فعاليات سلطنة عُمان لإجازة عيد الأضحى
مسقط - الرؤية: تُنظِّم وزارة السياحة عدداً من الفعاليات بمختلف محافظات السلطنة، خلال إجازة عيد الأضحى، ضمن مخرجات البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ)، لتنشيط حركة السياحة الداخلية في السلطنة، إلى جانب إصدار مطوية خاصة بالإرشادات العامة التي يتوجب أن يلتزم بها السائح ليحظى برحلة ممتعة في ربوع السلطنة. وحددت وزارة السياحة مواعيد زيارة القلاع والحصون خلال فترة إجازة عيد الأضحى؛ حيث تجتذب القلاع والحصون في السلطنة العديد من الزوار الذين بلغ عددهم حتى نهاية يونيو الماضي 170 ألفا و543 زائرا؛ منهم: 17 ألفا و916 من العمانيين، و128 ألفا 259 من الأجانب، وألف و372 من الخليجيين، وألف و452 من العرب الآخرين، فيما بلغ عدد طلاب المدارس الذين زاروا القلاع والحصون في الفترة نفسها 13 ألفا و492 طالبا وطالبة. وتُمثل السلطنة وجهة سياحية تقدم لزوارها تجربة متفردة وسط مقومات تتنوع بين الطقس الاستثنائي في هذه الفترة من العام والطبيعة الخلابة والمقومات التراثية التي تعد وجهة مثالية لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك. فهناك العديد من الأماكن ذات الجاذبية السياحية؛ أبرزها في هذا الوقت من العام محافظة ظفار، وهي في أوج موسمها السياحي (موسم الخريف) الذي تكتسي فيه جبالها وهضابها بالخضرة في منظر طبيعي خلاب يلفه الضباب الأبيض، كما يهطل الرذاذ الخفيف ليلطف الجو. ووسط تناغم طبيعي تمتزج فيه السواحل بالجبال والصحراء لتبدو الجبال على شكل هلال خصيب، تنحدر بعد ذلك بسهل منبسط يعانق بدوره شواطئ رملية تمتد لمئات الكيلومترات، يأتي الطقس المميز حيث لا تتعدى درجات الحرارة في هذا الوقت من العام الـ25 درجة مئوية في استثناء عن معظم مناطق شبه الجزيرة العربية التي تصل درجات الحرارة بها إلى 45 درجة مئوية في فصل الصيف.
تمتلك ظفار العديد من المقومات الأثرية والتراثية مثل موقع البليد الأثري، الذي شكل واحدة من أقدم المدن في العالم، وأهم الموانئ التجارية، وبالإمكان رؤية بقايا المدينة في موقع البليد التاريخي في منطقة الحافة. ومن ضمن الوجهات العمانية التي تتمتع بطقس استثنائي بارد في هذا الوقت من العام يأتي الجبل الأخضر كواحد من أهم المقومات السياحية بالسلطنة، والذي يعد جزءاً من جبال الحجر ويمتد لحوالي 300 كيلومتر، وكواحد من أعلى النقاط في العالم العربي إذ يبلغ ارتفاعه حوالي 3000 متر يتلقى الجبل الأخضر حوالي 300 مللم من الأمطار سنويا؛ مما أكسبه غطاء نباتيا يتمثل في العديد من أنواع الأشجار والزراعات التي تعلو مع مدرجاته الخضراء لتعانق السماء. ومع وصول الزائر إلى نيابة بركة الموز، التابعة لولاية نزوى بمحافظة الداخلية، في رحلة تستغرق نحو ساعتين عبر الطريق السريع مسقط-نزوى، يبدأ الزائر رحلة صعود الجبل والانتقال رويدا رويدا إلى مناخ شبيه بمناخ حوض البحر الأبيض المتوسط لتبلغ درجة الحرارة في الصيف 22 درجة مئوية، وهو مناخ يفتقده قاطنو منطقة شبه الجزيرة العربية. كما أنَّ الجبل الأخضر يعد وجهة مثالية لعشاق سياحة المغامرات؛ إذ تحفز الارتفاعات الشاهقة والجروف الصخرية حادة الانحدار والمسالك الوعرة روح التحدي لدى محبي المغامرات وتسلق الجبال أو هبوط الأودية في تنوع يجذب كل من المبتدئين والهواة والمحترفين. ويوفر الجبل الأخضر لعشاق الرياضة العديد من الأنشطة كالمشي لمسافات طويلة ورمي السهام وركوب الدراجات في الجبال.وليس المناخ الاستثنائي أو الطبيعة الخلابة هو ما ينقلنا إليه الجبل الأخضر فقط، بل هناك تجربة إضافية تتمثل في تنسم عبق التراث وسبر أغوار التاريخ من خلال العديد من المواقع التراثية؛ مثل: قلعة بهلا في قاعدة الجبل الأخضر ومدينة نزوى، والتي تبعد حوالي 30 كيلومترا فقط عن الجبل الأخضر والمستمدة شموخها من جذور تمتد في أعماق التاريخ بقلعتها وحصنها وسوقها التراثي وحاراتها القديمة التي تحكي مكانة جغرافية وحضارية لا تزال مآثرها خالدة.
تشكِّل البرك المائية احد الوجهات السياحية الرئيسية في سلطنة عُمان كوادي بني خالد بمحافظة شمال الشرقية والذي يعد من الأودية العُمانية دائمة الجريان طوال العام؛ حيث يتدفق ماؤها عبر ممرات ضيقة بالجانب الجنوبي من جبال الحجر الشرقي. وتكمن روعة هذا الوادي في وجود برك مائية صافية، إلى جانب أعداد كبيرة من الأسماك التي تعيش في المياه الجارية بالموقع؛ مما يوفر أحد أبرز مقومات الجذب للزائرين للقيام بنزهات في هذا المكان، وتوجد حول البرك المائية مناظر خلابة وممرات قصيرة للمشي ومنازل قديمة مما يشجع الزوار على الاستمتاع بجمال هذه المنطقة. وفي وادي بني خالد أيضا، توجد قرية العوينة الأثرية وبها عدد من الآثار منها مسجد العوينة ويعتبر محراب هذا المسجد تحفة أثرية، ومن أشهر حصونها حصن الموالك الموجود في قرية العوينة وقديماً كان يُعد هذا الحصن مركزاً للوالي والقاضي. وتوفر السلطنة ببحرها الهادئ وشواطئها الخلابة فرصة رائعة لمحبي أنشطة السياحة البحرية وسط عروض جاذبة تقدمها الشركات السياحية للراغبين في الاستمتاع بالسباحة والغوص بنوعيه العميق والسطحي، وكذلك مراقبة الطيور أو مشاهدة الدلافين أو الاستمتاع بشروق الشمس وسط طبيعة خلابة تسمح بالتخييم والاستجمام؛ فالسلطنة تعد من أكثر وجهات الغطس شهرة في المنطقة لما تمتاز به من تنوع كبير في الحياة البحرية واحتوائها على العديد من الجرُف البحرية والجزر الصغيرة والخلجان والكهوف التي تتنوع فيها الحياة البحرية والمرجانية الفريدة.
من أبرز مناطق الغوص حول العاصمة مسقط: الخيران، جزيرة الفحل، وجـزر الديمـانيات، وخليج المقبرة (مسقط القديمة)، إضافة لشاطئ الجصة، ويحوي كل من هذه المواقع على ما لا يقل عن 11 موقع غطس مختلف يتميز كل منها بتنوع في بيئته. ومن الأنشطة البحرية أيضا مشاهدة الدلافين عن بُعد حيث تفد إلى البحار العمانية حيتان ودلافين من نحو 20 نوعاً. وفيما يخص السياحة البيئية، تعد نيابة رأس الحد بولاية صور وجهة مميزة للشغوفين لمشاهدة السلاحف والاستمتاع بالهدوء والطبيعة في أول بقعة تشرق عليها الشمس في الوطن العربي. فهذه المنطقة الساحلية التي تبعد حوالي 46 كيلومترا عن ولاية صور في محافظة جنوب الشرقية تشكل بيئة طبيعية جذابة ومنتجع استجمام فريدا من نوعه لما تنعم به من مقومات سياحية متفردة؛ حيث الشواطئ النقية المتداخلة مع روعة تضاريس المكان. كما تحتضن أكبر محمية لتعشيش السلاحف الخضراء بالمنطقة وعددا من الأخوار المائية التي تمثل ملاذا للطيور المهاجرة فضلا عن الطقس الاستثنائي المعتدل صيفا وشتاء. وفرضتْ نيابة رأس الحد نفسها ضمن إستراتيجية التطوير السياحي؛ حيث ينتظرها مستقبل واعد، مؤكدا أنه إضافة إلى روعة الطبيعة، تحتضن النيابة شواطئ تتميز بالنظافة والجمال، بينما ترسو قوارب الصيادين على ضفاف الساحل. ويمكن للسياح الاستمتاع بقضاء أوقاتهم بين زيارة الشواطئ النظيفة والبكر في مسقط وزيارة الحصون والقلاع التي تحاكي مئات السنيين من الحضارة، إضافة إلى زيارة مواقع التراث العالمي مع عروض تشمل زيارة الأماكن التي تحتاج إلى سيارة دفع رباعي وجولات سياحية في عدد من المعالم السياحية.