أعلى

 

عنوان يتعدى مفهوم الإقامة في السعودية

 

 
الغرف مصممة بطريقة عصرية مع الحفاظ على روح التصميم العربي في الفندق  
  

 


البهو الرئيسي في الفندق وتبدو فيه لوحة كبيرة آية في الجمال بالخط العربي 
 

 
التصميمات في الفندق حديثة ولكن في الوقت نفسه تحتفل بالإرث الثقافي العربي 

 

 


 
«لا يختلف اثنان على أن الفن بجميع أشكاله لغة عالمية وغذاء للعين والروح»، بهذه الكلمات استهل الدكتور محمد حمور رئيس مجلس الإدارة في شركة «غايدنس فايننشيال» وفنادق ««شذا العالمية»» كلامه في مقابلة أجرتها «الشرق الأوسط» معه في مكاتبه بباريس، وشدد الدكتور حمور خلال المقابلة على «قصة» فندق «شذا المدينة» الذي افتتح أبوابه أخيرا في المدينة المنورة، وهو الأول في سلسلة فنادق «شذا» التي ستنطلق في العالم، ويعمل هذا الفندق بالتوافق مع شركة «كيمبينسكي» الفندقية ذات الخبرة الطويلة التي بدأت العمل في مضمار الخدمة منذ عام 1897.


وقصة «شذا» مثيرة جدا، خاصة لمحبي الفن العربي والإسلامي، فيقول الدكتور حمور إن الفكرة التي تقف وراء افتتاح الفندق الذي يعتبر باكورة فنادق «شذا العالمية» ترتكز على الفن والحرفية، فتصميم الفندق يفرض نفسه بسبب الموقع المميز في قلب المدينة المنورة على مقربة من المسجد النبوي عند باب الملك فهد، مما يجعل هذا المكان يشع بالروحانية، ويضيف حمور أن التصميم مفهوم في حد ذاته يرتكز في طياته على ترجمة الفن والثقافة العربية والإسلامية من خلال المخطوطات اليدوية المبتكرة التي قام بتنفيذها الفنان والخطاط السوري الشهير منير الشعراني، خريج كلية الفنون الجميلة، قسم التصميم، من جامعة دمشق، الذي عمل خطاطا منذ عام 1967، ومصمما فنيا للكتب والمطبوعات منذ عام 1976. وهو فنان حقيقي استطاع وضع الخط العربي في قالب حديث مستعينا بالتقنيات الإلكترونية عالية المستوى، وبالنسبة للوحات الفنية والجداريات فهي تحمل في غالبيتها توقيع الفنان والمصور البريطاني بيتر ساندرز الذي يعتبر من أهم الأسماء في عالم التصوير الفوتوغرافي، وتزين صور ساندرز معظم جدران الفندق خاصة أنه اشتهر بتصوير أجمل اللقطات لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وهذه الصور هي الأقرب إلى قلب ساندرز الذي يعشق العالم العربي والإسلامي ولديه مجموعة كبيرة من الصور للمجتمعات الإسلامية التي أحبها وتقرب منها خلال أسفاره العديدة منذ نهاية السبعينات.

 

«شذا المدينة» هو عنوان يتخطى مفهوم الإقامة العادية التي يصفها حمور بـ«الإقامة الراقية المستوردة»، ويقصد هنا بأن مفهوم «شذا» يختلف عن باقي الفنادق العالمية، وما تسعى إليه سلسلة فنادق «شذا» هو تعريف العالم بالفن الحقيقي من خلال اللوحات والتصاميم الرائعة التي تمكن الضيف من التمتع بها خلال إقامته. ويقول حمور إن «العرب لا يأبهون كثيرا وللأسف لزيارة المتاحف في حين أن العالم العربي والإسلامي يزخر بالتاريخ والفن والثقافة، وينظر للمتاحف في عالمنا العربي على أنها مكان خاص بأرشفة التاريخ لا أكثر ولا أقل، والفكرة هنا في فندق (شذا) هو تعريف العالم والضيوف بما يزخر به عالمنا العربي ولكن بطريقة عصرية تهم كل سائح وكل زائر ونازل؛ فالعرب يصدرون أشياء حيوية كثيرة مثل الوقود والنفط؛ إنما وللأسف لا يصدرون الثقافة إلى الغرب مثلما كان الوضع في الماضي، وهذا ما دعانا إلى خلق فرصة حقيقية للحفاظ على هويتنا العربية، وهنا أتكلم عن الهوية الثقافية والفنية التي يمكنها أن تخترق عين وقلب كل الشعوب مهما كانت لغتهم»، ويشير حمور إلى أن «اللوحات والمخطوطات اليدوية التي تزين المدخل الرئيسي للفندق ومن بينها لوحات تحمل أسماء الله الحسنى والأحاديث النبوية والقصيدة المحمدية ومقاطع شعرية، ولوحات فنية للخط الفارسي والخط الديواني، والثريات والمصابيح التي تحمل زخرفات وعبارات عربية قامت بتصميمها الفنانة ثريا ساندرز، استحوذت على إعجاب الضيوف من كل أنحاء العالم، فالفندق هو أقرب لأن يكون متحفا لأجمل التحف المستوحاة من العالم العربي والإسلامي ولكن في قالب عصري».

 

وفي اتصال هاتفي مع المصور البريطاني بيتر ساندرز الموجود حاليا في السعودية، قال ساندرز لـ«الشرق الأوسط» إنه يعمل الآن على التقاط الصور للفندق ويعمل أيضا على وضع لمساته على صور جديدة التقطتها عدسته في السعودية، وعبر عن شغفه بعمله، وقال إن الثقافة العربية والإسلامية هي ملهمته منذ أن قام بزيارة بلدان عربية عدة منذ عام 1979، وأضاف أن فندق «شذا» هو خير عنوان لعرض أجمل الفنون العربية الحديثة.

 

ومن بين اللوحات الشهيرة التي التقطها ساندرز خلال مسيرته المهنية وهي معروضة في فندق «شذا»، صور لقصر «الحمراء» وصور أخرى للحرم الشريف استخدم فيها اللونين الأسود والأبيض مع اللون الأخضر لقبة المسجد فقط، وصور عديدة أخرى للمدينة المنورة، وصور لأناس عاديين يلتقي بهم في الشوارع والأزقة.

 

فندق «شذا» هو قصة تروي الفن خلال الإقامة وتضع مقياسا جديدا في المضمار الفندقي وتمزج ما بين الخدمة الفندقية عالية المستوى وتغذية عين الزائر بالتحف الفنية، القديمة والحديثة؛ إذ يشير حمور إلى أن هناك عدة قطع فنية تم شراؤها من مزادات عالمية مثل «كريستيز» وغيرها، وتمثل حقبات تاريخية فنية عديدة من بينها الحقبة التي تجسد الفن العثماني وغيرها من الفترات التاريخية الفنية المهمة الأخرى.

 

يتألف الفندق من 469 وحدة سكنية ولكن 40 في المائة منها أجنحة واسعة تتميز بديكورات رائعة أشبه بزواج الماضي والحاضر مع إنارة خافتة تزيد الغرف دفئا، من ابتكار المصمم العالمي مورتن هانسن من شركة «إل دبليو دي» في دبي، الذي ابتدع مزيجا رائعا من مقاييس الجمال التقليدي والعربي المعاصر.

 

وإذا أردنا وصف الغرف بكلمات، فلا يمكن إلا نعتها بالأناقة المفعمة بالهدوء والروحانية، التي تشكل انعكاسا للطابع الشرقي المعاصر الذي يميز «شذا».

 

ويقدم «شذا المدينة» أيضا تسهيلات خاصة لإقامة المحاضرات والمآدب في غرفه العملية المجهزة على نحو كامل لهذه المهمة، إضافة إلى خدمات مميزة توفر وسائل الراحة للنزلاء يتم تقديمها للمرة الأولى في المدينة المنورة، نذكر منها على سبيل المثال، افتتاح ناد للأطفال ومركز صحي بحلول منتصف العام الحالي.

 

وعن مشاريع «شذا» المستقبلية، قال حمور إن شذا تعمل على توسيع سلسلة فنادقها العالمية من فئة الخمسة نجوم وهي تهدف إلى تشغيل 25 إلى 30 فندقا بحلول عام 2016 في مواقع رئيسية تمتد من أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط إلى شبه القارة الهندية بما فيها الإمبراطورية العثمانية السابقة. وأضاف حمور أن الصعوبة في اختيار موقع لفندق جديد لـ«شذا» هي في «الحصول على موقع مميز ذي طابع أثري مثل القصور، وهذا ما تعمل عليه الشركة حاليا، فنحن بصدد إنهاء العمل في (قصر الباشا) في مدينة فاس المغربية ومن المنتظر أن تنتهي أعمال تحويل القصر إلى فندق بعد أقل من عامين، وسيحمل الفندق الفكرة والفلسفة نفسها لـ(شذا المدينة)، ألا وهي المحافظة على الموقع الأصلي واقتباس التصاميم والديكورات من الأجواء العامة المحيطة بالموقع». وتملك الشركة أيضا مشاريع في سراييفو ومراكش والقاهرة وكربلاء، وتهدف إلى توسيع دائرة العمل لتطال مدنا أوروبية مثل لندن وجنيف، إلا أن حمور شدد مجددا على صعوبة انتقاء المواقع، لأن مفهوم الضيافة في فنادق «شذا» لا يعتمد على فكرة الإقامة والرقي فحسب؛ إنما يسلط الضوء على إحياء الفن المعاصر والقديم وترجمة حرفياته من خلال الديكورات الراقية والخدمة العالية، وأشار حمور إلى أن التحدي الأكبر في مشاريع فنادق «شذا» هو العمل في مبان كانت قائمة وموجودة من قبل، وهذا كان حال مبنى «شذا المدينة» في المدينة المنورة، فالمبنى قديم وكان هناك من قبل وتم تحديثه وتحويله إلى فندق و«هنا يكمن سر مهارة وتمرس المصمم الذي ينجح في مزج الماضي بالحاضر من دون الإساءة إلى تاريخ المبنى وما يجسده من ذكريات لأبناء المدينة»، مضيفا إلى أنه «من الناحية العمرانية، من الأسهل بناء مبنى من الصفر مقارنة بترميم مبنى قديم، وهذا ما يحدث حاليا في (قصر الباشا) في فاس، فمهارة المصمم دعته إلى وضع بصماته من منتصف الحائط فما فوق من دون المساس بالقسم السفلي من الجدران، والأرضيات، التي تجسد روح وتاريخ القصر، ومن خلال الصور التي رأيناها للتصميم، يمكن القول إن المصمم نجح في بسط ذوقه الرفيع على ثنايا القصر من دون تخريب روعته السابقة».

 

وبحسب ما قاله حمور، فإن الكلمة تساوي أكثر من 1000 كلمة، وأنا أوافقه الرأي لأن كل لوحة وكل تحفة فنية في فندق «شذا المدينة» من شأنها أن تحكي قصة مؤلفة من أكثر من 1000 كلمة.

 

وأشاد حمور بالعمل مع الفنانين الشباب في العالم العربي، قائلا إنه من المهم إعطاؤهم فرصة التعبير عن فنهم بطريقتهم الخاصة ورؤيتهم الشخصية.

 

يقع فندق «شذا المدينة» على مسافة 15 دقيقة من مطار المدينة الدولي عند مدخل باب الملك فهد.

 

للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة المواقع التالية:  www.shazahotels.com