أعلى

 

يروي السيد رامي أبوغزالة مؤسس سلسلة مطاعم البيك التي أخذت شهرة واسعة وكبيرة في مناطق ومدن المملكة العربية السعودية حيث بدأت القصة بفكرة إقامة مطعم للوجبات السريعة داخل المملكة العربية السعودية خطرت على بال والد رامي أبو غزالة, لكنه لم يجد ما يريد توجه إلى خارج السعودية وتعاقد مع شركة “سما بروست” التي بدأت في عام 1974, حيث كانت فكرة المطعم وتناول الطعام خارج المنازل غريبة على المجتمع السعودي, ولم يكن الناس معتادين على الوجبات المقدمة في المطعم, حيث لم يكن يتجاوز عدد الزوار ال100 زائر, لكن والد رامي كان يملك إصرار منقطع النظير على النجاح. لكن بعد فترة قصيرة توفي الوالد، وألغت الشركة صاحبة الامتياز التعاقد مع المطعم بحجة موت الطرف الآخر وضاع كل المجهود الذي قام بد سدىً، ولم يكن عند أبنائه رؤية واضحة لإكمال ما بدأ والدهم به، وبعد مرور سنتين على وفاة الوالد تخرج الابن الأكبر ” إحسان” من الجامعة تخصص بترول ومعادن، وهنا بدأ بالتفكير في إكمال الطريق الذي بدأ به والدهم قبل وفاته، حيث قرر اختصار عمل جميع المؤسسات التي لديهم بالمطاعم فقط، وهنا عمل إحسان ورامي في مجال مختلف عن مجال تخصصهم، وبعد التخرج بسنتين وصلت رسالة بنكية إلى العائلة بمديونية للبنك تقدّر بالملايين مع خيارين للتسديد، إما التسديد على دفعات لمدة سنتين أو الحجز على كل ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، واختار الشابان بالطبع التسديد على دفعات. وكانت تلك الحادثة دافعاً جديداً للإصرار على النجاح, وعاشا حياة التقشف بالكامل, وعملوا في مكتب صغير جداً تكاد رؤوسهم تلامس سقفه, وبدافع الإصرار على النجاح والمواصلة في درب والدهم, سافر إحسان إلى فرنسا لدراسة تكنولوجية الإدارة, الأمر الذيساعدهم على الاستقلالية الكاملة في عملهم.

 

وقد ذكر رامي أبو غزالة في حديث سابق له في إحدى اللقاءات أنهم كانوا يشترون الخلطات السرية من الشركات، والتي كانت مكلفة جداً، لذلك قرروا العمل على إنتاج خلطة خاصة بهم، وهنا بدأ الشابان بالعمل على الخلطات السرية وتجربتها على الزبائن بدون علمهم، وكانوا في كل يوم مساءً بحضرون المواد الأولية ويضعونها في غرفة سريّة نحضرها ثم نذهب بها إلى مراكز الانتاج، وقد أخذت تلك المرحلة منا بين السنتين إلى ثلاث سنوات. ويكمل أبوغزالة: بالنسبة لي كان يجب أن أجرب العمل بنفسي, فدخلت المطبخ وجثوت على ركبتي, نظفت الحمامات وتعلمت تنظيف الغبار واستخدام المكانس, وتعلمت خدمة الزبائن على الكاشير, وهو الشيء الضروري لكل شاب في بداية عمله فمن أراد النجاح عليه أن يتعلم أولاً وقبل كل شيء أن العمل ليس عيباً مهما كان, وأن هذا الشيء الوحيد الذي سيوصلك إلى ما تريد بالتأكيد.لكن وبعد هذا التعب ظهرت مشكلة جديدة, وهي وجود 400 مطعمبروست منافس في المملكة, وكان من الضروري أن يتميز مطعم البيك عن غيره من المطاعم حتى يلتمس الزبون الفرق بينه وبين غيره, وهنا عملوا على تدريب العاملين لديهم على ترتيب العمل والجودة وفن الخدمة, وهنا جائت فكرة تغيير اسم المطعم إلى ” مطعم البيك“, وهو مصطلح عثماني قديم بمعنى الباشا.