية مناسبة من الماء تتميز باقتراب منسوبها من سطح الأرض، وتُستخدم هذه المياه من قبل سكان الجُزر.
أهم الأماكن السياحية :
ساهمت الطبيعة الفريدة في تشكيل وتكوين جزر القمر في توجيه أنظار السياحة العالمية نحوها، لما تتميّز به من مناخ لطيف أجواء معتدلة طوال السنة، إذ تتأرجح درجات الحرارة فيها من 22 درجة إلى نحو 35 درجة، بالإضافة إلى مرتفعاتها الجبلية العالية حيث تصل بعضها إلى 3400م فوق البحر، وأهمّها جبلي بيرتالا وكارتالا، وغاباتها الاستوائية الآمنة للرحلات والسفاري حيث تنتشر فيها الأنواع النادرة من الزهور العطرة والفواحة، كما تخلو من الحيوانات المفترسة، كما ساعد تراثها الشعبي المتأصل الجذور الذي لا زال منتشراً بين معظم سكانها في تقديم طابع تراثي خاص بها، شبيه بذلك المنتشر في مناطق اليمن وعمان من حيث الزي الشعبي وبعض العادات والتقاليد العربية.
جزيرة القمر الكبرى:
تعتبر الجزيرة الكبرى إحدى أهم الوجهات في جزر القمر والتي تستقطب محبي الطبيعة والمغامرات ورحلات السفاري، حيث تحتوي على واحد من أضخم البراكين النشطة على الأرض، وجبل كارتالا على علو 2360 م المتميز بجباله ذات الطبيعة الصحراوية، بالإضافة إلى احتواء الجزيرة على بعض المدن ذات النكهة العربية ومن أهمّها ناز وموروني.
جزيرة مايوت :
تعتبر جزيرة مايوت مستقلة في حكمها عن جزر القمر الأخرى، حيث لا تزال تابعة في نظام حكمها إلى فرنسا التي كانت محتلة جميع مناطق جزر القمر قديماً، تتميّز جزيرة مايوت بالشعب المرجانية الضخمة المنتشرة على حوالي 160 ميلاً من سواحلها، والتي تشكل العامل الرئيسي لجذب السائحين نحوها، بالإضافة إلى احتوائها على بحيرة ضحلة بمساحة 100 كم2 .
جزر القمر الغربية :
قد تخلو هذه الجزر من خدمات الفنادق والمرافق السياحية الضخمة، إلا أنّها مكان مناسب لخوض مغامرات ممتعة وجميلة ضمن غاباتها وطبيعتها، حيث يمكن للسائحين التمتع بواحدة من رحلات السفاري المتميّزة ضمن ربوعها .
جزيرة موهيلي :
على الرغم من كونها تحتل المساحة الأقل بين باقي جزر القمر الأخرى، إلا أنّها تستقطب أكبر عدد من السائحين الراغبين بالتعرف على جزر القمر، وذلك بسبب شواطئها الرملية البيضاء الناعمة، والمياه الصافية والنقية الممتدة على سواحلها، كما تمتاز بكثرة السلاحف الخضراء التي تتوجّه نحوها في مواسم التزاوج لوضع البيض في رمالها.