«فيسبوك» تبدأ جني المال من «واتساب»
أدى انخفاض أسهم شركة فيسبوك بنسبة 19 في المئة، الأسبوع الماضي، إلى تراجع قيمتها بنحو 119 مليار دولار. ورغم أن الشركة لاتزال لديها قيمة سوقية تقترب من 511 ملياراً، ورغم تحقيقها إيرادات 13.23 مليارا في الربع الثاني من 2018، فإن هذه الأرقام تعد أقل مما كان يتوقعه المحللون، مما أجبر «فيسبوك» على البحث عن مصدر جديد لتعويض هذه الخسارات. وتبدأ «واتساب»، التي تملكها فيسبوك، بفرض رسوم على الشركات، عند إرسال رسائل تسويقية، أو رسائل تصب في مجال خدمة العملاء. وأفادت «فيسبوك» بأنها ستفرض تسعيرة ثابتة على الرسائل من هذا النوع، تتراوح من 0.5 سنت إلى 9 سنتات، للرسالة الواحدة، بحسب كل بلد، في مدونة نشرتها أمس الأول، حيث كانت الشركة تبحث منذ فترة عن أساليب لاستثمار خدمة واتساب، ومواجهة ارتفاع التكاليف، إذ تنفق مبالغ كبيرة في تحسين إجراءات حماية الخصوصية، ومعالجة المخاوف المتعلقة بإدمان وسائل التواصل الاجتماعي. وستدفع هذه الرسوم مقابل 3 أدوات جديدة تهدف إلى ربط الشركات والمؤسسات التجارية مع المستخدمين، وتسهيل التواصل فيما بينهم، إذ طرحت «واتساب» أداة طلب المعلومات من الشركات، حيث بإمكان المستخدمين طلب معلومات الشحن أو تذكرة المرور أو حتى تقديم رقم الهاتف على الموقع، وهو من شأنه أن يساعد الشركات في التواصل بشكل مباشر مع المستخدمين عبر التطبيق بكل سهولة. كما أطلقت أداة للمحادثة مع الشركات، والتي تمكن المستخدمين من التواصل مع الشركة بالضغط على أيقونة المحادثة على الموقع الرسمي لها أو عبر صفحتها على فيسبوك. أما الإضافة الثالثة فهي مخصصة للشركات لتزويد المستخدمين بالدعم والتغيرات التي تطرأ على عمل الشركة، أو تقديم معلومات حول منتجاتها، بالإضافة إلى حل المشاكل المتعلقة بالعملاء من خلال الدعم.
من جهة أخرى، تقول «واتساب» إن المستخدمين سيكون لهم القدرة على التحكم بشكل كامل في هذه الرسائل، وتحدثت عن أن الأدوات الجديدة آمنة للاستخدام وغير مزعجة، حيث إن الشركات ستقوم بالدفع مقابل كل رسالة تصل إلى المستخدمين عبر التطبيق، وهو ما يجعلها تقني الرسائل. وأعلنت «واتساب» أنه بدءاً من أمس الأول (الأربعاء)، يمكن للشركات استخدام API الخاص بإرسال إشعارات الشحن أو التذكير بالمواعيد والحجوزات. وكان تطبيق المحادثة قد أعلن في يناير السماح للمؤسسات بالتواصل مع بعضها البعض، عبر خدمة WhatsApp Business، التي تضم حالياً نحو 3 ملايين مستخدم نشط. وتهدف فيسبوك من خلال ذلك إلى تحقيق الربح بشكل مباشر من التطبيق، خصوصا مع النمو البطيء في أعداد المستخدمين الفترة الأخيرة، واختلاف طبيعته مع فيسبوك بإمكانية عرض الإعلانات. وبالطبع، فإن مثل هذه الأدوات بإمكانها تحقيق الكثير من الدخل للشركة، بسبب حجم مستخدمي التطبيق الذي وصل إلى 1.5 مليار مستخدم.